رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

سفير النوايا الحسنة

رشا عبدالوهاب

تمثل محطة الفضاء الدولية الفرصة الأخيرة أو الباب الموارب للتعاون بين روسيا والغرب، الذى لم يتم التخلى عنه بعد الحرب فى أوكرانيا التى اندلعت فى فبراير الماضي، فالصراعات على الأرض لم تصل إلى الفضاء الخارجى حتى الآن رغم التوترات الجيوسياسية والتصعيد المتبادل والعقوبات القاسية. وربما يرجع استمرار التعاون بين الجانبين فى الفضاء لأسباب تقنية ومادية وبشرية، حيث سيكون من الصعب فصل التعاون فى هذا المشروع تحديدا.

وفى أكتوبر الماضي، أصبحت آنا كيكينا أول رائدة فضاء روسية تسافر على متن صاروخ أمريكى منذ 20 عاما، ورائدة الفضاء الوحيدة التى صعدت على متن مركبة تابعة لشركة «سبيس أكس» المملوكة للملياردير الأمريكى إيلون ماسك. واتجهت كيكينا إلى محطة الفضاء الدولية حيث تظل هناك لمدة أربعة أشهر كجزء من مهمة «سبيس إكس» المكونة من طاقم من 5 أفراد. وتعتبر محطة الفضاء الدولية مجالا للتعاون بين الولايات المتحدة وروسيا وكندا والاتحاد الأوروبى واليابان، وينظر إليها كرمز للعلاقات الناجحة فى عصر ما بعد الحرب الباردة. وتعتبر أكبر محطة فضائية فى مدار أرضى منخفض، وشهدت أطول وجود للبشر فى الفضاء على مدى أكثر من 20 عاما. وتستخدم كمعمل لدراسة بيئة الفضاء حيث أجريت آلاف التجارب فى علم الفلك والفيزياء والأحياء الدقيقة على مدى العامين الماضيين. تتكون الوحدة نفسها من جزءين: أحدهما يتم تصنيعه وتشغيله بواسطة روسيا، بينما يتم تصنيع الجزء الآخر بواسطة الولايات المتحدة وبدعم من الدول الشريكة الأخرى. وتتولى روسيا مسئولية الجزء من المحطة التى يبقيها فى المدار. واستخدم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين سياسة العصا والجزرة مع الغرب فى سباق الفضاء، فعلى الرغم من الحرب المستعرة على أرض أوكرانيا، إلا أن موسكو سعت إلى تهدئة المخاوف من صراع فضائى عبر إقالة ديميترى روجوزين رئيس وكالة الفضاء الروسية فى يوليو الماضي، والمعروف بتصريحاته النارية وتهديداته المتواصلة لنسف أسس التعاون بين الجانبين، وتعيين يورى بوريسوف الذى شغل منصب نائب رئيس الوزراء لشئون المجمع الصناعى والعسكري. لكن بوريسوف أعلن بعد اجتماع مع بوتين أنه تم اتخاذ قرار بالانسحاب من مشروع محطة الفضاء الدولية بعد عام 2024 لبناء محطة فضائية روسية، واعتبرها الأولوية التى تتصدر قائمة أولويات وكالته، وهو ما رد عليه سيد الكرملين بالاستحسان للفكرة. بينما أكدت وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» أنه لم يصلها تأكيد رسمى حتى اللحظة من الجانب الروسي. ورغم الموقف الأمريكى المتمسك بالتعاون مع روسيا فى الفضاء حتى 2030، إلا أن أوروبا كان لها رأيا آخر بوقف تعاونها مع وكالة الفضاء الروسية «روسكوسموس» لإطلاق مركبة فضائية إلى المريخ، فردت موسكو بوقف إطلاق مركبات «سويوز» من موقع إطلاق المركبات الفضائية الأوروبية فى جويانا الفرنسية. ليس هذا فحسب، بل هناك مخاوف من انتقال الحرب إلى الفضاء، فقد حذر الأدميرال السير تونى راداكين قائد القوات المسلحة البريطانية من أن بوتين قد يشن هجمات على الغرب من الفضاء. وفى 2021، اتهمت قيادة الفضاء الأمريكية روسيا بإطهار «تجاهل متعمد لأمن الفضاء وسلامته واستقراره واستدامته على المدى الطويل»، بعد قيام موسكو بتجربة صاروخ مضاد للأقمار الصناعية فى الفضاء، وهو ما خلف آلافا من قطع الحطام التى ترى واشنطن أن آثارها ستمتد لعقود قادمة. يأتى ذلك فى وقت تسعى فيه واشنطن إلى خصخصة الفضاء على اعتبار انه ملك حصرى لها حيث تتجه إدارة بايدن إلى تمرير أمر تنفيذى خلال العام الحالى لتسهيل الحصول على تراخيص للشركات الخاصة لرحلات الفضاء ونشر الأقمار الصناعية، حيث من المتوقع أن تبلغ العائدات السنوية من صناعة الفضاء حوالى تريليون دولار بحلول 2040، مع انخفاض تكاليف الإطلاق بنسبة 95%. ووصلت قيمة اقتصاد الفضاء العالمى إلى 424 مليار دولار فى عام 2020، بعد أن توسعت هذه الصناعة بنسبة 70% منذ عام 2010. بينما سعت موسكو إلى توسيع مجالات التعاون الفضائى مع دول أخرى مثل الصين والهند. وبين توقعات أن يتحول الخيال إلى حقيقة، وأن يتحول الصراع بين روسيا والغرب إلى سيناريو يضاهى سلسلة أفلام «حرب النجوم»، وبين أن يكون الفضاء الدبلوماسى الأخير أو سفير النوايا الحسنة فى العلاقات بين الجانبين، تظل كافة الاحتمالات واردة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق