رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

سلامٌ على «المســيح».. يوم وُلد

تحقيق - إبراهيم عمران [إشراف - خالد أحمد المطعنى]
الدكتور أحمد الطيب والبابا تواضروس الثانى

«سلام على المسيح.. يوم ولد»، بهذه التحية، يتوجه علماء الدين، مذكرين بأن الاحتفال بمولد جميع الأنبياء والمرسلين، فيه دعوة للسلام والتعايش المشترك بين كل أتباع الديانات، كما أن التذكير بالمناسبات الدينية، هو حائط صد ضد موجات الأفكار المتطرفة، فى كل زمان ومكان، من خلال التوعية، ودعم محبة الأنبياء والرسل جميعا، مما ينشر قيم المواطنة، ويرسخ التسامح، ويسهم فى عمارة الأرض، وبناء الأوطان.

 

الدكتور خالد سعيد، عميد كلية أصول الدين بالقاهرة، جامعة الأزهر، يرى أن الاحتفال بمولد الأنبياء والرسل، عليهم الصلاة وأزكى السلام، يذكرنا بسيرتهم وعطائهم، واستحضار منهجهم الأخلاقى القويم، دون التعصب لواحد منهم على غيره، كما قال تعالى فى سورة البقرة بالآية (285): «لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ»، موضحا أن الاحتفال بيوم مولدهم، فيه دعوة للسلام، والتعايش السلمى، من أجل إعمار الكون، وبناء الأوطان، ونشر السلام وروح المحبة بين الجميع، كما أن الاحتفاء بمولد الأنبياء والرسل يحمل العديد من القيم الإيمانية التى تؤكد محبة الخلق لأنبيائهم.

رسالة واحدة

ويضيف الدكتور خالد: رسالة الأنبياء واحدة فى أمر العقيدة، وإن اختلفت فى التشريع حسب الزمان الذى كانوا فيه، وديننا الحنيف أثنى عليهم جميعًا، ولم يميز بين نبيٍ وآخر، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: «الأنبياءُ إخوَةٌ لعَلَّاتٍ: دِينُهم واحِدٌ» (رواه أبو داود)، ولقوله صلى الله عليه وسلم: «لا تفضلونى على يونس بن متى» (رواه البخاري).

وكذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا تخيرونى على موسى فإن الناس يُصعقون فأكون أول من يفيق فإذا موسى باطش بجانب العرش فلا أدرى أكان فيمن صعق فأفاق قبلى أو كان ممن استثنى الله» (رواه البخاري)، وفى شأن نبى الله، عيسى عليه السلام، نجد أن نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم قال: «أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم فى الدنيا والآخرة، قالوا يا رسول الله، كيف؟ قال: الأنبياءُ إخوَةٌ لعَلَّاتٍ: دِينُهم واحِدٌ، وأُمَّهاتُهم شَتَّى، ودينهم واحد، وليس بيننا نبي».(رواه مسلم).


د. محمود الصاوى

شكر للنعمة

ويرى الدكتور محمود الصاوى، أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن الاحتفاء بالأنبياء والرسل، نوع من شكر الخلق لله، جل وعلا، على هذه النعمة العظيمة التى أولاها لخلقه عندما رحمهم بإنزال كتبه وإرسال رسله ليكونوا لهم منذرين ومبشرين، فالناس صنفان: إما أحباب للرحمن، وإما أتباع للشيطان، قال تعالى: «وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا».

ويؤكد أن الاحتفالات بالمناسبات الدينية تمثل حوائط صد منيعة فى مواجهة موجات الأفكار المتطرفة والانحلال، وارتكاب المعاصى، فالمتطرفون يكونون دائما على هوامش الأديان، لكن الأسوياء العقلاء المتدينين أصحاب الفطر السوية، وروح السماحة والاعتدال، المحبين لأنبيائهم ورسلهم وأوليائهم، نجدهم فى راحة وطمأنينة وسلام نفسى ومجتمعى، لسيرهم على منهاج هؤلاء الرسل والأنبياء، أصحاب دعوة السلم والسلام والتعايس السلمى، لقوله صلى الله عليه وسلم: «المسلم من سلم الناس من لسانه، ويده».

مقصد وطنى

وفى السياق ذاته، توضح الدكتورة جيهان ياسين، الواعظة بوزارة الأوقاف، أن الاحتفال بميلاد المسيح، عليه السلام، فيه مقصد دينى ووطنى واجتماعى، إذ إنه عيد لشركاء الوطن من غير المسلمين، وقد أقر الإسلام أصحاب الديانات السماوية على أعيادهم؛ كما جاء فى «الصحيحين» وغيرهما من حديث أم المؤمنين عائشة، رضى الله عنها: أن النبى، صلى الله عليه وآله وسلم، قال: «إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا، وَإِنَّ عِيدَنَا هَذَا اليَوْمُ»، مضيفة أن المؤمنين يصدقون بجميع الأنبياء والرسل والكتب المنزلة عليهم من السماء.


د. خالد سعيد

وتشدد على أن الفرح بيوم مولد نبى من أنبياء الله تعالى، وهو عيسى ابن مريم عليهما السلام، أمر مندوب شرعا، امتثالًا للأمر القرآنى بالتذكير بأيام الله تعالى، وما فيها من نعم وعبر وآيات؛ قال تعالى: «وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ»، خاصة أن لمولده منزلة وقدسية خاصة فى الإسلام؛ فهو المولود المعجز الذى لا مثيل له فى البشر؛ حيث خُلِقَ من أم بلا أب، قال تعالى: «إنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ» [آل عمران: 59]، وقد صاحب مولدَه من الآيات الكونية والمعجزات الإلهية ما لم يتكرر فى غيره، لذلك هو مِن أيام الله التى تستلزم الشكر عليها، ويُشرَع التذكير بها، وقد صام النبى، صلى الله عليه وسلم، يوم عاشوراء احتفاء بنصر الله لسيدنا موسى عليه السلام، وإهلاك فرعون وقومه.

جسد واحد

وتؤكد أن لنا فى سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أسوة حسنة، حيث تعايش مع الجميع بروح الجسد الواحد الذى إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، والمسلم مطلوب منه أن يظهر محاسن الإسلام واعتداله لغير المسلمين، بل يتسامح معهم، وقد قبل النبى صلى الله عليه وسلم الهدية من غير المسلمين، وزار مرضاهم، وتعامل معهم، واستعان بهم فى سلمه وحربه، فالتهنئة فى الأعياد والمناسبات ما هى إلا نوع من التحية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق