رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

اهتمام عالمى بأدب جنوب آسيا

هبة عبدالستار;

بقدر ما شهد عام 2021 أغلبية إفريقية فى الكتاب الفائزين بالجوائز العالمية حتى أطلق عليه النقاد عام إفريقيا الأدبي؛ شهد عام 2022 تنوعا فى تلك الجوائز وإن كان هناك ميل واضح للأدب القادم من جنوب آسيا.

بالنسبة للجائزة الأهم والأبرز، لم يكن فوز الكاتبة الفرنسية آنى إرنو (82 عاما) بجائزة نوبل للأدب لعام 2022 مفاجأة كبرى بالنهاية، فقد كانت إرنو من المرشحين الدائمين بقوائم الترشيحات خلال العقد الأخير.

كما اعتبرت خيارا آمنا للأكاديمية السويدية المدفوعة بتصحيح صورتها وسمعتها بعد سنوات من الجدل والفضائح. مثل فوزها عدة دلائل مهمة أثارت ارتياحا كبيرا فى الأوساط الأدبية العالمية من أبرزها الاعتراف بالنوع الأدبى الذى ابتكرته إرنو فى رواية السير الذاتية، وبصفة خاصة تلك الرواية التى تربط بين الأدب والواقع وعلم الاجتماع. اشتهرت كتابات إرنو بتمركزها حول تجاربها الخاصة والحميمة، وعلاقاتها العاطفية دون استعارات أو تورية، وخيانتها لطبقتها، ووثقت أعمالها حياة النساء والتغيير الاجتماعى بفرنسا منذ الستينيات حتى الآن.

بينما عكس فوز السريلانكى شيهان كاروناتيلاكا بجائزة البوكر البريطانية عن روايته «الأقمار السبعة لمالى ألميدا» والهندية جيتانجالى شرى عن روايتها «قبر الرمل» بالنسخة العالمية من البوكر فى نفس العام اهتماما عالميا بأدب جنوب آسيا وشبه القارة الهندية التى تعد واحدة من أكثر المناطق الأدبية تنوعا التى تم تجاهلها فى العالم. وحصل أدباء الشتات من جنوب آسيا خلال 2022 أيضا على الاهتمام فى جائزة الكتاب الوطنى الأمريكى حيث حل 3 أدباء ضمن القائمة الطويلة للجائزة بفرع الرواية هم سارة سانكام ماثيوز، جميل جان كوشاى، وفاطمة أصغر، وتأهل كوتشاى وماثيوز للقائمة القصيرة. بينما فازت بالجائزة لأدب الشباب سبأ طاهر، الأمريكية من أصل باكستانى بروايتها «كل غضبى»، التى تتبع عائلة أمريكية باكستانية من الطبقة العاملة عبر جيلين، وتتعمق فى مناقشة الحزن والعنصرية والنضال المالى والصدمات والإدمان. وتعتبر سبأ أول امرأة أمريكية مسلمة وباكستانية تفوز بهذه الجائزة.

هذا الاهتمام العالمى يمكن إرجاعه لعدة عوامل تضافرت معا بالعقود القليلة الماضية لتجعل من 2022 عام أدب جنوب آسيا من بينها بروز العديد من الكتابات عن قضايا الشتات والهجرة لكتاب من تلك المنطقة مما أسهم فى تغيير النظرة لها ولأدبها المتنوع، وتزايد عدد الناشرين المستقلين من تلك المنطقة الذين يتسمون بالجرأة لدفع أعمالهم للترجمة كما حدث فى تجربة ناشرى كاروناتيلاكا وشرى على الرغم من أن كليهما يكتبان عن قضايا محلية شديدة الخصوصية تتعلق بالهجاء الاجتماعى والسياسى للتقسيم والحرب الأهلية.

يمكن أن نضيف أيضا مشروعات وجوائز الترجمة المدعومة من أجل تمثيل أدب جنوب آسيا مثل PEN Presents وهى خطة الجوائز الجديدة لجمعية القلم English PEN لدعم نماذج الترجمة، والتى أعلنت مؤخرا عن التركيز على لغات شبه القارة الهندية. كما تم إطلاق جائزة أرمورى لأدب جنوب آسيا المترجم، وذلك بعد فوز الهندية جيتانجالى شرى بالبوكر العالمية. ستمنح الجائزة الأمريكية للترجمة الإنجليزية لعمل مؤلف من جنوب آسيا ـ من الهند وباكستان وبنجلاديش ونيبال وسريلانكا وبوتان وجزر المالديف أو الشتات فى هذه البلدان ـ بلغة أخرى غير الإنجليزية. وتهدف إلى تقليل الفجوات الصارخة فى الترجمة الأدبية فى جميع أنحاء العالم وبناء جيل جديد من المترجمين الأدبيين بلغات جنوب آسيا والتعرف على رواة القصص من شبه القارة الهندية. يشار إلى أن من بين ما يقرب من 7600 كتاب تم نشرها مترجمة بالولايات المتحدة على مدار العقد الماضى، كان 64 كتابًا فقط بما يعادل أقل من 1 ٪ من بين لغات جنوب آسيا التى يتحدث بها خُمس سكان العالم.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق