منذ عام رحلت عنا الفنانة المصرية جاذبية سرى لكن أعمالها وإرثها الفنى والابداعى ظل يحكى عن أيقونة الإبداع المصرى من جيل الرواد الثانى لفنون التصوير والرسم الزيتي، انها الرائدة التى لم تكتف بالاتجاه نحو مدرسة فنية بعينها رافضة كل القوالب والتصنيفات، فتعلو بسماء إبداعاتها، دون توقف بل انها حرصت وسعت لاستبدال أجواء لوحاتها واختبار عناصر متنوعة وخامات مختلفة، وبألوان يغلب عليها السطوع والبهجة، إلا ان هناك بعض الاعمال المظللة بالدرجات الرمادية والخطوط السوداء لتعلن فى لوحاتها حزنها وقت حرب النكسة، ولوحات اخرى تعلوها الفرح مع انتصارات اكتوبر وقبلها عن تشييد السد العالى ولوحات اخرى ترنو فيها إلى الخيال، وكانت لدى جاذبية سرى ارادة متفردة من التمرد وكسر المعتاد مما جذب جمهورها لمتابعة الطرح غير المتوقع فى لوحاتها القادمة، فتمكنت سرى مع كل عمل تشكيلى من ترك بصماتها المتعددة سواء فى المدرسة : التعبيرية أو التجريدية أو التكعيبية او المدرسة التأثيرية.

من أعمال الفنانة الراحلة جاذبية سرى
واحتفالا بتلك القيمة الإنسانية الراحلة أقيم وبقلب قصر عائشة فهمى بالزمالك معرضها الاستيعادى فى قاعات القصر بنحو 80 عملا للفنانة تعبر عن رؤيتها ومراحلها ومدارسها التشكيلية المتنوعة وتوضع مدى تأثيرها ودورها فى تشكيل وجدان ومشاعر الشعب المصرى خلال فترات التغيرات والثورات منذ ثورة 1952، ومرورا بالتغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، لترتبط لوحاتها بتلك المضامين بالإضافة إلى تعبيرها عن قضايا المرأة فى وقتها، وستظل أعمالها تسرد للأجيال القادمة عن فنانى مصر وما بقى منهم من أثر جمالى وابداعي.

عمل عن الأسرة المصرية للفنانة
رابط دائم: