رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«آنستونا» جسر للتواصل بين الأجيال الفنية

محمد بهجت
> دنيا سمير غانم وبداية قوية فى المسرح الاستعراضى > تصوير ــ السيد عبدالقا

من السهل إطلاق الأحكام العامة على أغانى المهرجانات أو الفنون التى تأتى من المناطق الفقيرة بأنها متدنية وتافهة ولكن الصعب هو البحث عن مواهب حقيقية تحتاج إلى تدريب وتعلم وصقل حتى تلمع وتظهر فى أفضل صورة, وهذا ما يؤمن به المخرج القدير خالد جلال عموما فى سائر أعماله الفنية وهو ما جعله لا يتخلى يوما عن تلاميذه فى مركز الإبداع الفنى والذى تحقق من خلاله عشرات النجوم البارزين.

وحول قناعته الشخصية تدور فكرة مسرحية «آنستونا» للفنانة المتألقة دنيا سمير غانم مع مجموعة منتقاة أغلبهم خريجو مركز الإبداع بدار الأوبرا المصرية ودنيا فى هذا العرض تقدم شخصيتين جديدتين تماما الأولى لشبح مطربة من أوائل القرن الماضى هى كاميليا تتحدث بلغة أقرب لأفلام يوسف وهبى ونجيب الريحانى وهى مقيمة كشبح فى مسرحها المهجور وتسعى لإفشال أى عمل جديد على مسرحها إلا بشروطها الخاصة وأهم شرط هو إعطاء الفرصة لحفيدتها زلابية الفتاة العشوائية محترفة أغانى المهرجانات ويضطر المنتج مستأجر المسرح والذى لعب دوره النجم الكبير بيومى فؤاد للرضوخ لطلبات الشبح ليجد فتاة أكثر شبحنة وتسلطا رافضة للتعلم ومقاومة لتغيير أسلوبها فى الحياة وفى الفن وتتفجر المواقف الكوميدية تبعا لذلك حتى تكتشف زلابية بمرور الوقت ما بداخلها من طاقات كامنة.

والحقيقة أن دنيا سمير غانم هى أفضل من يؤدى مثل هذا الدور المركب لأنها فى الأساس مطربة وفنانة استعراضية شاملة بالاضافة للحس الكوميدى الساخر الذى بطبيعة الحال ورثته عن والديها العظيمين وهى لاتبالغ مطلقا فى تحسين فوضوية زلابية وإنما تعايش الشخصية فيخرج الضحك بصورة تلقائية بسيطة تقنع المشاهد بالتعاطف مع الشخصية المهمشة رغم جهلها وسوقيتها ثم يشعر بانتصار الجمال والفن الحقيقى عندما تبدأ فى التعلم وتصنع مزيجا خاصا بين أغانى الشباب المهرجانية والفنون الأكثر جدية.


> بيومى فؤاد يتوسط عمرو عبدالعزيز وكريم عفيفى خلال العرض

كتب النص مؤلفان هما كريم سامى الذى لعب دور مدرس اللغة العربية وأحمد عبدالوهاب الذى تألق بصورة مبهرة ولافتة للنظر فى تجسيد دور مدرس الموسيقى الأوبرالى البعيد كل البعد عن مزاج زلابية وذوقها العجيب وانحيازها المستمر لشخصية وهمية هى سيد جيفارا مؤلف ومطرب مهرجانات جسده الفنان القدير سامى مغاورى والد زلابية المسن والمتصابى بحضوره الكوميدى الخاص وجسد النجم الشاب كريم عفيفى دور خطيب زلابية المستغل والذى يحاول الإثراء عن طريق إدارة أعمالها وهو دور جديد وغريب يظهر على ملامحه الطيبة الساذجة لكنه كان بمثابة تحد نجح فيه بجدارة وتألق عمرو عبدالعزيز فى دور مساعد المنتج ومدير القصر المتأفف من سلوكيات أهالى زلابية.

ولعبت مريم السكرى دور زوجة والد زلابية المتطلعة لحياة القصور والمقلدة بأسلوب كوميدى لتصرفات الطبقة الراقية بينما جسدت بسنت صيام دور نازلى الخادمة المثقفة والمنزعجة من كل ما يجرى حولها ولعب صلاح الدالى دور مؤلف الأغانى الخصوصى لزلابية والذى لا يقول شيئا مفيدا والحقيقة أن صلاح الدالى من أصحاب الإمكانات الكوميدية الكبيرة رغم صغر مساحة الدور وكذلك الموهوب أحمد عبدالوهاب والذى يعد بحق مفاجأة العرض.

كتب الشاعر أيمن بهجت قمر مجموعة أغان تجسد مراحل شخصية زلابية وتطورها خلال العرض وأسهمت فى تحويل العرض إلى الصورة الاستعراضية مع ألحان المتألق عمرو مصطفى وملابس الدكتورة مروة عودة المناسبة لكل شخصية ولتطور شخصية زلابية على وجه التحديد، كما قدم الدكتور عمرو عبدالله ديكورا بسيطا وذكيا واستخدم مهارته فى اللعب بالاضاءة لإضفاء الجو السحرى على الاستعراضات، كما نجح خالد جلال فى تقديم مسرحية ممتعة وجاذبة تحترم عقلية المشاهد وتحترم تقاليد الأسرة وتليق بأسماء النجوم المشاركين فيها وتليق أيضا باستخدام صوت الراحل القدير سمير غانم فى كلمة «آنستونا» ونجح المنتج محمد أحمد السبكى فى إعادة المسرح الاستعراضى الراقى رغم صعوبة تكاليفه.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق