رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

مهرجان الميكرو تياترو يتألق بين القاهرة والإسكندرية

محمد بهجت
> مشهدان من عرضى «السندباد» و«السرقة بالرقص» > تصوير ــ حسن عمار

هو شكل جديد من أشكال المسرح المستحدثة لا يزيد عمره عن 14 سنة حيث بدأ من مدريد بأسبانيا عام 2009 ومنه انتشر إلى أكثر من مائة مدينة فى العالم ربما من أحدثها القاهرة والإسكندرية اللتان شهدتا قبل أيام الدورة الثالثة من مهرجان الميكروتياترو برعاية وزيرة الثقافة أ. د نيفين الكيلانى وبرئاسة الفنانة د. نبيلة حسن عميد معهد الفنون المسرحية بالإسكندرية وبإشراف وحضور د. غادة جبارة رئيس أكاديمية الفنون

والميكروتياترو، كما يدل الاسم، هو مسرح لايتجاوز زمن العرض الواحد فيه 15 دقيقة وتقام العروض فى قاعات صغيرة لا يزيد حجمها عن 15 مترا مربعا ولا تتسع لأكثر من 15 متفرجا والهدف هو ملاحقة إيقاع العصر وأيضا إنقاذ فنانى المسرح فى العالم من البطالة فى ظل ظروف اقتصادية قاسية لا تسمح للغالبية العظمى بشراء تذاكر باهظة الثمن وحضور عروض طويلة تمتد لساعتين أو أكثر فضلا عن جاذبية الوسائط الفنية الأخرى كالسينما والدراما التليفزيونية واليوتيوب وغيرها من أشكال يشتد الإقبال عليها إلى حد أنها تهدد عرش أبو الفنون وتسبب كسادا اقتصاديا واضحا فى مختلف بلدان العالم..

يقول السيد كانديدو كريس الملحق الثقافى لسفارة أسبانيا بالقاهرة: «فى عام 2009 ولد الميكرو تياترو فى مدريد وهو طريقة مبتكرة لكتابة هذا النوع من الفن الدرامي.. إنه مسرح قصير لا يتطلب عمليات إنتاج كبيرة ويتماشى مع أذواق مجتمع القرن الحادى والعشرين لكنه أيضا يعكس طريقة جديدة للتواصل، أما فى مصر فقد تم تطوير هذا النمط من الفن الثقافى بفضل رؤية الدكتورة نبيلة حسن أستاذة المسرح التى لا تعرف الكلل فقد استطاعت تجميع حماس طلاب الفن الدرامى الشباب فى الإسكندرية والقاهرة فى اجتماعات دولية من هذا النوع والتى أصبحت تحظى بشعبية كل يوم أكثر فأكثر».. بينما أكد مستر خوسيه مانويل مدير المركز الثقافى الإسبانى «ثرفانتس» على أهمية الشراكة بين المعهد وسفارة أسبانيا وأكاديمية الفنون لإنجاح المهرجان وإضفاء سمة الالتزام المؤسسى ليحقق الاستمرار والتطور.

وتقول الدكتورة غادة جبارة «إن الميكروتياترو هو مغامرة إبداعية وإنسانية قد تستغرق دقائق ولكن يخرج منها الجميع سواء الملقى أو المتلقى وقد انتشى بوهج جديد من خبرة فنية وإنسانية غير مسبوقة لأن اللقاء الحى الحميمى الذى ينشأ من تصغير المكان والزمان والنص يجعل العرض وكأنه جرعة شديدة التركيز للفت الانتباه لأحد القضايا الاجتماعية والإنسانية فيظهر الجميع ويشعر بنشوة الإبداع وهو ما تنشأ عنه ذكريات يصعب محوها وخبرات لا مثيل لها»

قدم شباب المتسابقين أحد عشر عرضا فى المسابقة الرسمية بالإضافة إلى ثلاثة عروض على هامش المسابقة تباينت بين التراجيديا والكوميديا بل والفانتازيا وذلك من خلال عرض بديع مترجم عن الأسبانية بعنوان «السرقة بالرقص» ويتحدث عن لص أحمق يريد سرقة بنك عن طريق الرقص.. وإلهاء رواد البنك بمشاهدة الرقصة حتى ينخرطوا فيها بينما يتسلل هو بخفة لسرقة محتويات الخزينة محاولا إقناع الحارس الذى يمر بضائقة مادية أن يشاركه فى الجريمة.. وعرض آخر للكاتب الكبير ألفريد فرج يتناول الشعور بالوحدة ونكتشف فى نهايته أن جميع شخوص العرض هى شخوص متخيلة فى عقل البطل والذى يعانى من أزمة نفسية تجعله يتصور وجود أناس فى حياته.. وعرض ثالث يتناول برقى وذكاء مشكلة ختان الإناث وما تسببه من أبعاد نفسية مؤلمة حيث تحاول الطبيبة النفسية علاج مريضتها ويتضح لنا أن الطبيبة المعالجة عاشت نفس التجربة ونجحت بصعوبة فى تخطيها وتحاول أن تنقل خبرتها للمريضة وتبث فيها الشعور بالثقة.. وعروض أخرى عن سطوة المال فى المجتمع المادى أو أزمات الشباب فى البحث عن بداية صحيحة واكتشاف ذواتهم وإمكانياتهم.. ولعل أجمل ما فى المهرجان هو معاونة شباب المبدعين لبعضهم فى نقل الديكورات البسيطة أو تجهيز قاعات العرض واستقبال جمهورهم بحفاوة واستمتاعهم بالعمل رغم عدم وجود عائد مادي.. وهو ما يجب أن يوضع فى الحسبان فى الدورات القادمة إن شاء الله حتى يصبح الميكروتياترو بالفعل حلا سحريا لأزمة المسرحيين الشباب.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق