رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

د. سليم علوان أمين دار الفتوى بأستراليا فى حوار لـ«الأهرام»: على القادة الدينيين مسئولية كبيرة فى دعم التنمية

أجرى الحوار - خالد أحمد المطعنى
د. سليم علوان أمين دار الفتوى بأستراليا

يرى الدكتور سليم علوان الحسينى، الأمين العام لدار الفتوى (المجلس الإسلامى الأعلى فى أستراليا)، أن «على القادة الدينيين مسئولية كبيرة فى دعم مختلف قضايا التنمية المستدامة»، مشيرا فى حواره لـ«الأهرام، على هامش مشاركته فى مؤتمر الإفتاء الدولى الأخير بالقاهرة، إلى أن «الاندماج المحافظ» على ثوابت الدين يقلل من مشكلات المسلمين فى الغرب، ويشعرهم بدورهم فى تحقيق التنمية بتلك المجتمعات. وإلى نص الحوار.

ما علاقة الفتوى بقضايا التنمية المستدامة؟

الفتوى الشرعية المضبوطة بالكتاب والسنة، وفق المنهجية الوسطية المعتدلة، لا تنفك عن أى مجال من مجالات الحياة، فدين الإسلام يعتنى بكل ما ينفع الناس من صحة واقتصاد وصناعة وتجارة وزراعة ومناخ. والفتوى الصحيحة هى الرابط الشرعى بين جميع هذه المجالات، إذ جاءت الشريعة لتحقيق مصلحة العباد، مما يؤكد عدم التعارض بين الفتوى وقضايا التنمية، وبناء على ذلك، تكون الفتوى الرشيدة المعتدلة، داعمة ومؤيدة لجميع أهداف التنمية المستدامة.

هل ترى دورا مؤثرا للقادة الدينيين فى دعم تلك القضايا؟

بالتأكيد، القادة الدينيون عليهم مسئولية كبيرة فى دعم جميع مجالات وأهداف التنمية المستدامة، من خلال توجيه حملات التوعية، فمثلا قضية التغير المناخى الذى يلقى بظلاله على العالم كله، تحتاج من القادة الدينيين العمل على نشر ثقافة حسن التعامل مع البيئة ومحتوياتها، خاصة أن الأديان جميعها أولت اهتماما خاصا بعدم تلويث البيئة، وبالأزمات العالمية، وتبعاتها السلبية.

فعلى هؤلاء القادة -بالتنسيق مع المؤسسات المعنية بالأمر- نشر ثقافة الترشيد فى الاستهلاك والنفقات، والتعاون والتكاتف لمواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية.


د. سليم علوان فى حواره مع محرر الأهرام

لكن كيف يتم ضبط الفتوى؟

من خلال إصدارها من أهلها المتخصصين، وليس المدعين، وهذا يحتاج فى إنجاحه لمقومات عدة، يتمثل أهمها فى الإحساس بأمانة الفتوى. ومما لا يخفى على أحد، السلبيات التى ظهرت على المشهد العالمى، جراء تصدى غير المتخصصين للفتوى، ومن أبرزها الفتاوى الضالة التى تؤدى إلى الفتنة بين أفراد الوطن الواحد، وزعزعة الأمن، وعدم استقرار المجتمع، وبالتالى توقف معدلات التنمية، وما يستتبع ذلك من أمور سلبية نراها.

مواجهة التطرف

ماذا عن أسباب التطرف؟

أبرزها الجهل بأحكام الدين، وعدم وجود عقاب رادع لمن يتصدى للفتوى الشرعية، وهو غير مؤهل، بينما من يتصدر للإدلاء برأيه، وهو غير متخصص فى المهن الأخرى، كالطب مثلا فإنه يُعاقب من المسئولين والمجتمع.

كيف تتم المواجهة إذن؟

من خلال التوعية الفكرية المتكررة بأساليب متنوعة، وبوسائل عصرية للخطاب، مع تنفيذ توصيات المؤتمرات الدولية المختصة بهذا الأمر، التى تُعقد بين الحين والآخر، وذلك بالتنسيق مع الوسائل الدعوية والإعلامية المختلفة، فهى مسئولية جماعية، وليست منفردة، مع التركيز على فئة الشباب حتى لا يتم استقطابهم من قبل المتطرفين، مستغلين حماستهم، وضعف معلوماتهم، وثقافتهم الدينية.

وما تقويمك للدعوة عبر وسائل «التوصل الاجتماعى» سلبا وإيجابا؟

تُعتبر تلك الوسائل أدوات عصرية، ولا غنى لأحد عن استعمالها، لكن الفرق فى كيفية الاستخدام، فمن طوعها للخير وروافده، أفاد واستفاد، ومن وجهها فى غير ذلك، تضرر وأضر. والدعوة حتى تؤتى ثمارها، وفق تلك الوسائل؛ لا بد لها من ضوابط أهمها، تقديم المحتوى المشتمل على الوسطية والاعتدال والبعد عن الأفكار المتطرفة بكل صورها، وكذلك على من يتصدر للدعوة أن يكون مؤهلا لها علما ومعاملة، من فقه وعلوم تفسير وحديث وغيرها من علوم الشريعة. أما بخصوص الفتوى، فأنصح كل باحث عنها أن يأخذها من المواقع الإفتائية الرسمية المعتمدة.


د. سليم علوان أمين دار الفتوى بأستراليا

هل هناك حاجة إلى دعاة بمواصفات خاصة فى الغرب لنشر الفكر الإسلامى الوسطى؟

لنؤصل لقاعدة مهمة هى أن كل داعية تربى على المنهج الوسطى المعتدل، والإخلاص فى القول والعمل، والسر والعلن، أينما وُجد وحلَّ.. نفع، لأنه مُربى على أصول راسخة. ونضيف إلى تلك القاعدة أن على الداعية فى الغرب أن يكون ملما بلغات متعددة، ولديه القدرة على احتواء الآخرين فى الخطاب، عالما بالظروف المحيطة بالناس، مما ييسر لغة الحوار معهم، لذا نطالب دائما باستمرار تأهيل الدعاة، وتطوير أدائهم لمواكبة المستجدات.

وكيف يمكن أن يتم ذلك؟

من خلال وضع برامج تدريبية تحت إشراف كامل من المؤسسات الدينية الرسمية المعتمدة فى العالم، وعلى رأسها مؤسسة الأزهر وجامعته وفروعها وملحقاتها، لضمان نشر الفكر الإسلامى الوسطى.

على ذكر الأزهر.. ما مدى التنسيق بينكم وبينه؟

يوجد تنسيق متكامل مع مشيخة الأزهر وجامعته، إذ يتم تدريب الأئمة بأستراليا، على فنون ومهارات الدعوة بمنهجية الأزهر الوسطية المعتدلة، وكيفية التعامل مع المستجدات الفقهية، وطريقة عرض الموضوعات التى تهم الناس. وكذلك يتم تدريبهم على فنون الفتوى الشرعية المنضبطة البعيدة عن الإفراط والتفريط، بالإضافة إلى تبادل الأبحاث والكتب الحديثة المُترجمة فى هذا الشأن.

هل تتخذ الدعوة فى الغرب شكلا واحدا؟

الخطاب الدعوى فى الغرب يمر بمرحلة اضطراب، مثل ما يحدث فى أى مكان، لكن نظرا لتعدد التيارات، وأطرها الفكرية المتنوعة هناك، فالداعية أو المفتى تقع عليه مسئولية حماية «الأمن الفكرى» من التنظيمات المتطرفة، يعاونه فى ذلك مؤسسات الدولة المتنوعة، كالإعلام والتربية والتعليم والثقافة.


د. سليم علوان في حواره مع محرر الأهرام

وكيف نقلل من ظاهرة «الإسلاموفوبيا»؟

اندماج المسلمين فى المجتمع الغربى مع المحافظة على ثوابت الدين، يقلل كثيرا من ظاهرة «الإسلاموفوبيا» بحقهم، ويشعرهم بأنهم ليسوا قلة منعزلة، لكن لهم دورا كبيرا فى تحقيق التنمية، وتعزيز مبدأ المواطنة بتلك المجتمعات.

قضايا.. وأدوار

وما دور هيئة دار الفتوى لديكم فى هذا الصدد؟

فى مجتمعاتنا الغربية لا تكون دور الفتوى كهيئات الإفتاء فى الدول الإسلامية مثل مصر وغيرها، لكن نحاول التشبه بهم، فمن ناحية الإدارة، تُسمى لدينا «دار الفتوى»: «المجلس الإسلامى الأعلى»، وأشرف برئاسته، وهو مسجل، ومرخص بالدولة، ومصرح بنشاطه، ومن ناحية الأداء نتبع منهج الأزهر، ودار الإفتاء المصرية، فى التعامل مع القضايا المستجدة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق