رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

مبادرة عظيمة لصالح شعوب جميع البلدان الواقعة على طول الحزام والطريق

خه ين ــ صحيفة الشعب اليومية
عمال مصريون يعملون على خط إنتاج ويسترن إلكتريك - إجيماك

لقد أثبتت التجربة العملية خلال السنوات التسع الماضية أن البناء المشترك لـ»الحزام والطريق» هو مشروع كبير يعود بالنفع على شعوب جميع البلدان الواقعة على طوله. فعلى سبيل المثال، يتقدم بناء الممر الاقتصادى بين الصين وباكستان بخطى ثابتة، وقد أضاءت مشاريع الطاقة الكهربائية منازل آلاف العائلات الباكستانية. وتم الانتهاء من نفق كامشيك لخط سكة حديد «أنغرين-بابو» فى أوزبكستان مما مكن السكان المحلين من حلّ معضلة نقل البضائع التى كانت تصِلُهم فى الماضى عن طريق دول أخرى. أما فى مصر تقوم الشركات الصينية ببناء 20 ناطحة سحاب تجارية وسكنية ومنشآت حكومية، ومن بينها البرج الأيقونى الذى يبلغ ارتفاعه 385 مترا، وهو أطول مبنى فى إفريقيا، ويقع فى قلب العاصمة الإدارية الجديدة، تحديدا بمنطقة الأعمال المركزية. أثناء إنشاء المشروع، وظفت الشركات الصينية عددًا كبيرًا من العمالة المصرية واستخدمت عددًا كبيرًا من المنتجات المحلية المصرية، ما أدى إلى توظيف أكثر من 30 ألف شخص وتطوير صناعة البناء فى مصر.

فى 7 سبتمبر 2013 طرح الرئيس الصينى شى جين بينغ البناء المشترك لمبادرة الحزام الاقتصادى لطريق الحرير فى كازاخستان، وفى 3 أكتوبر من نفس العام طرح البناء المشترك لمبادرة طريق الحرير البحرى للقرن الحادى والعشرين فى إندونيسيا. على مدى السنوات التسع الماضية، حقق البناء المشترك لـ»الحزام والطريق» إنجازات عظيمة وهامة، وأصبح أكبر منصة تعاون دولى فى العالم فى الوقت الحالى. اليوم، وقد انضمت 149 دولة و32 منظمة دولية لهذه المبادرة مما يظهر بأن البناء المشترك للحزام والطريق يتميز بحيوية قوية للغاية.

تهدف مبادرة «الحزام والطريق» الصينية إلى تمكين الناس فى جميع البلدان من عيش حياة أفضل. وكما أشار الرئيس شى جين بينغ فى حفل افتتاح الدورة الثانية لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولى حين قال: «يجب أن نلتزم بفلسفة التنمية التى تضع فى القلب منها مصلحة الناس، والتركيز على القضاء على الفقر وزيادة فرص العمل وتحسين معيشة الناس، حتى تعود نتائج البناء المشترك للحزام والطريق بفوائد كبيرة على جميع الناس وبشكل أفضل، وتقدم مساهمات ملموسة فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية المحلية، وفى نفس الوقت تضمن الاستدامة التجارية والمالية».

البناء المشترك للحزام والطريق يؤدى إلى تحسين رفاهية الناس فى البلدان الواقعة على طول الحزام والطريق: على مدى السنوات التسع الماضية، مكّنت مشاريع «الحزام والطريق» المرتبطة بمعيشية السكان المزيد من الناس فى البلدان الواقعة على طول الحزام والطريق من شرب المياه النظيفة، واستخدام الكهرباء الآمنة والعثور على وظائف مستقرة والعيش حياة سعيدة. وطالما تبذل جميع الأطراف جهودًا متواصلة، فإن البناء المشترك للحزام والطريق يمكن أن ينتشل المزيد من الناس من الفقر ويجعل التنمية العالمية أكثر توازناً، وخير مثال على ذلك بعض المشاريع الكبرى مثل مصهر جودون فيرونيكل فى إندونيسيا، الذى أتاح لعشرات الآلاف من السكان المحليين فرص عمل وبالتالى حياة كريمة.

البناء المشترك للحزام والطريق يؤدى إلى زيادة حيوية تنمية الدول الواقعة على طول الحزام والطريق: على مدى السنوات التسع الماضية انخفضت تكاليف المعاملات الخاصة بالسلع ورأس المال والمعلومات والتكنولوجيا فى البلدان الواقعة على طول الحزام والطريق بشكل كبير، مما عزز بشكل فعال التدفق المنظم والتخصيص الأمثل لعناصر الموارد الإقليمية وساعد بعض «المناطق المنسية» على الاندماج بشكل أفضل فى سلسلة الصناعات العالمية وسلسلة التوريد وسلسلة القيمة، وتحقيق تنمية مربحة لكافة الأطراف. إذ أنه عندما تم افتتاح جسر الصداقة بين الصين وجزر المالديف، قال السكان المحليون والسعادة تغمر وجوههم «إن هذا الجسر منحنا فرصة للتحرك نحو مستقبل أفضل»، أما فى يوم افتتاح جسر بيليساك فى كرواتيا رسميًا أمام حركة المرور، فقد قال رئيس الوزراء الكرواتى بلينكوفيتش: «هذا يوم تاريخى فى كرواتيا! فتح هذا الجسر أمام حركة المرور حقق حلم أجيال متعددة»، وبلغ عدد خطوط السكك الحديدية الرابطة بين الصين وأوروبا إلى 82 خطا، حيث تصل القطارات الصينية إلى 200 مدينة فى 24 دولة أوروبية، وهكذا فتحت قناة مباشرة وسلسلة للخدمات اللوجستية بين آسيا وأوروبا.

البناء المشترك للحزام والطريق يضيف زخماً كبيرا للتنمية العالمية، ووفقا لتقرير بحثى صادر عن البنك الدولى، فإن الدول المشاركة فى عملية البناء المشتركة للحزام والطريق زادت تجارتها بنسبة تتراوح بين 2.8٪ إلى 9.7٪، وزادت نسبة التجارة العالمية بـ1.7٪ إلى 6.2٪ وارتفع الدخل العالمى بنسبة بين 0.7٪ و2.9٪، وإذا تم تنفيذ جميع مشاريع البنية التحتية المرتبطة بالمواصلات فى إطار «الحزام والطريق» فإنه وبحلول عام 2030 يمكن لهذه المشاريع أن تدرّ 1.6 تريليون دولار أمريكى من العائدات للعالم كل عام، وهو ما يمثل 1.3٪ من الاقتصاد العالمى، حيث يتم تقاسم 90٪ من الفوائد من قبل البلدان المشاركة فى عملية البناء، كما أن البلدان ذات الدخل المنخفض والبلدان ذات الدخل المتوسط هى الأكثر استفادة من هذه المشاريع. وهكذا تظهر الحقائق بأن البناء المشترك للحزام والطريق هو طريق الفرص المؤدية إلى الازدهار المشترك.

ترسم السكك الحديدية والمصانع والوجوه المبتسمة صورة رائعة للتعاون المربح لجميع الأطراف خلال عملية البناء المشترك للحزام والطريق، وإذا واصلنا المضى قدمًا على طول هذا الطريق المشمس حيث تشارك الصين الفرص وتسعى إلى التنمية المشتركة مع جميع الأطراف، فسنكون قادرين على السير نحو عالم سعيد ومتناغم.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق