«يقول البعض إنه محصول بري؛ يقول البعض الآخر إنه شريان الحياة. أوه، إنه محصول مذهل. إنه طعام ودواء وأمل...»... هكذا تقول أغنية شعبية عن نبتة جيونتساو، والتى تعنى حرفياً «عشب الفطر» باللغة الصينية. والتى طورها العلماء الصينيون بعد عقود من البحث والزراعة.
تشاركت الصين تكنولوجيا زراعة جيونتساو مع أكثر من 100 دولة، لتصبح «عشبة السعادة»، التى تفيد الناس فى البلدان النامية، وهى تعد صورة مصغرة للتعاون بين الصين والعديد من الدول فى العصر الجديد، وتعكس صدق الصين وجهودها الدءوبة فى بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية.
تكتسب رؤية بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية دلالات جديدة باستمرار، وتتحول إلى مسار صحيح وعملى، يتناسب تمامًا مع عالم اليوم، وعلامة مضيئة تشير للمضى نحو الأمام.
يتوافق بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية مع اتجاه التاريخ والعصر. ويستجيب للطموح العالمى لجميع البلدان فى التنمية والتقدم، ويمثل أكبر قاسم مشترك بين شعوب جميع الدول للتطلع إلى عالم أفضل. وقد تم دمج هذه الرؤية فى العديد من الوثائق الثنائية ومتعددة الأطراف بالإضافة إلى قرارات الأمم المتحدة، حيث عزّزت الإجماع حول العالم وأظهرت حيوية وجاذبية قوية.
وترى عدة شخصيات دولية إن الحزب الشيوعى الصينى بإمكانه دائما التقاط إشارة تطور العصر. فيما يرى البعض إن رؤية بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية تعكس نظرة عالمية تتجاوز الأيديولوجيات الوطنية وتبنى طريقًا جديدًا نحو السلام والتنمية فى العالم، وتفتح مسارا جديدا للعلاقات الدولية.
أثناء طرح الرؤية، دعا الرئيس الصينى شى جين بينغ العالم إلى إقامة نمط جديد من العلاقات الدولية يتسم بالاحترام المتبادل والإنصاف والعدالة والتعاون المربح لمختلف الشركاء، وترى الصين أنه من الضرورى أن تتمتّع جميع الدول والشعوب بالكرامة والأمن وتتقاسم ثمار التنمية. وفيما يتعلق بالحوكمة الوطنية، اقترحت الصين بناء مجتمع المستقبل المشترك فى الفضاء الإلكترونى، ومجتمع الصحة المشتركة للبشرية، ومجتمع الحياة المشتركة للإنسان والطبيعة، ومجتمع المستقبل المشترك فى البحار والمحيطات.
على المستوى الثنائى، تعمل الصين مع عدد من الدول لبناء مجتمع المصير المشترك، بما فى ذلك باكستان وكمبوديا ولاوس وكازاخستان وأوزبكستان، أما على المستوى الإقليمى، فتلتزم الصين ببناء مجتمع مصير مشترك مع الجيران، ومجتمع المستقبل المشترك لآسيا والمحيط الهادئ، ومجتمع المستقبل المشترك بين الصين ودول الآسيان، ومجتمع المستقبل المشترك لمنظمة شنغهاى للتعاون، ومجتمع المستقبل المشترك الصيني-الإفريقى، ومجتمع المستقبل المشترك الصيني-العربى، ومجتمع المستقبل المشترك الصيني-اللاتينى الكاريبى.
تتمثل رؤية بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية فى بناء إجماع عالمى مستمر من أجل حماية التعددية وممارستها وتعزيز الحوكمة العالمية، وقد قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ذات مرة إن الهدف من ممارسة التعددية هو بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية. ولذلك فإن بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية هو خيار حتمى للعالم لمواجهة التحديات العالمية.
وفى هذا الصدد، أشار زعيم حزب سياسى أجنبى إلى أن بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية يهدف إلى تحقيق المصالح المشتركة للبشرية وترسيم مخطط للتنمية البشرية فى المستقبل، وهذا ما يمثل فعليا جوهر هذه الرؤية.
لبناء مجتمع المصير المشترك للبشرية، اقترحت الصين مبادرة الحزام والطريق، وهى أوسع وأكبر منصة فى العالم للتعاون الدولى، كما قادت أكبر حملة إغاثة إنسانية طارئة منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية، لمساعدة العالم فى التصدّى إلى وباء فيروس كورونا.
واقترحت الصين مبادرة التنمية العالمية (GDI)، والتى استجابت لها أكثر من 100 دولة والعديد من المنظمات الدولية، بما فى ذلك الأمم المتحدة، وانضم إليها أكثر من 60 دولة، إلى جانب ذلك، تحظى مبادرة الأمن العالمى التى اقترحتها الصين بترحيب واسع النطاق فى جميع أنحاء العالم.
أظهرت الإجراءات الصينية لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية جليا شعور الدولة بالمسئولية، وقد حولت تطلعات الناس لحياة أفضل إلى حقيقة واقعة، ومن بين ثمارها الملموسة، حياة العاملين فى منطقة سيهانوكفيل الاقتصادية الخاصة ذات الاستثمار الصينى فى كمبوديا، التى تحولت نحو الأفضل؛ وملايين العائلات الباكستانية الذين تم ربطهم بشبكات الكهرباء المستقرة؛ وإعادة إحياء مصنع الصلب فى سميديريفو بصربيا؛ وخدمات السكك الحديدية الحديثة فى كينيا وأثيوبيا.
إن بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية هو هدف نبيل يتطلب بذل جهود متواصلة من قبل الأجيال المتعاقبة، وعلى هذا الدرب، ستواصل الصين العمل مع الأطراف المعنية لتحقيق هذا الهدف وبناء عالم مفتوح وشامل ونظيف وجميل، ينعم بالسلام الدائم والأمن والرخاء المشترك.
رابط دائم: