رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

لحماية المحيطات وترشيد النزعة الاستهلاكية..
«الجمعة الزرقاء » .. الأسود فى ثوبه الجديد

شيماء مأمون

«الجمعة الزرقاء هى دعوة حقيقية للعمل تستهدف المواطنين والمؤسسات والشركات والمراكز البحثية لتحويل أكثر المناسبات استهلاكا فى العام إلى لحظة لحماية وتجديد بحرنا المتوسط».

كانت هذه كلمات فرانشيسكا سانتورو، كبيرة مسئولى البرامج فى اللجنة الأوليمبية الدولية واليونسكو، بمناسبة إطلاق مبادرة «الجمعة الزرقاء» الأسبوع الماضى لزيادة الوعى بشأن حماية البحار والمحيطات .

أطلقت هذه المبادرة تحت شعار «الأزرق هو الأسود الجديد»، لأول مرة خلال هذا العام لتحويل حدث استهلاكى كبير وهو «الجمعة السوداء»، لتكريس حماية البحر الأبيض المتوسط، والحفاظ على المحيطات. يصادف «الجمعة السوداء»، الجمعة الأخيرة من نوفمبر من كل عام، وهى فترة التسوق للاحتفال بأعياد الميلاد من خلال تقديم تخفيضات هائلة، وقد بدأت فى الولايات المتحدة وانتشرت لاحقا فى جميع أنحاء العالم.

تم تنظيم هذا الحدث كجزء من عقد العلوم البحرية من أجل التنمية المستدامة (2021-2030)، بتنسيق من اللجنة الدولية التابعة لليونسكو، والمسئولة عن دعم علوم وخدمات المحيطات. المبادرة العالمية الكبرى تهدف إلى تعزيز دور العلوم البحرية فى التنمية المستدامة وفى تنفيذ خطة الأمم المتحدة 2030 وأهداف التنمية المستدامة السبعة عشر. وسيتم خلال هذا العقد تكريس العمل للحفاظ على المحيطات نظيفة وصحية ومنتجة، من خلال تنفيذ برنامج مشترك للبحث والابتكار التكنولوجى الذى يتم حوله تعبئة المجتمع العلمى والحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني.

ووفقا لصحيفة «جلوبال تايمز» الصينية، عقدت هذه المبادرة فى مقر منظمة اليونسكو بمدينة البندقية فى إيطاليا، وتضمنت عدة أحداث على مدار يومين، بما فى ذلك حلقة نقاش حول التمويل الأزرق والأخضر والأزياء المستدامة بمشاركة الشركات الدولية. كما تم تقديم عرض مسرحى عن تاريخ البحار.

تهدف «الجمعة الزرقاء» إلى التفكير فى التأثير الذى يمكن أن يحدثه كل خيار من المستهلكين على البيئة. فمثلا بالنسبة للملابس، تشير التقديرات إلى أن 80٪ من الملابس يتم التخلص منها بعد استخدامها مرة واحدة فقط. ويمكن تغيير هذا المسار، خاصة وأن 76٪ من المستهلكين على المستوى العالمى يرغبون فى شراء منتجات عالية الجودة تدوم بمرور الوقت. كما أن حوالى 40٪ من الأشخاص أعربوا عن استعدادهم لشراء المزيد من المنتجات التى تتوافق مع المعايير المناخية. ويقول أكثر من 43٪ من الأشخاص إنهم أكثر عرضة للشراء من العلامات التجارية التى تتبع ممارسات الاستدامة، مثل الشحن المحايد للكربون.

تأمل المبادرة أيضا إلى أن تكون فرصة لاقتراح حلول ملموسة للتهديدات التى تواجه جميع البيئات البحرية، وليس فقط البحر الأبيض المتوسط، وتعزيز دعوة اليونسكو للدول الأعضاء البالغ عددها 193 دولة لجعل محو الأمية المحيطية جزءًا من المناهج الدراسية بحلول عام 2025.

فى الوقت نفسه، تفاءل الخبراء بشأن محاولة التأثير على الجماهير مع الأخذ فى الاعتبار الاهتمام العام المتزايد مؤخرًا بالأحداث المرتبطة بحماية البيئة، وبأن هذه التغييرات ستسمح للعلماء بأن يكونوا أكثر مشاركة وفاعلية. كما يشير الخبراء إلى دور الجهات الفاعلة مثل الشركات التجارية التى أصبحت أكثر وعيا تجاه المخاطر البيئية وتريد تلبية طلب المستهلكين المتزايد على المنتجات الصديقة للبيئة.

ويقول روبرتا بوناسينا، المدير العام لشركة موستيلا الإيطالية: «لدينا طموح كبير فى أن تصبح شركتنا ذات تأثير إيجابى وجيد، نحن نعمل على ضمان حفاظ أنشطتنا ومنتجاتنا على الموارد، مع ترك أقل قدر ممكن من الآثار على النظم البيئية».

كما التزمت أيضا إحدى شركات تصنيع العطور بعدم الترويج لخصومات يوم «الجمعة السوداء»، وأعلنت تخصيص جزء من أرباحها لدعم أنشطة المؤسسات البيئية، بما فى ذلك مشاريع التوعية فى المدارس التى تم تنفيذها بالاشتراك مع مارتا موسو، عالمة الأحياء البحرية الشابة والفائزة بجائزة امرأة البحر لعام 2022 من اللجنة الدولية الحكومية لعلوم المحيطات واليونسكو .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق