«الفقر ابن الكسل البكر».. مثل أراه ينطبق على حالنا فى مصر خلال فترة سابقة «طالت».. مصر غاية فى الثراء وتمتلك مقومات التقدم المذهل والنهضة السريعة.. لأن الله خص أهلها بذكاء فطرى وصلابة قلوب ناهيك عن قوة التحمل والصبر على الشدائد.
خصائص الشخصية المصرية تدفع بها دفعًا إلى قمة الأمم.. ولطالما تصدرت مصر القمة بتميز شعبها وتربعت عليها لعصور طويلة.. فمصر ملكة حضارات العالم والمؤكد أن (الجمهورية الجديدة) تحيا بهمة لاسترجاع شمس مصر الذهبية وإصلاح ما أفسده الدهر من سلوكيات معوجة ومحاولة بث الروح الوطنية بالعمل الدءوب وروعة إحياء الانتماء الذى يميز المصرى منذ القدم.. إلا أن ترهل الحساب والتسيب الذى ظل لسنوات طوال يتجاهل عقاب المخطئ.. أدى إلى انخفاض حماسة حرارة العطاء للشعب.. وزيادة إهماله.. بل رأينا سلوكيات وافدة يخجل منها المصرى الأصيل ـ الذى فازت عاصمته بجائزة أجمل عواصم العالم وأكثرها نظافة عام ١٩٢٥ ـ تصدمنا وتضع العديد من علامات الاستياء والاستفهام حولها.. منها إلقاء القمامة فى شوارعنا، ألفاظ خارجة بأصوات صارخة.. دون استحياء.. التحرش.. تسول القادر على العمل المتمتع بصحة وشباب يجلبان له الخير الوفير.. لكنه الكسل اللعين والتعود على «الرحرحة» الملعونة!.
يا سادة ثراء مصر السياحى كنز ربانى لا ينضب «لو» اشتغلنا عليه وانضبطت سلوكياتنا.. وهنا أسأل: هل من الصعب تفعيل قانون ينظم السلوكيات الجانحة؟. إلى متى نفسح الطريق الوعر لاستقرار البَلادة فى النفوس واستمرائها؟! لماذا لا تقوم وزارة السياحة ببث الوعى السياحى لكل أفراد الشعب.. سواء عن طريق الإعلام أو حتى إنتاج أفلام تنمى الوعى الثقافى المفقود؟. أين الابتكار فى برامج تنشيط السياحة؟. لا يزال كثير من الأجانب يعتقدون أن مصر صحراء وجمل!. كفانا تنورة ومزمارًا.. هما رائعان ولكن هناك وسائل أكثر جذبًا للسياح «نحن نملكها».. أين دور المجتمع فى تعديل وتوجيه الصغار والكبار فى التعامل السليم مع السائح؟!.
إن فيلمًا سينمائيًا واحدًا للفنان ميل جيبسون عن أستراليا نشط السياحة الأسترالية بأكثر من خمسة ملايين سائح وهكذا كانت الدراما المصرية.. أنيقة واعية بأهمية تصوير الأماكن السياحية مثل الكرنك وأسوان والأهرامات وشواطئ مصر الرائعة.. أين مؤسسات التعليم فى إرساء قواعد السلوكيات المحترمة المنضبطة فى كيفية المعاملة مع السائح؟. بل أين الوعى فى الحفاظ على ممتلكات مصر الأثرية والثرية لدى تلاميذ المدارس والجامعات؟!
لابد من إنتاج برامج تبث مرارًا وتكرارًا لإرشاد العقول لأهمية ما تدره السياحة من خير وفير للوطن.. إن النجاح يبدأ بالإرادة والانضباط.
هادية المستكاوى
رابط دائم: