-
آرثر لوبو: الكتاب أثار شهية الأطفال لمعرفة المزيد عن التاريخ المصرى القديم
-
جورج لويس: حضارة المصريين القدماء ملهمة للأدباء
يقف الطفل «آرثر» بصحبة صديقه «بان بان» وهو دمية على شكل أرنب، أمام معبد «دندور» الذى يعود إلى العصر الرومانى الذى استقر فى متحف متروبوليتان منذ عام 1978 حين أهدته مصر إلى الولايات المتحدة تقديرا لمساهمتها فى إنقاذ آثار النوبة من الغرق. وفجأة يجد «آرثر» نفسه وقد انتقل عبر الزمن أمام أهرامات الجيزة وتمثال أبى الهول، يصاب الطفل بالدهشة ثم تتصاعد الأحداث حين يلتقى الملك الصغير توت عنخ آمون، وتنشأ بينهما صداقة وتبدأ رحلتهما وهما يحلمان معا بعالم يسوده السلام والمحبة ويتسع للجميع دون تفرقة.
هذه هى قصة كتاب «الصبى والملك الصغير» الذى أصدرته الجامعة الأمريكية بالقاهرة للمؤلفين جورج لويس وآرثر لوبو، وصدرت منه النسخة الصوتية أخيرا بصوت چورج لويس أحد مؤلفى الكتاب ومصمم رسوماته، وهو رسام وفنان بريطانى المولد. أما آرثر لوبو فهو مخرج أفلام متحركة. رغم أن الملك توت كان عنصرا جاذبا لكل من كتبوا للأطفال خصوصا بالإنجليزية، بوصفه أشهر صبى فى التاريخ القديم ارتقى سدة الحكم، فإن هذه الرواية تعدت حدود الحديث عن حياة الملك توت وفترة حكمه ووالده الشهير إخناتون «أمنحتب الرابع «، لتكون بمثابة رسالة إنسانية عن السلام والحب والصداقة التى لا يختلف عليها كمطلب إنسانى فى كل زمان ومكان، وهذا هو ما جعل الرواية تلاقى اهتماما ونجاحا سواء فى نسختها المكتوبة أو المسموعة وهو ما كان حافزا للمؤلفين لينهلا مجددا من الحضارة المصرية القديمة، ومعهما كان لنا هذا الحوار:
لماذا الملك «توت» تحديدا الذى وقع عليه اختياركما من بين ملوك مصر القديمة ليكون بطل قصتكما ؟
لوبو: لقد حكى جورج الكثير عن الملك توت لابنه الصغير فوجده مبهورا بما استمع إليه من تفاصيل؛ ففكر جورج لذلك أن يكون الملك توت بطل قصة خيالية عن مفهوم الصداقة، والخيال فى عالم يكون الطفل ملكا، ويتمكن الأطفال من كل عمر أن يستمتعوا بعظمة الطفولة.
جورج لويس: ثم أخذ الكتاب منحى آخر حين تساءلنا هل يمكن أن يرسى الأطفال من فترات زمنية مختلفة قيم السلام بدلا عن الحرب..وماذا لو أن طفلا من القرن الحادى والعشرين حذر الملك توت من أهوال الحروب المقبلة فى تاريخ البشرية. ماذا لو، بشعورهما المكتشف حديثًا بالصداقة والدهشة، يمكن للفتى والملك الصبى أن يغيرا التاريخ نحو عصر جديد من السلام والتفاهم؟ هناك طفل أبدى فى كل منا. وهذه الفكرة المصرية القديمة هى التى جذبتنى إلى توت عنخ آمون.
ما أهم مصادر المعرفة التى دعمتما بها كتابة تلك القصة؟
لوبو: عندما كنت صغيرا شاركت فى معرض كنوز توت عنخ آمون الذى أقيم فى متحف متروبوليتان.لن أنسى أبدا تلك اللحظة التى وقفت فيها على بعد خطوات من الألعاب القديمة والكنوز المبهرة فى مجموعة الملك توت التى شكلت فى وجدانى صورة عن عالمه الخاص فكان لها تأثير على تصورى لهذا العالم الذى كان يعيش فيه ويحكمه.
جورج لويس: قرأت العديد من الكتب عن مصر القديمة، ولكنى صراحة أحب أن أستفيد من خبراتى الشخصية. عندما كنت فى العشرينيات من عمرى،عملت كرسام للمحكمة فى سلطنة عمان، وأثناء ذلك عشت فترات طويلة فى الصحراء مع البدو مما منحنى القدرة على تذوق الشعر العربى ومعرفة مواقع النجوم وأصبحت على دراية واسعة بمسالك الطرق فى الصحارى والكثبان الرملية. وقد حاولت استعادة كل تلك التجارب والمشاعر وأنا أكتب وأرسم القصة.
هل جاءت ردود الأفعال على الكتاب مرضية لكما؟
لوبو: لقد لمس القراء الصغار وكذلك الكبار عبر تفاصيل القصة ورسومها هذا السحر الذى تمتعت به الحضارة المصرية القديمة وبهجة عالم الطفولة وهو ما كنا حريصين عليه، فمثلا فى الصفحة ٢٦ من الكتاب نشاهد «آرثر» والملك الصبى» توت» فى قمة المرح يتأرجحان على مياه النيل المشهد مستوحى من صورة التقطها جورج لابنه وهو يتزحلق فوق المياه فى نيويورك عندما شاهدت الصورة قلت لجورج.إنها الرسالة التى يجب أن نلقى الضوء عليها ونظهرها سواء نهر النيل أو غيره مهما اختلف الزمان والمكان تظل الطفولة البكر لها روعتها.
جورج لويس: فى صفحة 37 الطفل والملك الصبى يكشفان لنا تلك المسافة بين ساحة الحرب التى لا تتطور وباحة السلام الخضراء؛ فحين يعود «آرثر» إلى القرن الحادى العشرين وإلى مدينة نيويورك، ليسأل أمه إذا كانت الحرب مازالت موجودة فتخبره بأنها مازلت قائمة. ليسود الحزن لوهلة وتذرف الدموع لنتساءل جميعا: هل مازال القادة يصرون على خوض الحروب بدل عمل شيء مفيد؟ نتمنى أن يقف من يقرأ الكتاب عند هذا المشهد، وأن يفكر قادة العالم فى العمل من أجل مستقبل أفضل للبشرية.
هل تعتقدان أن النسخة الصوتية من الكتاب حققت النجاح المأمول كالقصة المكتوبة ؟
لوبو: إن قراءة جورج لويس للكتاب وأداءه للشخصيات السبعة المختلفة ممتازة
..كان جميلا أن يصحب الآباء والأمهات للأطفال فى جلسات الاستماع للقراءة الحية للكتاب
وقد حظى الكتاب الصوتى بالاهتمام الذى حازه الكتاب المطبوع. فالكتاب متاح لدى منصات الكتب الصوتية فى جميع أنحاء العالم.ومتوافر فى مكتبة متحف المتروبوليتان ومكتبات الناشيونال جيوغرافيك، كما سيتم توزيع ٣٠ نسخة لكبار الشخصيات المهمة فى الاحتفالية الخاصة بمئوية اكتشاف مقبرة توت عنخ أمون المقامة فى مدينة الأقصر.
جورج لويس: سعدت بصدور النسخة الصوتية من الكتاب والذى وصل إلى نهائيات جوائز الكتب الدولية لعام 2021 لمهرجان الكتاب الأمريكى
هل أثار صدور الكتاب شهية الطفل الإنجليزى لقراءة المزيد عن الحضارة المصرية القديمة ؟
جورج لويس: عندما أقمنا معرضا فنيا عن الملك توت مستندا على الكتاب، تلقينا من الأطفال كما هائلا من الاسئلة والاستفسارات بخصوص الملك توت والحضارة المصرية القديمة.فالأطفال لديهم هذا الذكاء الفطرى الذى جذبهم لحب الكتاب والحضارة المصرية القديمة.
لوبو: أحد الأطفال استوقفته فكرة تولى طفل منصب الملك، وتساءل ماذا سيكون عليه شكل العالم إذا حكمه الأطفال بما يتمتعون به من الإحساس المرهف والخيال الخصب..لذا كان عنوان معرضنا «نرجو أن نكبر فنصير أطفالا»
هل تنويان استلهام الحضارة المصرية القديمة مستقبلا فى أى أعمال أدبية ؟
جورج لويس: أنا مهتم جدا بعلم الفلك والحضارة المصرية القديمة اهتم للغاية بهذا المجال ، فعلى سبيل المثال لدينا العلاقة بين أهرامات الجيزة الثلاثة وكوكب أوريون
سأحب يوما ان اكتب عن العلاقات بين مصر القديمة والحضارات قبلها.إن حضارة مصر القديمة تنطوى على كثير من الحكمة مما يمكن لنا أن نتعلمه
لوبو: يسعدنا للغاية تزامن افتتاح المتحف المصرى الكبير مع الذكرى المئوية لاكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون. ونأمل أن نقوم بإعداد عمل بالتزامن مع هذا الحدث. لقد أعددنا ١١ حلقة مرئية مسموعة من الكتاب لم تذع، وسنكون سعداء بعرضها فى المتحف الكبير بمصر حتى يتسنى لنا رؤية انطباعات الأطفال وردود أفعالهم.
رابط دائم: