تنمية الأسرة.. العبور للمستقبل
ضبط النمو السكانى يرتقى بجودة حياة المواطن

• وزارة الصحة والسكان: نستهدف زيادة معدل استخدام وسائل تنظيم الأسرة إلى 76% عام 2030
• المنسق العام للمشروع: نعمل فى 20 محافظة و52 مركزا و1520 قرية.. ودربنا 81 ألف سيدة على ريادة الأعمال

بلغ عدد سكان مصر أول أمس 104 ملايين و250 ألف نسمة وفى أول أكتوبر الماضى كان عدد السكان 104 ملايين نسمة طبقاً للساعة السكانية بالجهاز المركزى للتعبئة والاحصاء مما يعنى أن الزيادة السكانية خلال 56 يوماً بلغت ربع مليون نسمة.

مع هذه الزيادة السكانية التى تبتلع كل معدلات التنمية كان قرار القيادة السياسية بالبدء في المشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية للعمل على ضبط النمو السكانى والارتقاء بخصائص السكان، وذلك للارتقاء بجودة حياة المواطن المصري.

وعن أثر الزيادة السكانية على التعليم حذرت دراسة للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء من أن استمرار معدل الإنجاب الحالى 3-4 أطفال لكل أسرة فإن عدد المدارس الذى يبلغ حاليا 37 ألف مدرسة تستوعب 20 مليون طالب و964 ألف مدرس سيصل عدد السكان إلى 192 مليون نسمة عام 2052، وبالتالى يصل عدد الطلاب إلى 38 مليون طالب، ويتطلب هذا العدد توفير 1٫816 مليون مدرس و70 ألف مدرسة لاستيعاب عدد الطلاب.

أما فى مجال الصحة فيبلغ عدد الأطباء حاليا 128 ألف طبيب يعاونهم 214 ألف ممرض فى 2000 مستشفى وفى عام 2052 سيصل عدد الأطباء المطلوب توافرهم 257 ألف طبيب يعاونهم 429 ألف ممرض فى 4000 مستشفى فى حين أن تناقص معدل الإنجاب إلى 1ـ2 طفل لكل أسرة سيتطلب توفير 207 ألف طبيب و345 ألف ممرض و3000 مستشفي.

التمكين الاقتصادى للمرأة

الدكتورة أميرة تواضروس مديرة المركز الديموجرافى بوزارة التخطيط والمنسق العام للمشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية أوضحت أن الارتقاء بجودة حياة المواطن المصرى من خلال ضبط النمو السكانى والارتقاء بخصائص السكان يعد من أهم أهداف مشروع تنمية الأسرة فى نطاق قرى ومراكز حياة كريمة فى 20 محافظة و52 مركزا و1520 قرية ،لذا اتخذنا عدة خطوات لتحقيقها أولاها التمكين الاقتصادى للمرأة، ويتم من خلال تدريب السيدات على ريادة الأعمال وعمل مشروعها الخاص بها وهناك تدريبات فى الوحدات الإنتاجية المختلفة لتعلم مهنة تدر لها دخلها الخاص، والمجلس القومى للمرأة يشارك فى مشروع التنمية من خلال تدريب السيدات على ريادة الأعمال وعلى التدريب الشمولى المالى والتثقيف المالى وعمل بطاقات الرقم القومى لمن لا يملكن هذه البطاقات، كما يقوم بعمل حسابات بنكية لهن ليشاركن فى تطبيق مبادرة «تحويشة» وهذا كله يحسن من خصائص السكان، كما تشارك وزارة التضامن الاجتماعى من خلال  تقديم قروض ميسرة لإقامة عدد من المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر للفئة العمرية التى يستهدفها المشروع من 18- 45 سنة.

165 ألف فرصة عمل

وقالت إن المشروع منذ انطلاقه شهد تدريب 81 ألف سيدة على ريادة الأعمال و226 ألف سيدة على إدارة المشروعات، وتدريب وتثقيف مالى لنحو 63 ألف سيدة، كما تم إنشاء 3 وحدات صحة وتنمية الأسرة تشمل وحدة إنتاجية «مشغل» وحضانة للأطفال ومركزا للندوات التثقيفية ووحدة صحية لتقديم خدمات تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية 2 وتستفيد منها 52 ألف سيدة  منها وحدتان فى أسوان ووحدة فى كفر داود بالبحيرة وسيتم افتتاحهما قبل نهاية العام الحالي، وقد تم توفير 165 ألف فرصة عمل بالمشروعات متناهية الصغر وإنشاء 25 وحدة تدريب إنتاجية، واستفادت 119 ألف سيدة من المجموعات الادخارية، وتم عمل بطاقات الرقم القومى لعدد 183 ألف سيدة وافتتاح 1014 حضانة وتم تهيئة المناخ الداعم للمرأة المصرية بالمشروع من خلال عمل 1200 حساب بنكى و973 فرصة عمل لميسرات تطبيق تحويشة وحصول السيدات المستهدفات من المشروع على 12 ألف كارت ميزة للحصول على كافة خدمات المشروع مجانا وعمل 3000 محفظة إلكترونية وتقديم 643 قرضا متناهى الصغر.

العيادات المتنقلة

وأضافت تواضروس أنه من خلال محور التدخل الخدمى استفادت 2 مليون سيدة من توفير خدمات الصحة الإنجابية ووسائل تنظيم الأسرة بالمجان عبر زيارات العيادات المتنقلة والطبيب الزائر وقوافل الصحة الإنجابية كما تم تدريب وتوطين 2000 طبيبة بخلاف طواقم التمريض على مستوى الجمهورية، كما تشارك وزارة التضامن الاجتماعى بعيادات تنمية الأسرة فى الأماكن التى ليس لوزارة الصحة وحدات صحية بها من خلال الجمعيات الأهلية حيث وفرت 65 عيادة لتنظيم الأسرة وتدريب 1500 من الأطقم الطبية على خدمات تنظيم الأسرة بتلك العيادات، كما أن وزارة التضامن تشارك «بالسلات الغذائية» بقيمة 120 جنيها لكل أسرة وتبدأ هذه السلات من أول الحمل حتى بلوغ الطفل 3 سنوات وهى سلة غذائية بها كل ما تحتاجه الأم وطفلها من عناصر غذائية أقرتها اليونيسيف من الألبان والسمن والبيض التى تحتوى على الكالسيوم وتقدم هذه السلات بحد أقصى طفلين لكل أسرة واستفادت منها 150 ألف سيدة.

900 ندوة توعية

ومن خلال محور التدخل الثقافى والتوعية استهدف المشروع من خلال وزارة التضامن الاجتماعى مليون شخص فى برنامجى مودة ووعى ومنصة مودة الرقمية التى يستفيد منها 4٫5 مليون مستفيد ومستفيدة كما تمت عمل 424 ألف زيارة منزلية وتدريب 2500 رائدة ريفية ومكلفات خدمة عامة وتم عمل 900 ندوة توعية و200 دورة تدريبية.

الخط الساخن للمشروع

وأشارت الدكتورة أميرة تواضروس إلى أنه تم تخصيص الخط الساخن 19559 لخدمات مشروع تنمية الأسرة وهو متصل بوزارة الصحة والسكان ووزارة التضامن والمجلس القومى للمرأة حيث يتم تخصيص رقم داخلى من كل جهة لتلقى جميع استفسارات متلقى الخدمات.

ومن خلال المجلس القومى للمرأة استفاد 11٫863مواطنا من 39 قافلة قدمت خدماتها فى مجال تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية وكذلك استفاد 2 مليون و563٫279 من 232 حملة طرق أبواب قامت بها الواعظات والراهبات فى القرى والنجوع كما تمت إقامة 148 فعالية وثقافية فنية لعدد 27٫167 مستفيدا ومستفيدة، كما استفاد 13٫803 مواطن من إقامة 118 ندوة ثقافية وتوعية واستفاد 38٫843 مواطنا من 20 حملة «لم الشمل» فى حين استفاد 2٫240٫433 من حملة «أحميها من الختان» كما تمت إقامة 226 أمسية ثقافية استفاد منها 128٫288 مواطنا ومواطنة.واستفاد 2٫5 مليون مواطن ومواطنة من عدد 31 ألف جلسة حوار قام بها 5 آلاف قيادة دينية مدربة.

د. سعاد عبد المجيد

برنامج «اسبكترام»

وتقول الدكتورة سعاد عبد المجيد رئيسة الإدارة المركزية للتخطيط والمتابعة بقطاع السكان وتنظيم الأسرة بوزارة الصحة والسكان إن من أهداف المشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية ضبط النمو السكانى والارتقاء بالخصائص السكانية ولتحقيق تلك الأهداف تم وضع خطة لتغيير توليفة الوسائل المستخدمة فى اتجاه وسائل طويلة المفعول من خلال وحدات تنظيم الأسرة التابعة لوزارة الصحة والسكان عبر طرق منهجية علمية باستخدام برنامج «اسبكترام» حيث تمت زيادة المستهدف من وسائل تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية فى جميع المنافذ التابعة للقطاع الحكومى والأهلى والخاص وتحسين جودة الخدمات المقدمة بعيادات تنظيم الأسرة وتأمين استمرارية توافر وسائل تنظيم الأسرة مجانا والتسويق الاجتماعى لخدمات تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية.

الطبيبة الزائرة

ويهدف قطاع السكان وتنظيم الأسرة لتحقيق أهداف خطة مصر 2030 من خلال زيادة معدل استخدام وسائل تنظيم الأسرة ليصل إلى 76% وخفض معدل الخصوبة ليصبح طفلين لكل سيدة وخفض نسبة الانقطاع عن استخدام وسائل تنظيم الأسرة 18%.ومن أجل تحقيق هذه الخطة تقوم وزارة الصحة بتنفيذ نظام الطبيبة الزائرة حيث تتم الاستعانة بطبيبات اخصائيات واستشاريات نساء وتوليد ممن لهن خبرة وكفاءة فى تقديم خدمات تنظيم الأسرة للعمل بعض الوقت بوحدات الرعاية الصحية الأولية التى لا يوجد بها مقدم خدمة مؤهل ومدرب فى المجتمع الريفى حيث يعد نظام الطبيبة الزائرة من أهم التدخلات التى يبنى عليها القطاع تحقيق طفرة فى استخدام وسائل تنظيم الأسرة وخاصة الوسائل طويلة المفعول.

وسائل تنظيم الأسرة بعد الولادة

ويعتبر برنامج تقديم خدمات ووسائل تنظيم الأسرة بعد الولادة والمشورة المتكاملة من البرامج الناجحة حيث توسعنا فى استخدام وسائل تنظيم الأسرة بأقسام النساء والولادة بجميع المستشفيات فى أثناء وبعد الولادة وإعطائهم الوسيلة المناسبة فى أقرب وقت لعدم تعرضهم لحمل غير مخطط له ، وذلك فى 42 مستشفى بمحافظات المرحلة الأولى ونسعى لاستمرار البرنامج على مرحلتين فى باقى محافظات الجمهورية خلال عام.

وأوضحت أنه تم رفع معدلات استخدام وسائل تنظيم الأسرة من خلال التوسع فى نطاق الاختيارات المتاحة للسيدات حيث أثبتت الدراسات أن إضافة وسيلة واحدة جديدة إلى الخيارات المتاحة يمكن أن تحقق زيادة قدرها 12٫7% فى معدل استخدام وسائل تنظيم الأسرة بشكل عام .

مبادرة«أيامنا أحلي»

وتضيف د . سعاد أن برنامج مشاركة المهام ينبثق فى ظل وجود عجز فى أطباء تنظيم الأسرة خاصة فى ريف الصعيد حيث يتم إسناد بعض المهام الخاصة بطبيب تنظيم الأسرة للممرضات المدربات على أعمال تنظيم الأسرة مع التوجيه والمراقبة وذلك لضمان وصول خدمة ذات جودة ومطابقة للمعايير للمنتفعات.

وتعتبر مبادرة «أيامنا أحلي» من المبادرات التى وصلت فيها وزارة الصحة إلى قرى حياة كريمة والمناطق الجديدة الجاذبة للعمالة والمجتمعات العمرانية الجديدة والمناطق الصناعية

التحول الرقمي

وقد قام قطاع السكان وتنظيم الأسرة بالإعداد لتنفيذ برنامج إلكترونى مطور لتسجيل المنتفعات وسلسلة الإمداد والتموين لوسائل تنظيم الأسرة بالتنسيق مع وزارة التخطيط  حيث يبدأ البرنامج إلكترونيا من مستوى الوحدة الصحية ثم إلى مستوى الإدارة الصحية ثم إلى مستوى المديرية ثم إلى المستوى المركزى وذلك للحصول على بيانات دورية دقيقة تساعد على المتابعة المستمرة فى استخدام وسائل تنظيم الأسرة وخفض نسب الانقطاع عن الاستخدام واستهداف السيدات غير المستخدمات ومتابعة أرصدة وسائل تنظيم الأسرة بالمستويات المختلفة كما بدأ القطاع فى تنفيذ خطوات ملموسة نحو استخدام منصات التواصل الاجتماعى صفحة حسبة والمنصات التفاعلية بهدف التوسع فى استهداف مختلف شرائح المجتمع وتبنى مفهوم الأسرة الصغيرة.

تكامل الوزارات  

وقد تم التكامل مع الوزارات والجهات المعنية بالقضية السكانية مثل وزارة التضامن الاجتماعى ووزارة التعليم العالى ووزارة الأوقاف لزيادة دورها فى تقديم خدمات تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية والحد من الوفيات حيث تقوم وزارة التضامن الاجتماعى بصرف وسائل تنظيم الأسرة المدعمة لعيادات تنظيم الأسرة بالجمعيات الأهلية كما يتم صرف وسائل تنظيم الأسرة مجانا لعيادات 2 كفاية ومنتفعات برنامج تكافل.