حر.. مالم تضر

إننا لانكاد نغسل أيدينا من مشكلة مستحكمة حتى تحط علينا أخرى من قبل أن تتاح لنا هنيهة من الزمن لالتقاط أنفاسنا، ففى هذه الأيام التى يشتد فيها الموج ويتلاطم، نتمنى ألا يحجبنا ظلامها ولا زبدها عن الحقائق الواقعة التى لابد لنا من إدراكها حتى تصح أحكامنا.

لابد أن يتكاتف الجميع ونضع مصلحة الوطن قبل كل شيء ولنتذكر جميعا أن من ينزل بقدميه إلى المستنقع ليس من حقه أن يشكو من البلل!! فخير لنا أن نحسن فهم القليل، من أن نسيء فهم الكثير. كلمة ( المصالح) مستفزة، فيلزم أن توضع فى لفافة حريرية من الإنسانيات والمبادئ، وقد يحتاج الأمر أحيانا إلى تأليف أحداث تتداعى فى نعومة فيبدو كل شيء وكأنما يحدث بتلقائية دون أن تحركه يد !!

والمجتمعات تتقارب، وتزيل الحواجز فيما بينها رغم التباين بين أفكارهم ونحن لم نستوعب بعد عبارة ( فرق.. تسد)!! ألا يعلم هؤلاء ما يحاك لمصرنا من الداخل قبل الخارج؟ ألا يعلم هؤلاء أن الذين يريدون تعكير المياه ثم يصطادون فيها كثيرون؟

إذن عندما يتحرك قطار النجاح فى الاتجاه المرسوم له، فلابد أن تتضافر كل الجهود من أجل العمل على تمهيد الطريق وتوفير المناخ الذى يساهم بفاعلية فى انطلاق واستمرار رحلة النجاح، وكما قال الشاعر :

إذا كنت تبنى وغيرك يهدم... فلعمرى متى يتم البناء؟.

نحن لدينا معطيات قائمة بالفعل تتطلب رؤية معينة وذكاء فى التعامل مع الأحداث، لأن الأخطاء قد تصبح معالم على الطريق إذا استطاع الإنسان أن يستفيد منها، لكنها تصبح مجرد أخطاء فقط إذا مرت بالإنسان ولم يتعظ منها!!

عبر عما بداخلك كيفما شئت ولكن تذكر: أنت حر .. مالم تضر .

سعد مهلل محمد

كبير معلمى اللغة العربية بشرق الإسكندرية التعليمية