-
الناتو: لا سلام إذا انتصرت موسكو.. واستمرار الخلافات الغربية بسبب تسعير النفط الروسى
فيما تواصل السلطات الأوكرانية مساعيها المحمومة لإعادة التيار الكهربائى لملايين السكان مع انخفاض درجات الحرارة، جدد حلف شمال الأطلنطى (الناتو) دعم كييف واعتبر أمين عام الحلف ينس ستولتنبرج أنه «لا سلام دائما إذا انتصرت روسيا »، بينما شنت القوات الروسية هجوما صاروخيا، صباح أمس، على ضواحى مدينة زابوروجيه جنوبى وسط أوكرانيا، حسبما ذكر أولكسندر ستاروخ، رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية فى المدينة.
وقال ستاروخ إن الضربات العنيفة التى شنتها القوات الروسية للمرة الثانية على التوالى أسفرت عن إلحاق أضرار بالغة بأحد المستشفيات دون وقوع خسائر فى الأرواح. وجاءت الضربات الروسية فى وقت تواصلت فيه المساعى الأوكرانية المحمومة لتصليح منشآت الطاقة المتضررة جراء الضربات الروسية الكثيفة وتوفير التدفئة والكهرباء لملايين المواطنين فيما يحل فصل الشتاء.
ورأى الرئيس الأوكرانى فولودمير زيلينسكى أن استراتيجية موسكو الجديدة الهادفة إلى إغراق أوكرانيا فى الظلمة لن تنال من عزيمة البلاد.
وقال فى مقابلة مع صحيفة «فايننشال تايمز» نشرت أمس إنها «حرب قوة وصمود لنرى من هو الأقوي». وأوضح أن الضربات الروسية هذا الأسبوع خلقت وضعا لم نشهده منذ 80 أو 90 عاما وقال:»بلد فى القارة الأوروبية لا يوجد فيه ضوء على الإطلاق.«
وتعانى حوالى 15 منطقة مشاكل إمدادات مياه وكهرباء .وقال زيلينسكي: «وضع الكهرباء يبقى صعبا فى كل المناطق تقريبا. لكن نبتعد تدريجا عن الانقطاع وساعة بعد ساعة نعيد التيار إلى مستهلكين جدد». وفى كييف حيث يتساقط المطر والجليد فيما الحرارة تقارب الصفر مئوية، يعانى 60 % من السكان من انقطاعات فى التيار وفق ما ذكرت بلدية العاصمة الأوكرانية مع عودة الكهرباء تدريجا.
وأعيد وصل ثلاث محطات نووية تسيطر عليها كييف بالشبكة.
وقال مدير شبكة «دى تى إى كاي» دميترو ساخاروك: «سنعيد تدريجا التيار ساعتين إلى 3 ساعات حتى نتمكن من زيادة كمية الكهرباء الواردة إلى كييف.«
وفى المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية إن القصف الروسى لم يستهدف كييف متهمة الدفاعات الجوية الأوكرانية بأنها مسئولة عن الأضرار اللاحقة بالعاصمة.
وعانت بقية مناطق البلاد من انقطاعات كهرباء أيضا إلا أن إعادة الوصل بمنشآت حساسة فى الشبكة تتواصل تدريجا.
وفى منطقة خاركيف ثانى مدن البلاد قرب الحدود مع روسيا أعيد التيار الكهربائى بعد جهود «صعبة جدا» على ما قال رئيس بلديتها إيجور تيريخوف.
وأوضح الحاكم أوليه سينيهوبوف أن التيار الكهربائى عاد إلى 70 % من المنازل أمس فى حين «كانت كل المنطقة غارقة فى الظلمة ».
ومن ناحية أخرى، كشفت روسيا أمس الأول أنها أصدرت جوازات سفر لأكثر من 80 ألف شخص فى 4 مناطق فى أوكرانيا أعلنت موسكو ضمها لأراضيها، فى خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. وقالت وزارة الداخلية الروسية وفقما نقلت وكالات الأنباء المحلية: «منذ ضم المناطق الأربع إلى روسيا الاتحادية، وعملا بالقانون، حصل أكثر من 80 ألف شخص على جواز بصفتهم مواطنين فى روسيا الاتحادية».
وفى وقت استمرت فيه المشاحنات بين الدول الأوروبية على خلفية أزمة تسعير النفط، دعا الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى الأوروبيين إلى البقاء متحدين ضد موسكو والحد بشدة من سعر النفط الروسي. وقال فى خطاب عبر الفيديو إلى مؤتمر فى ليتوانيا أمس :«لا يوجد انقسام ولا انقسام بين الأوروبيين وعلينا الحفاظ على هذا.. هذه هى مهمتنا الأولى هذا العام».
وقد ظلت حكومات الاتحاد الأوروبى منقسمة أمس الأول بشأن مستوى الحد الأقصى لأسعار النفط الروسى لكبح قدرة موسكو على دفع تكاليف الحرب ، ودعا زيلينسكى زعماء الاتحاد الأوروبى إلى تسوية أقل عرض وهو 30 دولارًا.
وقد التقت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيت بورن والمستشار الألمانى أولاف شولتس فى برلين لتنسيق الموقفين الفرنسى الألمانى وتجاوز اختلافاتهما حول الدفاع والطاقة التى أبرزتها الحرب فى أوكرانيا.
وتريد بورن وشولتس إعطاء «دفع جديد» للثنائى الفرنسى الألمانى محرك الوحدة الأوروبية، على غرار ما فعل الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون وشولتس فى 26 أكتوبر الماضى فى باريس.
وعلى صعيد المساعدات العسكرية، استبق أمين عام حلف شمال الأطلنطى الـ(ناتو) ينس ستولتنبرج فى مؤتمر صحفى صباح أمس اجتماع وزراء الخارجية فى رومانيا بتشديده بأن الحلف سيواصل دعمه لأوكرانيا ويزيد المساعدات «غير الفتاكة».. وقال إن الناتو سيواصل الوقوف إلى جانب أوكرانيا. وأضاف أنه «لن يكون هناك سلام دائم» إذا فازت روسيا ، وقال أيضًا إنه يجب الترحيب بفنلندا والسويد كعضوين «كاملى العضوية» فى التحالف.
رابط دائم: