رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

توجيه رئاسى بحصرهم فى الحروب السابقة
الشهداء «أحياءٌ يُرزقون».. وأسرهم «يُكرمون»

تحقيق : إبراهيم عمران [ إشراف : خالد أحمد المطعنى]
الرئيس السيسى يحرص دائما على تكريم أسر الشهداء - صورة أرشيفية

«الشهداء أحياء عند ربهم يُرزقون، وأسرهم يُكرمون».. بهذه الكلمات الواضحة المعنى والدلالة، يصف علماء الدين، توجيه الرئيس عبدالفتاح السيسى، بإجراء حصر دقيق لكل شهداء مصر فى الحروب السابقة بدايًة من ١٩٤٨، لدراسة ضمهم إلى قوائم المستفيدين من ميزات وخدمات صندوق «تكريم الشهداء»، تقديرا من الوطن لأبنائه المخلصين، وترسيخا لقيم الوفاء لأسرهم.

ويؤكد العلماء أن التوجيه الرئاسى جاء فى وقته، ويدل على حكمة القيادة السياسية فى تقدير الشهيد وأسرته لما بذله من تضحية فى سبيل المحافظة على أمن وسلامة الوطن والمجتمع، موضحين أن للشهداء منازل من النعيم الممدود من الله تعالى، وأن رعاية أسر الشهداء واجب قومى ووطنى، دعا إليه الشرع الحكيم، وطبقه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فى الغزوات المختلفة.

الدكتور عبدالله محيى الدين عزب، العميد السابق لكلية أصول الدين بجامعة الأزهر فى القاهرة، يصف هذا التوجيه الرئاسى، بأنه ترسيخ وإعلاء لقيم الوفاء والولاء وحب الوطن، الذى دعا إليه القرآن الكريم والسنة النبوية، إذ قال الله تعالى: «هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلا الإحْسَانُ»، واقتداء برسول الله، صلى الله عليه وسلم، الذى بشر الأسر بأن شهداءها «أحياء عند ربهم يُرزقون»، كما قام عليه الصلاة والسلام، بتعزية أسر الشهداء فور انتهاء المعارك للتخفيف عما لحقهم، وحثّ الأمة على ذلك.

طاقة نور

ويتابع: إن رعاية أسر الشهداء الذين ضحوا بدمائهم فى كل الحروب التى مرت على مصر، وكذلك الذين يخوضون حربا ضد الأشرار وجماعات الظلام الإرهابية والمتطرفة، التى تريد زعزعة الأمن وإشاعة الفوضى والفساد فى وطننا الغالى مصر، تعطى دفعة أمل، وطاقة نور، وتفتح المجال واسعا لأبناء الوطن من الأجيال المختلفة، للبناء والتعمير والتنمية.


د. عبدالله عزب - د. أسماء راتب

ويقول: فى بيان عملى لهذه الرعاية، وفى مناسبات متنوعة، يقوم الرئيس عبدالفتاح السيسى، بمواساة هذه الأسر، ويمسح بيده على رءوس الأطفال اليتامى، ويواسى الأمهات والآباء والزوجات، ليبعث فى نفوسهم الأمل بعبارات التعزية، ولم يقف الأمر على مجرد المواساة، بل يصدر دائما قرارات تؤمن لأبناء الشهداء وذويهم ومن يعولونهم حياتهم، وتكفل لهم كرامتهم، كما أنه يتفقد احتياجاتهم من تأمين للمسكن ورعايتهم والاهتمام بتعليمهم وتوظيفهم، ولم شمل أسرهم.

منزلة الشهيد

وتؤكد الدكتورة أسماء عبدالحكيم راتب، مدرس الأدب والنقد بكلية البنات الإسلامية بأسيوط، أن الله سبحانه، اختص الشهيد بست خصال لم تُمنح لغيره، إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن للشهيد عند الله عز وجل ست خصال: أن يغفر له فى أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويُحلَّى حُلّة الإيمان، ويُزَوَج من الحور العين، ويُجَار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويُوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها، ويُزوَّج ثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويُشفَّع فى سبعين من أقاربه».

وتضيف أن الله تعالى رفع مكانة الشهداء عنده حتى إنه سبحانه يبقيهم أحياء يُرزقون فى رحابه، فإذا كان، سبحانه تعالى، قد أكرمهم غاية الإكرام، ورفع مقامهم فوق كل مقام، وجعل لهم هذه المكانة العظيمة فى الآخرة، من أجل ذلك حقيق على المجتمع كله، ومؤسساته، ومنظماته؛ توجيه الجهود لإكرامهم من خلال رعاية وإكرام أبنائهم وأسرهم وأمهاتهم الثكالى، لعل فى ذلك ما يخفف عن قلوبهم عبء الحزن على فراقهم، ولوعة فقدهم، وإشعارهم بوقوف الجميع إلى جوارهم، وهذا نوع من التكافل المجتمعى الذى دعا إليه الشرع الحنيف.

ويرى الدكتور محمود الصاوى، أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر, أن الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، كان القدوة والمثل الأعلى فى تقدير وتكريم الشهداء، ورعاية أسرهم، ويظهر هذا فى عديد من المواقف النبوية، ومنها أنه لما بلغه استشهاد جعفر بن أبى طالب، رضى الله عنه، دفاعا عن دينه ووطنه، أمر -أولا- بتوفير الأمن الغذائى لأسرته، فقال: «اصنعوا لآل جعفر طعاما»، ثم حضر إلى بيته، وقال لهم: «لا تبكوا على أخى بعد اليوم، وادعوا لى بنى أخي»، وهو بمثابة احتضان لأبناء الشهداء.

ويحكى عبدالله ابن الشهيد البطل جعفر، فيقول: « فجيء بنا كنا -صغارا- فقال، صلى الله عليه وسلم: ادعوا لى الحلاق: فجيء بالحلاق، فحلق رءوسنا»، اهتماما بنظافتهم وهندامهم وشكلهم العام.

وتقول أسماء بنت عميس زوجة الشهيد: فذكرت (يُتمنا)، يعنى قدمت تقريرا عن حالتها للقائد الأعلى للدولة: رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بالوضع الذى صارت فيه هى وأولادها بعد استشهاد زوجها، فقال لها فى كلمات عابرة هادية لكل من يتولى أمر المسلمين: «آلفقر تخافين عليهم؟ّ! وأنا وليهم فى الدنيا والآخرة»، موضحا أن تكريم أسر الشهداء يصب فى مصلحة الوطن.

ويصف الدكتور هاشم محمد هاشم، مدرس مساعد الدعوة والثقافة الإسلامية بكلية أصول الدين بأسيوط، هذه الرعاية بأنها إعلان عملى لقيمة الانتماء الوطنى الصادق لهؤلاء الشهداء الذين بذلوا أنفسهم فجادوا بها؛ فلا أقل من أن يُعرف قدرهم لذويهم، رعايًة واهتماماً، متابعا أن لهذه الرعاية أثرا فعالا ومهما فى نفوسهم، مودة وطمأنينة وتطييباً لخواطرهم، وبثاً لروح الانتماء الوطنى بينهم؛ فهم فى قلب الوطن ووجدانه، كما أن الوطن فى قلب شهدائهم، ووجدانهم.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق