الملك تشارلز يتعهد بالتصدى لإرث الاستعمار

فى أول خطاب له منذ توليه العرش يلقيه أمام زعيم أجنبى، تعهد الملك تشارلز الثالث ملك بريطانيا بالتصدى لإرث الاستعمار، معيدا إلى الأذهان قضية التاريخ الاستعمارى البريطانى مع جنوب إفريقيا، والتى قال إن جوانب العلاقة بين البلدين «أثارت حزنًا عميقا ويجب الآن الاعتراف بالأخطاء لإطلاق العنان لقوة المستقبل».

وقال الملك تشارلز فى خطابه الذى ألقاه أمس أمام زعيم جنوب إفريقيا سيريل رامافوسا بقصر باكينجهام إنه لا يزال ملتزما بضمان اعتراف بريطانيا بـ «الأخطاء التى شكلت ماضينا»، داعيا إلى تعاون مستقبلي.

وتابع الملك موجها حديثه إلى رامافوسا إن: «جنوب إفريقيا، مثل دول الكومنولث، كانت دائمًا جزءًا من حياتي.. لقد كان من دواعى سرور الملكة إليزابيث الثانية الراحلة أن تستضيف الرؤساء مانديلا ومبيكى وزوما فى زيارات رسمية إلى المملكة المتحدة، والتى كنت حاضرا فيها جميعا.. وقد أعربت فى كل من تلك المناسبات عن إعجابها ببلدك وشعبه وحيويته وجماله الطبيعى وتنوعه..لقد تحدثت دائما بحرارة عن عودتها إلى بلدك فى عام ١٩٩٥، كضيف على الرئيس مانديلا، بعد الأحداث الجسيمة، مدفوعة من داخل جنوب إفريقيا وبدعم من الكثيرين حول العالم، بما فى ذلك هنا فى المملكة المتحدة، التى جلبت الديمقراطية لبلدك».

وأدلى الملك تشارلز بالخطاب قبل إقامة مأدبة رسمية فخمة بمناسبة زيارة الرئيس رامافوسا ووفد جنوب إفريقيا التى استمرت يومين حضرها نحو من ١٦٣ شخصًا، بمن فيهم كبار السياسيين من البلدين، بالإضافة إلى أمير وأميرة ويلز الأمير ويليام وزوجته كيت ميدلتون، اللذين سحرا الحاضرين.

يأتى ذلك فى الوقت الذى يواصل فيه الملك تشارلز مساعيه لإبقاء الكومنولث متماسكا، وسط دعوات متزايدة فى بعض الدول الأعضاء للتخلى عن النظام الملكى إلى الأبد.

وكشفت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية أمس أنه خلال إلقاء الملك تشارلز خطابه، أومأ الرئيس رامافوسا، الذى كان يجلس بجانبه على طاولة الرأس، برأسه تعبيرا عن تأييده لتصريحاته.