اضطرابات جديدة فى الطريق.. وترجيح تباطؤ النمو خلال ٢٠٢٣.. وإسبانيا تواجه «طوابير الجوع»
توالت التوقعات المتشائمة لمستقبل الاقتصاد العالمي، ففى الوقت الذى حذر فيه البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية من أنه لا يتوقع عودة الوضع فى العالم إلى طبيعته بعد أزمة وباء كوفيد-١٩ وفى ظل عواقب الحرب فى أوكرانيا، توقعت منظمة التعاون والتنمية فى الميدان الاقتصادى أنه الاقتصاد العالمى سيشهد تباطؤا طويلا فى النمو.
فمن جانبها، شددت بياتا يافوريتش رئيسة قسم الاقتصاد فى البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية على أن هذه الأحداث المتزامنة "وقعت خلال ثلاث سنوات فقط"، وأن الحكومات كانت ستجد صعوبة فى مواجهتها لو وقعت على مدار عقد من الزمان.
وأضافت أنه "مع توقع اضطرابات جديدة قادمة، من الواضح أن لا عودة إلى أوضاع ما قبل الوباء وكأن شيئا لم يكن".
وأوضح البنك فى تقريره الصادر بعنوان "أعمال غير اعتيادية" أن الهجوم العسكرى الروسى على أوكرانيا تسبب فى ”أكبر عملية نقل قسرى لأشخاص فى أوروبا منذ الأربعينيات".
وحذر التقرير من أن التعامل مع التحديات الحاليه، يجب ألا يجعل صانعى القرار والسياسة يفقدون التركيز على الأهداف طويلة الأجل للطاقة الخضراء والتجارة الحرة ، واللذين يعدان المحركين الرئيسيين للنمو المستقبلي.
وفى الوقت ذاته، توقعت منظمة التعاون والتنمية ومقرها باريس، بأن يتراجع النمو العالمى من 1,3٪ هذا العام إلى ٢,٢٪ العام المقبل، قبل أن ينتعش قليلا إلى ٢،٧٪ ٢٠٢٤.
وفى ظل تداعيات الحرب فى أوكرانيا، "تراجع زخم النمو بينما التضخم ثابت فى وقت تراجعت الثقة وازدادت الضبابية".
وقال كبير خبراء الاقتصاد لدى المنظمة ألفارو سانتوس بيرييرا، إن الاقتصاد العالمى "يرزح تحت وطأة أكبر أزمة طاقة منذ سبعينيات القرن الماضي". وأضاف أن صدمة الطاقة تتسبب بارتفاع التضخم "إلى مستويات غير مسبوقة منذ عقود" وتؤثر على النمو الاقتصادى حول العالم. وقال سانتوس بيرييرا "السيناريو الرئيسى لدينا ليس ركودا عالميا بل تباطؤا كبيرا فى النمو بالنسبة لاقتصاد العالم فى ٢٠٢٣، إضافة إلى تضخم مرتفع، وإن كان يتراجع، فى العديد من الدول".
وفى غضون ذلك، ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن أسعار الطعام فى إسبانيا ارتفعت بنسبة ١٥٫٤٪ خلال أكتوبر الماضي، وهو ما تسبب فى زيادة لجوء الإسبان إلى بنوك الطعام. ووفقا لمعهد الإحصاء الوطني، فقد شهدت أسعار الطعام أكبر زيادة منذ ٣٠ عاما، وهو ما تسبب فى زيادة "طوابير الجوع" فى البلاد.
وارتفع السكر سعر بنسبة ٤٢٫٨٪ والخضراوات ٢٥٫٧٪ والبيض ٢٥٫٥٪. وفى محاولة لتخفيف الضغط على الأسر المحرومة، أنفقت حكومة رئيس الوزراء الاشتراكى بيدرو سانشيز، التى تواجه انتخابات العام المقبل، المليارات من اليورو على الإنفاق الإضافى على الرعاية الاجتماعية. وأشارت الوكالة إلى أنه يمكن رؤية ما يسمى "طوابير الجوع" تمتد أمام بنوك الطعام فى جميع أنحاء إسبانيا. وقال المتحدث باسم الاتحاد الإسبانى لبنوك الطعام لويس ميجيل روبيريز: "مع التضخم، نشهد انخفاضا فى التبرعات" لأن الناس لديهم أموال أقل.
رابط دائم: