رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

‫من مؤتمر إجرائى إلى نتائج تاريخية..
ماراثون المفاوضات وتفاصيل ما جرى فى الساعات الأخيرة

‫كتب ــ أشرف أمين‬
شكرى وكيرى يتوسطهما نائب رئيس المفوضية الأوروبية

12 يوما و27 ساعة متواصلة تلك باختصار هي حصيلة ماراثون مفاوضات المناخ خلال ‪COP27 ‬ في شرم الشيخ. بالطبع سبق المؤتمر شهور من التنسيق والإعداد سواء بين الرئاسة المصرية والبريطانية لمؤتمرات المناخ وبين الرئاسة المصرية للمؤتمر وجميع الدول والأطراف المشاركة أملا في الوصول لإجراءات تنفيذية خاصة بعد استنفاد جميع النقاشات المرتبطة باتفاقية باريس للمناخ.

 لم يكن الأمر بالسهل في ظل تعقد المشهد الدولي حتى إن عددا من المحللين والإعلاميين الدوليين وصف ‪COP27 بالمؤتمر الإجرائي لا آمال أو توقعات من ورائه خاصة في ظل عدم توافق الدول الأكثر إسهاما في الانبعاثات الكربونية وتعقد المشهد الدولي بسبب الحرب الروسية الأوكرانية وما تلاها من أزمة الطاقة والغذاء وإعادة فتح بعض الدول محطات إنتاج الطاقة باستخدام الفحم الملوث للبيئة بالإضافة لاستمرار وباء كوفيد-19 وتصاعد وتيرة الكوارث المناخية في كل أنحاء العالم من فيضانات وموجات جفاف وحرائق للغابات.

لكل ما سبق لم تكن هناك توقعات كبرى سواء على مستوى النتائج أو حتى الأجندة التحضيرية للمؤتمر. إلا أن الأمور تغيرت تدريجيا مع نجاح المفاوض المصري في إدراج ملف تمويل الخسائر والأضرار على أجندة التفاوض وهو أمر استغرق أياما من المناقشات مع ممثلي الدول المشاركة في الاجتماعات الاستباقية للمؤتمر حتى صباح يوم تسلم مصر رئاسة المؤتمر من المملكة المتحدة حيث أصرت الدول المتقدمة علي أن يطرح الأمر دون أن تكون هناك أي كلمة تشير إلى التعويض وأن يظل الأمر في إطار الإسهامات.

وخلال الأسبوع الأول ظلت أسئلة كثيرة محل خلافات في الغرف المغلقة أو حتى في العلن، بدءا من رفض الدول المتقدمة أن يتم إنشاء صندوق مستقل لتمويل الخسائر والأضرار بدعوى أن إنشاء الصندوق يستغرق وقتا طويلا وطرح وضع تمويل الخسائر تحت مظلة أي من صناديق مشروعات التكيف هذا الأمر رفضته الدول النامية (مجموعة 77+ الصين) ثم ظل الجدل حول آلية التمويل ومن يمول ومدى الالتزام بالتمويل. ومع انقضاء الأسبوع الأول للمؤتمر دون تحرك فعلي أو بادرة لوجود خطوات تنفيذية خاصة فيما يتعلق بالملفات المرتبطة بتمويل المناخ كلف سامح شكري رئيس المؤتمر في بداية الأسبوع الثاني وزيرين مشهودًا لهما بالكفاءة الدولية لتولي إدارة وتسيير المناقشات عن كل ملف بحيث يكون أحدهما ممثلًا لدولة متقدمة والآخر لدولة نامية.

ورغم تلك الجهود لم يتم الوصول إلى أي بادرة توافق، ثم بدأت رئاسة المؤتمر الثلاثاء الثاني من عمر القمة في جمع النقاط المشتركة عن كل مجموعات التفاوض وفي اليوم التالي تشكل على إثرها مسودة أولى من 20 صفحة تخلو من أي خطوات إجرائية بل تظهر درجات الخلاف والتفاوت الذي بدا جليا الخميس مع تأجيل المؤتمر الصحفي لرئاسة المؤتمر ومطالبة مجموعة 77+ الصين للوصول إلى بيان وإجراءات تنفيذية ومطالبة الاتحاد الأوروبي بالمسئولية المشتركة في التمويل وإدراج دول ثرية إلا أنها مصنفة بأنها نامية وفقا لتصنيف عام 1992 خاصة إذا ما استمرت المطالبات بصندوق مستقل لتمويل الخسائر والأضرار.

على إثر ذلك قام رئيس المؤتمر سامح شكرى بعد التفاوض مع الأمين العام للأمم المتحدة بتولى زمام الأمور واقترح مسودة تم إعدادها طوال الجمعة وعرضها على الدول الأعضاء حسب ما أوضح خلال المؤتمر الصحفي صباح السبت لتستمر المفاوضات حتى الثالثة من صباح يوم الأحد وتنجح رئاسة المؤتمر في تحقيق توافق دولى بعد 30 عاما على إنشاء صندوق لتمويل الخسائر والأضرار للدول المتضررة من تبعات تغير المناخ.

ورغم ما تحقق بدا جليا عدم وجود توافق على الخفض التدريجي أو التخلي التدريجي عن الوقود الأحفوري الذي يعد أحد المسببات الرئيسية لزيادة الانبعاثات الكربونية الملوثة للبيئة وزيادة احترار الأرض وهو التحدي الكبير الذي ستتولى إدارته الإمارات خلال مؤتمر المناخ القادم ‪COP28‬ خاصة في ظل الالتزام الدولي بعدم زيادة درجة احترار الأرض علي 1٫5 درجة وفقا لتعهدات اتفاقية باريس. 

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق