-
ذوو الهمم عاديون وقادرون .. وطه حسين رمز ملهم ومبدع كبير
بعد رحلة شاقة وطريق طويل من الصعاب والتحديات وآمال عريضة لم تفتر لحظة فى مشوار العلم والبحث، نجحت رنا حامد عوضين فى الحصول على الدكتوراة فى الأدب الانجليزي، من كلية الآداب ــ جامعة المنصورة ــ بمرتبة الشرف الأولى، لتكون بذلك أول طالبة كفيفة فى الجامعات المصرية تقهر الظلام وتحقق هذا الإنجاز .
وقالت الدكتورة رنا لـ«الأهرام» عقب مناقشة رسالتها بحضور رئيس جامعة المنصورة الدكتور شريف خاطر، وعميد كلية الآداب الدكتور محمود الجعيدي، أنها فقدت بصرها فى الثالثة من عمرها فى حادثة لا تتذكرها، لكن ذلك كان دافعا لها على التفوق والمثابرة، حتى إنها كانت الأولى على الجمهورية مكفوفين فى الثانوية العامة، وعقب تخرجها فى كلية الآداب عام 2007 عينت ضمن مسابقة المعلمين التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى عام 2014، وتم توزيعها فى البداية بمحافظة الإسكندرية فقبلت التحدى حتى تم نقلها إلى المنصورة، وحصلت على الماجيستير، ثم دبلومتين فى التربية الخاصة والتكوين المهنى لتطوير قدراتها فى التدريس.
وأضافت رنا حامد، التى تعمل مدرسة لغة إنجليزية بمدرسة النور للمكفوفين بالمنصورة، أن ذوى الهمم أناس عاديون جدا ولا يطلبون وضعا استثنائيا فى الحياة، بل تسهيلات لكى يحققوا أحلامهم، ويبدعون ويندمجون فى المجتمع، معتبرة أن الدكتور طه حسين قامة كبيرة جدا أدبيا وعلميا ولا يجوز وضعها فى مقارنة معه، لكنه رمز وملهم لهم ولا ننظر إليه سوى أنه مبدع كبير ومجدد فى الأدب العربى لا كشخص كفيف، معتبرة أن الدولة بذلت جهودا كبيرة، وسنت تشريعات وقوانين لدعم وإدماج ذوى الهمم، لكن المشكلة أحيانا فى الوعى الاجتماعى والإدارى أو عدم معرفة المختصين الموكل إليهم تنفيذ هذه التسهيلات القانونية، والتى يفترض نشرها على نطاق واسع وشرحها عبر وسائل الإعلام.
وتنتمى الدكتورة رنا إلى أسرة تربوية، وأهدت إنجازها إلى أسرتها خاصة والدتها وشقيقاتها اللاتى لم يتوقف دعمهن لها، وكذلك كل معلميها فى المراحل المختلفة وأساتذتها والمشرف على رسالتها، الدكتور حمدى شاهين رئيس قسم اللغة الإنجليزية بالجامعة، والذى ذلل لها كل الصعاب..مضيفة أن أحلامها لا تتوقف وسوف تستمر فى البحث العلمي، وتستزيد من نبعه خاصة مع ثورة التكنولوجيا والتعليم الرقمى والتى لم تكن متاحة من قبل، وتتمنى أن تساعدها الدولة فى منح علمها وخبراتها لطلاب الجامعة، وأن تقف فى المدرجات لدعم جيل جديد من الباحثين وبث روح الأمل لديهم .
وحصلت رنا على الدكتوراة فى رسالة بعنوان النقد الاجتماعى فى روايتى «أذهب وأحكها فوق الجبل» لجيمس بولدوين، و«الابن الأصلى» لريتشارد رايت، منظور عن الأسلوب والتيمات وحازت مرتبة الشرف الأولى مع التوصية بطبع رسالتها على نفقة الجامعة، وتبادلها مع الجامعات الأجنبية.
وأعرب الدكتور شريف خاطر رئيس جامعة المنصورة، عن سعادته بمثابرة رنا وحرصها على تحدى الصعاب، مؤكدا حرص الجامعة على دعم كل أبنائها الباحثين خاصة من ذوى القدرات الخاصة الذين تقدم الجامعة لهم كل الرعاية. ومن جانبه، هنأ الدكتور محمود الجعيدى عميد آداب المنصورة، الباحثة المجتهدة رنا حامد كاشفا أنها ليست الوحيدة داخل الكلية من ذوى الهمم، فهناك 130 طالبا وطالبة وتسعى الكلية لتوفير كل الدعم لهم.
رابط دائم: