عرض أول أمس، فيلم «جزيرة الغفران» ضمن « المسابقة الدولية» للدورة الـ 44 من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، والفيلم مدته 86 دقيقة من كتابة وإخراج التونسى رضا الباهى، الذى شاركت أعماله فى العديد من المهرجانات الدولية. واختير فيلماه «صندوق عجب» و«زهرة حلب» لتمثيل تونس فى مسابقة «الأوسكار» ضمن فئة أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية.
«جزيرة الغفران» استحق الاستقبال بحفاوة من جانب الجمهور والنقاد والفنانين، نظرا لحرفيته وشاعريته فى عرض قضية التعايش والتسامح مع الآخر.
تلك كانت رسالة الباهى، من خلال حبكة بطلها آندريا، الطفل الصغير، الذى نشأ وتربى على جزيرة جربة التونسية، التى كانت تضم اديانا مختلفة، وتبدأ أحداث الفيلم بذلك الصغير وقد صار رجلا فى سن الستين، يسعى للعودة إلى مسقط رأسه بناء على وصية والدته ليلقى برماد جثمانها، لكنه يجد أحوال موطنه قد تبدلت، مثل أغلب أنحاء العالم العربى، فبدل التعددية وقبولها المحمود، حلت مشاعر وحساسيات جديدة، لكن الماضى يلاحقه، من خلال لقطات برع المخرج فى توظيفها كاستعادة لذكريات البطل مع ماضى جزيرته وما كانت عليه، ويتذكر مثلا الحادث الذى تعرض له والده واستدعا مساعدة سكان الجزيرة على اختلافهم.
ولا يغفل الشريط ربط خيط الشخصيات بالعام، من خلال استعراض بعض الأحداث التى شهدتها تونس قديما فى نضالها ضد المستعمر وحديثا فى مواجهتها مع التحولات منذ عام 2011 ومجابهة التيارات المتطرفة، الفيلم يعكس الصراع بين العاطفة والواقع المؤلم.
وقد أكد مخرج ومؤلف العمل فى ندوة بعد عرض الفيلم، أن تصويره استغرق ٦شهور، مرجعا اختيار الفنانة الإيطالية كلوديا كاردينالي للمشاركة بالفيلم، لأصولها التى تعود إلى جزيرة صقلية، مشيرا إلى أن مساحة دورها كانت أكبر، ولكنه حاول تصغيره لتعرضها لوعكة صحية وقتها .
وحول اختياره لفنانين إيطاليين، أشار إلى أنه وثيق الصلة بالوسط السينمائى الإيطالى، وإلى حرصه للاستعانة بفنانين عرب وأوروبيين لتأكيد رسالة الفيلم.
وأضاف أن المدرسة التى صور فيها مشاهد الفيلم هى مدرسة والده الحقيقية، حيث كانت تضم طلابا من خلفيات عقائدية مختلفة، وكانت تشبه مدينة «الإسكندرية» من حيث الجنسيات المختلفة، وكان الجميع يتعامل ويتعايش معا .
وفى نهاية الندوة التى حضرها السفير التونسى بالقاهرة وعدد من الفنانين، مثل ليلى علوى وجمال سليمان ويسرا اللوزى، أكد رضا الباهى سعادته بعرض الفيلم لأول مرة فى الشرق الاوسط وإفريقيا من خلال مهرجان القاهرة السينمائى وسعيد بالحفاوة التى شاهدها بعد عرض الفيلم .
رابط دائم: