إيمانا بدور المرأة المحورى فى التصدى لظاهرة الاحتباس الحرارى والتغيرات المناخية تضمنت مسابقة المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية فئة خاصة لمشروعات المرأة سعيا منها لتشجيع جميع الفئات المشاركة خاصة المرأة وهو ما يعكس حرص الدولة على ان يكون للمرأة دور فعال فى تلك المبادرة وتأكيدا على نهج الدولة فى دعم وتمكين المرأة وشهدت المسابقة التى تم اعلان نتائجها فى مطلع نوفمبر الحالى اقبالاً كبيراً من جانب المرأة على هذه الفئة وغيرها من الفئات الست الاخرى، وتقدم بالفعل وفقا للبيانات الصادرة عن وزارة التخطيط 1045 مشروعا تنافست للفوز بثلاث جوائز.
فازت بالمركز الاول د. منى طمان عن مشروعها لإعادة تدوير النفايات الالكترونية عن طريق ابتكار جهاز قاطع ثلاثى الابعاد للتخلص من هذه النفايات وتقول الفائزة بالمركز الاول : الفكرة التى انطلقت منها هى البحث عن مشروع يمكن المرأة ويحقق التنمية الاقتصادية من خلال تحقيق دخل مجز للمرأة ويمكنها العمل عليه بما يناسب ظروفها ومن داخل منزلها
متدربات فى مشروع «الخردة باب رزق»
وتضيف : تخصصى هو البرمجة وكانت تشغلنى دائما فكرة التخلص من النفايات الإلكترونية فالتخلص منها يحتاج الى تقنيات خاصة وجهاز مرتفع السعر لا يتم تصنيعه فى مصر وكان هدفى تقديم حل لهذه المشكلة وبدأت بحثى المستمر فى جميع الأجهزة الخاصة بالكمبيوتر وعندما وجدت ان سعر جهاز القاطع ثلاثى الابعاد الذى يستخدم فى التخلص من النفايات الالكترونية مثل الاجهزة القديمة والاسطوانات وغيرها مرتفع جدا فكرت فى الكيفية التى يمكن بها تصنيعه وبرمجته بتكلفة اقل وأيضا دفعنى اهتمامى بالبيئة وكيفية الحفاظ عليها من مخاطر النفايات الالكترونية حيث انها من اكبر اسباب التلوث لأنها لا تتحلل وتنبعث منها غازات ضارة خاصة عندما تتراكم او تتجمع فى مكان مغلق لذلك فكرت فى كيفية استثمارها وإعادة تدويرها لإنتاج أجهزة جديدة تساعدها فى عمل تصميمات ثلاثية الأبعاد تستخدم فى أغراض مختلفة، كما يمكن تحويل النفايات بعد اعادة تدويرها الى منتجات صديقة للبيئة.
التخلص من النفايات واعادة تدويرها كان الفكرة التى انطلقت منها الدكتورة وهاد سمير أستاذ الفنون التطبيقية بجامعة حلوان الفائزة بالمركز الثانى فى فئة مشروعات المرأة والمشاركة فى مؤتمر قمة المناخ بشرم الشيخ فقدمت مشروع «الخردة باب رزق» وتشرح: بدأ تنفيذه منذ عام 2008 ومستمر الى الآن وهدفه خلق فرص عمل للمراة وتحقيق التمكين الاقتصادى لها وفى نفس الوقت نشر ثقافة الحفاظ على الموارد الطبيعية وكيفية استغلال الموارد المتاحة فى كل محافظة وترشيد الاستهلاك بأفكار وخامات بسيطة متوفرة فى كل بيت وفى نفس الوقت تجد حلا لمشكلة الكراكيب الموجودة فى كل مكان وتشغل حيزا كبيرا من البيوت والشوارع لذلك فكرت د.وهاد فى «الخردة».
قطعة اكسسوار من المخلفات المعاد تدويرها
يقوم المشروع كما تشرح صاحبته على إعادة تدوير كافة الخامات المتاحة طبقا لكل خامات المحافظات على حدة كالأجهزة القديمة الكهربائية والمعادن والبلاستيك والأقمشة والكرتون والورق وفروع الشجر و(اللوف) الأحمر وجذوع الشجر وخردة السيارات والتروس والخيوط الملونة وتحويلها إلى منتجات وظيفية تستخدم فى صناعة الحلى والاكسسوار والملابس وقطع تستخدم فى الديكور وتكون منتجات مبتكرة ذكية خضراء وعدد السيدات المشاركات فى هذا المشروع يقدر بحوالى 22850 سيدة استفدن منه وتم تدريبهن على طريقة العمل وكان التركيز منصبا على النساء المعيلات والسيدات ذوات الهمم.
د. منى طمان - سلمى سامى
المشروع الفائز بالمركز الثالث فى فئة مشروعات المرأة فى مسابقة المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء هو مشروع صاحبات اليد الذهبية الذى أسسته «سمر سعيد معوض» ابنة محافظة الفيوم وتعتمد فكرته ايضا على تمكين المرأة اقتصاديا من خلال فرصة عمل مناسبة من واقع محيطها والامكانات البيئية وبما يناسب ظروفها الاجتماعية والعائلية فجاء مشروع صاحبات اليد الذهبية معتمدا على اعادة تدوير مخلفات النخيل المنتشرة فى المحافظة وتحويلها الى منتجات صديقة للبيئة بالاضافة الى تطوير مهارات السيدات وتدريبهن على تقديم منتج بمواصفات تسويقية منافسة وكذلك تدريبهن على مهارات التغليف والتعبئة وغيرها.
لم تقتصر مشاركة المرأة على فئة مشروعات المرأة بل حققت انجازات كبيرة فى الفئات الاخرى ففازت ايمان حجاوى بالمركز الثالث فى فئة المشروعات المتوسطة عن مشروعها «تكسير الزيوت باستخدام عصارة نبات الرطريط» واستخراج مادة فعالة تقوم بتشتيت الزيوت وتقاوم التلوث البحرى.
وفازت دعاء رزق بالمركز الثالث فى فئة المشروعات الكبيرة عن فكرة انشاء ميناء صيد بحرى بعزبة البرج فى محافظة دمياط.
اما سلمى سامى من محافظة القليوبية ففاز مشروعها «دور الزراعة المتجددة فى مواجهة التنوع البيولوجى والتغيرات المناخية ومساندة المجتمعات المحلية» بالمركز الثانى فى فئة المشروعات غير الهادفة للربح وتقول سلمى الحاصلة على دبلومة البيئة من معهد الدراسات والبحوث البيئية بجامعة عين شمس ودرجة الماجستير فى القيادة فى مجال صون البيئة من جامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة إنها بحكم دراستها وطبيعة عملها فهى مهتمة بالبيئة اهتماماً خاصاً ولذلك جاء مشروعها ليركز على التخلص من استخدام المبيدات والأسمدة الكيميائية والعودة إلى الزراعة بالطريقة التقليدية النظيفة والتى تسهم فى الحفاظ على الكائنات الحية والدقيقة المفيدة للمنظومة الزراعية التى تساهم فى تخزين الغازات المسببة للاحتباس الحرارى داخل التربة ومن آثار المشروع الاقتصادية والاجتماعية والبيئية تطبيق الزراعة المتجددة صديقة البيئة والتنوع الإحيائى وتوفير فرص توظيف ومشاركة المجتمع المحلى فى إدارة المشروع والحفاظ على الكائنات الحية المصاحبة للزراعة المتجددة ودراستها مما يؤدى لتوفير فرص بحثية للباحثين وتقليل الغازات المسئولة عن الاحتباس الحرارى واختبار فكرة «ائتمانات» التنوع البيولوجى وهى وحدات مالية محددة يتم تحديدها من خلال قياس الأضرار التى تحدثها المشاريع التنموية للكائنات الحية (التنوع البيولوجي) وحساب التكلفة المتوقعة لتعويض هذا الضرر فى منطقة أخرى (مثلا زراعة نظيفة متجددة تساهم فى استعادة الكائنات التى تم فقدها خلال تنفيذ المشروع التنموي) ويلتزم أصحاب المشروع التنموى بسداد تلك القيمة التعويضية.
رابط دائم: