«لا مفر من التعاون إذا أردنا مواجهة التحديات المناخية الراهنة» بهذه الكلمات بدأ د كتور أنجيلو ريكابونى، الرئيس المشارك لمؤسسة «بريما» والمعنية بتعزيز البحوث العلمية والابتكار بين دول البحر المتوسط لمواجهة التحديات المناخية
ويعمل ريكابونى وفريقه على التعامل مع التحديات التى تهدد قطاعات حيوية مثل الزراعة والغذاء والمياه والطاقة. وحسب تصريحات خاصة أدلى بها للأهرام على هامش مشاركته فى الفعاليات الجارية حاليا لمؤتمر Cop27 فى شرم الشيخ، فقد أوضح أنه تم إطلاق «بريما» عام 2012 وتبلغ ميزانيتها 500 مليون يورو، 50٪ من هذا التمويل بدعم من مفوضية الاتحاد الأوروبى، إضافة إلى مشاركة الدول الأعضاء.
أكد د كتور ريكابونى أن COP27 تمثل المشاركة الأولى لبريما بمؤتمرات المناخ وذلك فى إطار مبادرات دول المتوسط للتعاون المشترك مثل الاتحاد من أجل المتوسط وبرنامج MAP التابع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة والمعنى بالبيئة البحرية والسواحل.
ويوضح ريكابونى: «سنناقش خلال المؤتمر تراجع التنوع الحيوى ونقص مصادر الطاقة وتحديات الأمن الغذائى. وهى كلها من تبعات تغير المناخ».
العدالة المناخية
وحول قضايا العدالة المناخية وإتاحة الفرصة للدول النامية لتحقيق التنمية دون الإضرار بالبيئة، يوضح دكتور ريكابونى أن هذا الأمر من أساسيات العمل بمؤسسته، وذلك من خلال إشراك دول شمال وجنوب المتوسط فى إدارة برامج المشروعات. ويضيف قائلا:» حاليا أتشارك فى إدارة بريما مع دكتور محمد الشناوى، مستشار وزارة التعليم العالى للعلاقات الدولية بمصر. وذلك مثال على حرصنا الدائم أن يتوافر بكل مشروع تمثيل عادل لدول جنوب وشمال البحر المتوسط. وذلك يفترض أن يسهم فى نقل وتبادل الخبرات التكنولوجية وتعزيز البحوث والابتكار المشترك ونقل المعرفة».
تعاون علمى
ووفقا للأرقام، وحسب دكتور ريكابونى، فقد شهدت الأعوام الأربعة الأخيرة وعلى الرغم من تحديات «كوفيد19»، نجاحه هو وفريقه فى خلق بيئة تعاون علمى بين 600 مركز بحثى من دول المتوسط تعمل حاليا على 168 مشروعات بحثيا. والتحدى الراهن حاليا هو تحويل تلك المخرجات البحثية إلى منتجات وخدمات تتبناها الشركات والدول فى إطار برامج التخفيف والتكيف مع تبعات التغيرات المناخية.
الزراعة الدقيقة
ويضرب دكتور ريكابونى مثالا، فيقول: « هناك مفهوم جديد نسعى لنشره وهو الزراعة الدقيقة، الذى يعتمد على تعظيم الاستفادة من قطرات المياه، وكم العناصر الكيميائية المضافة للزرع اعتمادا على البيانات الضخمة التى يتم جمعها من أجهزة الاستشعار للحالة الجوية ورطوبة التربة. تلك التقنيات والبرامج أصبحت اليوم غير مكلفة وتساعد المزارعين فى إنتاج أفضل للمحاصيل والثمار بالكميات المثلى وبالقدر الأدنى من المياه والسماد».
أخطر مصادر التلوث
وحول الدعاوى المتداولة من بعض الجمعيات خلال COP27 بضرورة الحد من تناول اللحوم وتربية الماشية لما تسببه من زيادة انبعاثات غاز الميثان الملوث للبيئة واستبدالها بالأغذية النباتية، يوضح دكتور ريكابونى أن الدراسات أثبتت أن النظام الغذائى التابع لدول البحر المتوسط هو الأفضل لصحة الإنسان وإذا راجعت محتوى ذلك النظام ستجد أن استهلاك اللحوم محدود وليس كثيرا. ويضيف قائلا: «بشكل عام، فإن هناك اتفاقا دوليا على مصادر أخطر وأكثر تلويثا للبيئة مثل الاعتماد على الفحم والوقود الأحفورى الملوث للبيئة والذى يجب استبداله بمصادر متجددة لإنتاج الطاقة».
رابط دائم: