رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

قبل أيام من انطلاقه .. مازن الغرباوى رئيس مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى: عانينا أول ثلاث دورات..واليوم أصبح مهرجانا رئيسيا فى الوطن العربى

باسم صادق

  • بدو سيناء لهم فضل كبير فى نجاح المهرجان.. ونحلم بدعم اقتصاد أرض الفيروز بدءا من الدورة العاشرة



فى الدورة الأولى لمهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابى سنة 2016 خرجت لجنة التحكيم بتوصية تطالب بضرورة إتاحة إمكانات أغنى لخشبات المسارح التى تقدم عليها العروض؛ فالمسرحيات كانت تقدم فى قاعة مؤتمرات غير مجهزة مسرحيا.. كان الأمر آنذاك يبدو غامضا أو محبطا، أو مجرد حماس شبابى سيتحطم على صخرة الإمكانات، فكيف سيستمر مهرجان دولى للمسرح فى مدينة بلا مسرح! تساؤلات وإحباطات كثيرة راودتنا، ولكنها أبدا لم تُصب الشاب المثابر مؤسس ورئيس المهرجان المخرج مازن الغرباوى، بل آمن بحلمه وقاتل من أجل تحقيقه، اليوم ونحن نستعد لانطلاق الدورة السابعة من عمر المهرجان صار فى شرم الشيخ قصر ثقافة عملاق يحتوى العروض والفعاليات، وأصبحت «جمعية نادى المسرح المصرى للثقافة والفنون» هى الجهة المنظمة للحدث وبرئاسة شرفية لسيدة المسرح العربى سميحة أيوب، وتبلورت المعالم الثقافية والمسرحية فى تلك المدينة الغالية بالإضافة لوجهها السياحى، بفضل الإرادة السياسية ودعم وزارات الثقافة والشباب والسياحة، وإيمان اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، بذلك الحدث الضخم الذى يقوده الشباب.. فى السطور التالية يروى مازن الغرباوى قصة صعود المهرجان وتفاصيل أخرى كاشفة لطبيعة هذا الحدث الذى سيقام خلال الفترة من 25 إلى 30 نوفمبر الجارى.




فى البداية، كيف ولدت فكرة المهرجان؟

فى أغسطس 2013 حصلت على جائزة الدولة التشجيعية، وفى شهر سبتمبر شاركت مخرجا بعرض «شرف الله» فى المهرجان الدولى للمسرح بمدينة بيزانسو بفرنسا، وهى مدينة تبعد عن العاصمة 6 ساعات، والمهرجان يقيمه الشباب من الألف إلى الياء، مع عدد قليل من كبار أساتذتهم.. أعجبتنا فكرة وجود مهرجان مسرحى يخص الشباب وينظمه الشباب فى مدينة تبعد عن العاصمة.. عدنا وقتها متحمسين للفكرة، ودافعنا هو قوة جائزة أفضل عرض التى حصلنا عليها فى المهرجان الفرنسى، وبدأنا أنا والممثل الصديق محمد مهران فى كيفية إعداد «فورمات» لفكرة مشابهة وتفاصيل تنفيذها.

ولماذا اخترت مدينة شرم الشيخ تحديدا؟

عملى فى بعض المشاريع التنموية التى تخص المسرح فى إقليم القناة وسيناء والمنيا والصعيد، جعلنى ألمس احتياج تلك المناطق تحديدا إلى انتشار وتواجد ثقافى كرنفالى بشكل مستدام ومنتظم مع مراعاة ضرورة توفير الدعم اللوجستى للضيوف العرب والأجانب، ورأينا أن الأقرب والأكثر جاذبية للأجانب والعرب هى سيناء، وتحديدا شرم الشيخ، فلديها مطار دولى، وهى مزار سياحى، وشعرنا بأهمية تكوين وجه ثقافى للمدينة بجانب وجهها السياحى.. مجموعة من الأهداف التى تخص الشباب، الثقافة، السياحة ركزنا عملنا عليها، وهو ما تضافرت جهود الدولة بعد ذلك لتحقيقه، من خلال عمل كل مؤسسة على العنوان الذى يخص طبيعة عملها من تلك الأهداف.. وحتى اسم المهرجان اخترناه بناء على عوامل الجذب الخاصة بالشباب وبالمدينة وطبيعة الإبداع المقدَّمة.


مشهد من عرض ألف عيلة وعيلة


الدورات الأولى واجهت صعوبات كفيلة بهدم أى حلم.. كيف تعاملت معها؟

عانينا فعلا أول ثلاث دورات على كل المستويات، فإذا كانت هناك إنجازات تحققت اليوم على الأرض، فهى نتاج جهد وعمل مستمر من جهتنا وبفضل دعم المؤسسات الرسمية للدولة.. وضعنا خطة زمنية طويلة المدى قوامها عشر سنوات، استجابت لها الدولة بالفعل، بدءا من اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء واهتمامه مع وزيرى الثقافة السابقين حلمى النمنم ود. إيناس عبدالدايم، فسعوا جميعا لبناء قصر ثقافة شرم الشيخ، انطلاقا من إحساسهم بقيمة وجود المسرح فى تلك المدينة المهمة، وتاريخ المهرجان - رغم سنواته القليلة- إلا أنه يؤكد أن أحد أسباب تسريع وتيرة العمل فى الساحة الموجودة حاليا المعروفة باسم شارع الثقافة، لإعادة تأهيلها كان نتاج جهد وضغط وفعل المهرجان، مع اهتمام القيادة السياسية، لأنه كان من الممكن تجاهل الأمر برمته، ولكن اللواء خالد فودة أكد فى أكثر من لقاء إعلامى أن مهرجان شرم الشيخ استطاع أن يضيف وجها ثقافيا لشرم الشيخ إضافة لوجهها السياحى، وكل ما تم بعد ذلك من خطوات ثقافية فى المدينة، جاء بعد انطلاق مهرجان شرم الشيخ، وأعتقد ان انتظام دورات المهرجان مع اهتمام القيادة السياسية بتنفيذ الأمر المرتبط باسم مصر بهذا الحضور الطاغى على مستوى البنية التحتية والمحتوى الدرامى المقدم كان يستحق كل هذا الصبر.

تصر دائما على تقديم فعاليات مكثفة ومزدحمة، بعكس ما يقال إن المهرجان ترفيهى ما ردك؟

كل ضيوف المهرجان يلمسون حجم فعالياته وأهميتها وكثرتها، فقد زادت فعلا الفعاليات وتمت بلورة المحاور المختلفة، لأننى حريص على الحفر فى ذاكرة المسرح، وتأكيد الفعل، فكل ما يهمنى هو ما يحققه المهرجان لتطوير أكبر كم ممكن من الممارسين الشباب للفعل المسرحى، سواء فى التمثيل أو الإخراج أو التأليف أو البحث العلمى أو كل عناصر الإبداع المسرحى المشاركة فى المسابقات المختلفة، مع توفير فرصة التشبيك الدولى، بمعنى أننا مثلا من خلال المهرجان استضفنا فى الدورة الثالثة رئيس مهرجان سيبيو الرومانى وهو ثالث أكبر مهرجان مسرحى فى العالم، والتقط من مشاهداته فى فعاليات المهرجان عرض سلطنة عمان «لقمة عيش» للعرض فى مهرجان سيبيو، ثم قدم للمسرحى الكويتى يوسف الحشاش منحة دراسية فى أكاديمية سيبيو للفنون، وفى الدورة التالية اختار عرض دراما الشحاتين للعرض فى نفس المهرجان.. ما أقصده هو سعى المهرجان إلى تحقيق وتوفير مكتسبات كثيرة جدا لشباب المسرح فى ظل قلة البعثات وقلة الاطلاع على الحركات المسرحية العالمية.

بعد ست دورات للمهرجان، هل أصبح هناك دور أو تأثير فى أهل سيناء، باعتبارهم الجمهور الحقيقى للمسرح؟

بالطبع، ففى دورة جائحة كورونا مثلا عانينا نقص الجمهور ونقص المتطوعين، فبدأنا فى التعامل مع الأمر بالتوازى مع الفعل الفنى، فأعيننا كانت على تنمية العاملين فى المسرح من أهل سيناء، وعمل كوادر على مستوى العمل التطوعى أو الورش للعاملين أو جمهور المتابعين، كل هذا حتى يكون لدينا بعد عدد من السنوات أرقام فعلية على مستوى التأثير الاجتماعى والثقافى، وأيضا العربى والدولى، لذلك مثلا نسعى لاستقطاب شخصيات مسرحية عملاقة فى تخصصاتها كنا نسمع عنهم فى الكتب والأخبار فقط، مثل المخرج الأمريكى ريتشارد شيكنر، والمخرج الأمريكى سكوت تورست أحد أهم مدربى التمثيل فى العالم.


مشهد من عرض آل كرامازوف


لاحظت أنك تتواجد باستمرار مع لجان مشاهدة المسابقات المختلفة، وتناقشهم فى اختياراتهم وتمدهم بالمعلومات المتوفرة لديك عن كل عرض قد تكون شاهدته فى مهرجان ما، ولا تكتفى بإسناد المهمة لهم.. لماذا؟

أثق جدا فى اختيارات كافة لجان المشاهدة التى نشكلها بعد استشارة اللجنة العليا للمهرجان، ولكنى أمدهم باقتراحات لسببين، الأول هو إيمانى بأن ضمانات الجودة الفنية مسئولية لجان المشاهدة مع رئيس المهرجان، واختيار أى عمل من قبل اللجان معناه أنه جدير فعلا بالمنافسة، ولكن لدينا دائما فروق لوجستية بنفس الدرجة، بسبب متطلبات الفرق العالمية وإمكانيات استضافتها بسبب أجورها وخريطة عرضها دوليا وما إلى ذلك، لذلك فإن واجبى يحتم عليّ أن أضع كل هذه التفاصيل أمام اللجان لتوفير بدائل احتياطية على نفس درجة الجودة.

الأمر الثانى هو الحرص على توفير كل سبل التنوع أمام لجان المشاهدة حتى تكون «قماشة» الاختيار – إذا جاز التعبير - أوسع وأكبر، فهذا العام مثلا تقدم للمشاركة 350 عرضا من المجتمع المسرحى العربى والدولى، وهذا هو ما نسعى له، فليس من وظيفتى تسكين المهام دون متابعتها.

فى رأيك.. كيف انعكس ذلك على تصنيف المهرجان على خريطة المهرجانات الدولية؟

المهرجان اليوم أصبح سوقا رئيسيا لمهرجانات الوطن العربى وبعض دول أوروبا، لأننا نصر على استقطاب عروض مسرحية فى عرضها العالمى الأول حرصا على أن تكون لديك فى مصر ضربة البداية، وبالتالى يكون اهتمام المسرحيين ورؤساء المهرجانات بأخذ ما نقدمه، وهو مكسب حقيقى لمهرجان يحمل اسم مصر، لأننا أصبحنا بوصلة فاعلة للمسرحيين، نتيجة رفع أفق توقعاتهم داخل وخارج مصر.

أخيرا.. بماذا تحلم للمهرجان؟

أحلامى للمهرجان بلا حدود.. رسمنا كثيرا من الخطط والتصورات بعيدة المدى منذ البداية وسرنا عليها، وتحقيق الإنجازات فاق توقعاتى، بفضل مشاركة اللجان العليا والنقاد والجمهور ومؤسسات المجتمع المدنى فى شرم الشيخ وطلاب المدارس المتطوعين وبدو سيناء وكل الدوائر المرتبطة بالمهرجان، ومازلت أحلم طبقا للخطة الزمنية التى وضعناها أنه بعد الدورة العاشرة يستطيع المهرجان أن يسهم فى دعم الاقتصاد المصرى وسيناء تحديدا، على الأقل خلال فترة المهرجان، وأن يصبح خلال المرحلة الثانية من الخطة الزمنية (2025 ــ 2030) مثل مهرجان أفينيون وأكبر، بأن يكون هناك مسرح فى كل مكان، ونحن نعمل على هذا ونتوسع فيه، فقد وعدنا اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء ببناء مدينة متكاملة للثقافة والفنون فى شرم الشيخ تضم مجمعا لدور السينما والمسرح، ووعدنا بتوفير الأرض ونحن وعدنا بجذب المستثمرين لتنفيذها، وبناء هذا الصرح العملاق لتحقيق حلم دعم الاقتصاد واعتماد المهرجان على ذاته ماديا والمساهمة فى الارتقاء بصناعة المسرح.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق