رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«تطبيقات إلكترونية».. تهدد الأسرة

إبراهيم عمران
متابعة الأبناء صمام أمان ضد سلبيات التكنولوجيا

  • د. رابعة: حماية الأبناء مطلوبة
  • د. تميم: تنويع النصح يرسخ القيم

 

فى عصر التكنولوجيا الحديثة الحالى بما يشتمل عليه من تطبيقات إلكترونية مختلفة، أصـبحت الأسرة مُعرضة لمخاطر تؤثر فى تماسكها؛ وبناء شخصية صغارها، من جراء ما يُبث عبر تلك التطبيقات من مفاهيم وأفكار مغلوطة أحيانًا، والسؤال: كيف يتم تحصين الأبناء من السموم التى تبث عبر بعض تلك التطبيقات؟

الدكتورة أسماء عبد الحكيم راتب، مدرس الأدب والنقد بكلية البنات الإسلامية بأسيوط، تقول إن الإسلام أولى عناية فائقة لحماية الأسرة من التفكك باعتبارها العماد الأول فى بنية المجتمع المسلم, كما حرص أشد الحرص على استقرارها باعتبارها المنبع الذى يخرج للمجتمع أفرادا صالحين؛ لكن من أجل الحفاظ على هذا الاستقرار الأسرى حث الإسلام على الحفاظ على العلاقة الزوجية، كما حرص على حل مشكلاتها، فشرع لها من الأحكام والتشريعات ما يحافظ على تماسكها وترابطها.

وتستدرك: غير أن ما يمر به المجتمع اليوم من متغيرات كثيرة شملت جميع مناحى الحياة، خاصة فيما يتصل بالانفتاح على العالم من خلال شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعى، جعل نظام الأسرة المسلمة وبنيانها يعانى الارتباك فيما يتصل بتماسك أفرادها فى مواجهة تلك التحديات المتمثلة فى الثقافات الوافدة عليها، التى من شأنها تفكيك شملها؛ لذا كان لازمًا على الوالدين الاستمساك بتعاليم الدين، وتوجيهاته فى تربية أبنائهم؛ إذ هى صمام الأمان الذى يضمن عدم انحرافهم، لقوله صلى الله عليه وسلم:«كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته».

العلاقة.. والحوار

الدكتورة رابعة عبد الفتاح حسن، مدرس الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، ترى أن كثرة تعرض الأبناء، خاصة فى مرحلة الطفولة والمراهقة، للشبكة العنكبوتية «الإنترنت» تجعلهم مع مرور الوقت مدمنين لها، إذ لا تمارس عليهم سلطة، بل نجدهم على العكس يدخلون فى مواقع سهلة الممارسة، وهذا يجعلهم يهجرون الحياة الاجتماعية الطبيعية، ويقضون ساعات طويلة أمام تلك الشبكة، وهذا له تأثير سلبى عليهم، إذ يجعلهم يعيشون دائمًا فى عزلة، وعالم افتراضى.

وتشير إلى أن الحل ليس فى إبعاد أبنائنا عن تلك الوسائل التكنولوجية المعاصرة، بل ببناء علاقات إيجابية بين الوالدين والأبناء لإيجاد حوار فعال بينهم يؤدى إلى الاحترام المتبادل، وتعزيز الثقة لدى الأبناء، وتشجيعهم على التفكير السليم، والتعبير بشفافية ومصارحة، وتنمية علاقة الصداقة بين الطرفين التى لا تكون إلا من خلال هذا الحوار، وكذلك الحرص الدائم على الجلوس مع الأبناء، ومتابعتهم عند استعمالهم تلك التطبيقات التكنولوجية، لحمايتهم من سلبياتها.

الدكتورة جيهان ياسين، الواعظة بوزارة الأوقاف، ترى أن أساس بناء الأسرة القوية المتماسكة يتوقف على تنفيذ ما أمر الله تعالى به من مودة ورحمة، فما أحوجنا فى هذا الزمان لنموذج الأسرة المتماسكة، بعد ما زادت معدلات الطلاق، والتفكك الأسرى، من جراء ما يُبث من أفكار تهدم كيان الأسرة من خلال بعض وسائل التواصل الاجتماعى، لهذا يجب أن نعود إلى ذكر الله، الذى تستقيم به الأمور، وتطيب به الحياة، اهتداء بقوله تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِى فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا).

الدكتور أحمد تميم، من علماء الأزهر، يطالب بترسيخ القيم الحميدة فى التعامل الإنسانى مع النشء، من خلال تنويع وسائل النصح، سواء على مستوى الأسرة أو المجتمع.

يقول: «ما أجمل أسلوب الوعظ والتواصل بين لقمان الحكيم وابنه، إذ قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَاتُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)؛ لذا لا بد من حرص الآباء على الحديث لأبنائهم عن تجارب الآخرين الذين تعرضوا للأذى من جراء هذه التطبيقات التكنولوجية، ووعظهم بغية عدم السقوط فى أى تجارب مريرة بسببها.

مراقبة الله

الدكتور عادل المراغى، - من علماء الأزهر، يشدد على ضرورة أن يتربى الأبناء على مراقبة الله تعالى، فى كل قول وعمل، وأن نبث فى نفوسهم منذ نعومة أظفارهم أنه لا خوف ولا خشية إلا من الله الواحد الأحد، لأنه هو الذى يحاسبنا على أعمالنا، وذلك لإيجاد جيل يخشى الله تعالى، ويؤدى حقه، ويحب الصدق، ويكره الكذب، ويحترم الكبير، ويتخير ألفاظه بعناية، ويعطف على الصغير، ويعرف معنى الرفق والحنان، لقوله صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف حق كبيرنا» ؛ وكذلك يدرك معنى «الوطن»، وما يتحقق فيه حاليًا من إنجازات، يشوهها بين حين وآخر أناس فى الخارج، لا يخشون الله.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق