«نجم» فى السينما منذ اكتشافه حتى الآن
«فى بلاد توت عنخ آمون».. أول فيلم تناول حياة «الملك الصبى» أخرجه إيطالى وتم تصويره بمصر

«كيف كان سيصبح شكل وملامح القرن الماضى، دون اكتشاف الملك الذهبى توت عنخ آمون ومقبرته العظيمة، التى تم الكشف عنها فى عام 1922؟».. هكذا تساءل عدد من أساتذة التاريخ والمصريات على مستوى العالم، ومن بينهم الإنجليزية كريستينا ريجز.

..............................

توت عنخ آمون لم يجلس على عرش البلاد سوى فترة قصيرة، ولكنه تحول لشخصية ملهمة ليس فقط لعشاق التاريخ وعلماء الآثار، بل أيضاً لعدد من مخرجى السينما سواء المصرية أو العالمية، حيث تحول الأمر إلى هوس أصاب البعض الذين لم يتوقفوا عن طرح الأسئلة حول الملك الصغير، فتم تقديم العديد من الأفلام الوثائقية والروائية عنه، ولا تزال مقبرته وأسرارها وطريقة موته والطوابير التى تصطف لمشاهدة كنوزه، تشغل العديد من صناع السينما.

«فى بلاد توت عنخ آمون».. هو واحد من أوائل الأفلام التى تناولت حياة «الملك الصبى» ومقبرته التى لا تزال تبهر العالم. وكان المخرج الإيطالى فيكتور روسيتو، واحداً من الذين وقعوا فى عشق الملك الصغير وكنوز مقبرته لذلك تحمس لتقديم فيلم عنه، سنة 1923.

تدور أحداث الفيلم حول شخصية «اللورد كارنرفون» الأرستقراطى الإنجليزى الذى عُرف بتمويله رحلات البحث وبعثات استكشاف مقبرة توت عنخ آمون فى وادى الملوك.

الفيلم شارك فيه عدد من النجوم الأجانب ومنهم اريستيدى هاج أندريا وجون ماربيرت يولاندز ويريس.

وفى سبعينيات القرن الماضى، كانت هناك تجربة سينمائية أخرى بعنوان «توت عنخ آمون» لطاقم عمل وفريق أجنبى بمشاركة عدد من النجوم المصريين ومنهم أحمد عنان وعزت العلايلى وسيف عبدالرحمن وبمشاركة الممثلة الإنجليزية دومينيك ستيفنز.

لا تتوافر الكثير من المعلومات عن الفيلم، إلا من خلال حلقة نادرة من برنامج «سينما القاهرة» الذى كانت تقدمه المذيعة والفنانة ناهد جبر وعرضته قناة «ماسبيرو زمان»، حيث قامت بتسجيل بعض من كواليس تصوير الفيلم ولقاءات مع مخرجه والبطلة والنجم عزت العلايلى، وتعرفنا من خلال هذه اللقاءات على أحداث الفيلم التى تدور حول فتاة إنجليزية حفيدة لواحد من الفريق الذى كان يعمل مع «هوارد كارتر» مكتشف مقبرة توت عنخ آمون، وكانت عائلتها تؤمن بأن لعنة الفرعون الصغير قد أصابتهم، خصوصاً بعد أن تتعرض لثلاث مآس فى حياتها، ولكنها فتاة متحضرة وعصرية لا تصدق فى مثل هذه الأمور، ولكنها فى الوقت نفسه لا تستطيع أن تنكر أن هناك شيئاً خاطئاً يحدث، لأنها فى الخامس والعشرين من نوفمبر، وعلى مدار ثلاث سنوات على التوالى تقع لها المآسى.

وبحسب حوار مخرج الفيلم سكوت لناهد جبر، فإنه ركز على الشخصية المصرية ليس فقط فى وقت الحضارة المصرية القديمة ولكن فى العصر الحديث، حيث أكد المخرج أنه بات مغرماً بالشخصية المصرية والنماذج التى صادفها.

المخرج الكبير شادى عبدالسلام أخرج عام 1982، فيلم «كرسى توت عنخ آمون الذهبى»، واستطاع فى 43 دقيقة فقط هى زمن الفيلم، التأريخ لعصر الملك الشاب.

وبعد فترة طويلة ورحلة عمل وبحث استمرت لسنوات، قام الفنان التشكيلى والمخرج يوسف فرنسيس، بتقديم فيلمه الروائى «البحث عن توت عنخ آمون» فى عام 1997 من تأليفه وإخراجه، ومن بطولة حسين فهمى ومحمد منير وعمر الحريرى وحمدى غيث وجيهان نصر.

ويروى الفيلم قصة اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، التى تبدأ بالشاب النوبى «جاد» الذى جاء ليعيش فى الأقصر وتزوج هناك ورافق «هوارد كارتر «فى حفائره حتى يتم فى النهاية الكشف عن المقبرة. تبدأ الأحداث فى عام 1918 بقرية القرنه بالبر الغربى بالأقصر، عندما جاء النوبى جاد يجسده «محمد منير»، ليعمل معداوى على ضفتى نهر النيل، ولكنه يصل فاقداً للوعى وهناك تلتقيه طايعة «چيهان نصر» التى مات والداها فى حادث وهى صغيرة وتولى تربيتها كبير القرية «حمدى غيث»، وفى نفس القرية نتعرف أيضاً إلى الدكتور حسين «عمر الحريرى» الذى درس الطب فى أوروبا ولكنه لم يتحمل الحياة فى القاهرة وجاء للقرية ليعالج البسطاء، وفى البلدة يلتقى بكارتر «حسين فهمى» عالم الآثار الذى يسير وراء شغفه ويواصل البحث عن الفرعون الصغير، وبالطبع لم تكن رحلته سهلة حيث يقابل عددا من الرافضين لوجوده ونبشه عن الآثار، وانتهاك حرماتها كما يرددون، وبعد فترة وتنقلات لكارتر يبدأ سكان القرية فى تقبله ليس ذلك فقط بل تتصاعد الأحداث ليساعدوه وبعد اكتشاف تلك المقبرة المدهشة، يقوم بحراستها أهل البلدة ومنع أى يد عابثة أن تقترب منها.

الفيلم يعتبر رحلة كاملة ترصد وتكشف العديد من تفاصيل رحلة مكتشف المقبرة فى إطار درامى يعكس عمق ووعى الشخصية المصرية ما بين الماضى والحاضر وتتداخل عوالم شخصيات العمل، وحجم ذلك الاكتشاف الذى لا يزال واحداً من علامات القرن الماضى، وفى هذا الفيلم قدم منير عددا من أجمل أغانيه ومنها «النيل سؤال وما زال ما جاش عليه الرد»، و«ليلة واحدة».

وبعد التجربة التى قدمها المبدع الراحل يوسف فرنسيس فى السينما المصرية، لم نشهد تجارب مماثلة، ولكن توت عنخ آمون وأسرار مقبرته ظل شغفاً عند البعض نرى طيفه فى السينما العالمية، أو من خلال عدد من الأفلام الوثائقية المهمة ومنهاTutankhamun: The Truth Uncovered فيلم وثائقى 2014، يدور حول ما الذى قتل الملك توت عنخ آمون؟. وفى عام 2016 قدم مسلسل قصير مكون من أربع حلقات بعنوان، Tutankhamun» وتدور أحداثه حول عالم آثار شاب مفلس ومنبوذ، يدعى هوارد كارتر، وهوسه هو العثور على المقبرة الأسطورية للملك الصبى، توت عنخ آمون، فى وادى الملوك، تم تعيينه من قبل الأرستقراطى البريطانى، اللورد كارنارفون، للقيام بذلك.

وفى عام 2019 عرض الفيلم الوثائقى الفرنسى Toutankhamon, le trésor redécouvert « توت عنخ آمون.. إعادة اكتشاف الكنز» ومن آخر الأفلام الوثائقية التى قدمت عن الملك الصغير هذا العام فيلم عن معرضه الأخير الذى انطلق فى لوس أنجلوس عام 2019 والفيلم بعنوان Tutankhamun: The Last Exhibition، ويدور عن تاريخ اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922، والتحضير لمعرض توت عنخ آمون الذى انطلق فى لوس أنجلوس، وبعدها انطلق لدول مختلفة.