في ظل الاستقطاب السياسي الحاد الذى تشهده الولايات المتحدة مع قرب انطلاق «ماراثون» انتخابات التجديد النصفي للكونجرس المقرر الشهر المقبل، سلطت صحيفة «بوليتيكو» الأمريكية الضوء على غياب مرشحى الحزب الجمهوري، في العديد من الولايات المتأرجحة الرئيسية، عن المشاركة فى الدعاية الإعلامية والإعلانات السياسية على شاشات التليفزيون والتى تعد أفضل طريقة للوصول إلى الجماهير وتشكيل رأي الناخبين في البلاد.
وأوضحت «بوليتيكو»، وفقا لمراجعة الإنفاق في انتخابات الولايات، أن جزءًا من التحدي الذي يواجهه الحزب الجمهوري هو أن عملية جمع التبرعات قد تأخرت، سواء بالنسبة لهم أو لخصومهم الديمقراطيين ذوي الإنفاق المرتفع وذلك بالمقارنة مع الحملات السابقة في الماضي.
وعلقت «بوليتيكو»: «ببساطة البعض لا يمتلك الموارد اللازمة لإطلاق حملة تليفزيونية موسعة، أو جذب الكثير من الاستثمار الخارجي في سباقاتهم».
وأكدت أن التفاوت في الإنفاق على الإعلانات السياسية بات أكثر حدة، ولاسيما في بعض الولايات الأكثر انقسامًا مثل أريزونا وميشيجان وبنسلفانيا، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن الجمهوريين بعيدو ن تماما عن الشاشات.
ففي ولاية أريزونا، على الرغم من وجود فجوة كبيرة في الإنفاق، حيث أنفقت جمعية الحكام الجمهوريين بشكل كبيرعلى الإعلانات السياسية، فإنه لا يوجد فرق كبير بين المرشحة كاري ليك ومرشح الحاكم الديمقراطي كاتي هوبز في الاقتراع العام.ونقلت الصحيفة عن باريت مارسون، وهو ناشط جمهوري من أريزونا:
«إن الحملات الإعلانية السياسية تحتاج إلى المال وعندما كان الأمر كذلك، فلدينا سبب عدم ظهور كاري ليك على التليفزيون..بالفعل كان هناك ندرة في الإعلانات على الجانب الجمهوري في هذا السباق».
وأضاف أن الرسالة الوحيدة، التي يتلقاها مشاهدو التليفزيون حقًا عن كاري ليك هي مقابلاتها الإعلامية، والتي غالبًا ما تكون غير إيجابية.
والحقيقة أن ليك قللت من أهمية الإعلانات كحجر زاوية لحملة ناجحة فقد أخبرت «بوليتيكو»، في مقابلة أجرتها معها مؤخرًا، أنها لم تكن «مؤمنة بشدة» بالإعلانات التليفزيونية، وقررت مقاطعتها في نهاية الانتخابات التمهيدية المثيرة للجدل، حيث كان خصمها ينفق أموالا طائلة، ثم فازت هى فى النهاية.
وقالت ليك: «أعتقد أنني مرشح فريد من نوعه لأنني لم أكن بحاجة إلى تشغيل الكثير من الإعلانات لإعلام الناس من أنا، لأنهم يعرفون بالفعل من أكون».
وأكدت بوليتيكو أنه في بعض الولايات يتساوى الحزب الجمهوري تقريبًا مع الديمقراطيين في المرحلة النهائية، لا سيما في بعض الولايات الغربية، حيث يتفاءل الجمهوريون بشأن تحقيق مكاسب. وفي نيو مكسيكو، يعتبر الحزبان الجمهوري والديمقراطي على قدم المساواة تقريبا، حيث يتمتع الجمهوري مارك رونشيتي بقدر أكبر من التقدم على الحاكمة الديمقراطية ميشيل لوجان جريشام. حتى مع التفاوت في الإنفاق في بعض الولايات، مثل ميتشيجان أو بنسلفانيا، يتوقع الكثيرون أن تتقلص استطلاعات الرأي بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة، كما أكد الديمقراطيون عزمهم الاستمرار فى حملاتهم الإعلانية كعلامة على الثقة.
رابط دائم: