أحمد الحاج طيب، تونسي يبلغ من العمر 23 سنة، الأمين العام للشباب من أجل المناخ في تونس وسفير الشباب في حملة بريكفريفرومبلاستيك، يؤمن أحمد أنَه في غضون 30 عاما، سيصبح الشباب هم صناع القرار الجدد وستبدأ الأمور بالتغيُر.
-
متى بدأ اهتمامك بالمناخ؟ وما هى أحلامك في هذا المجال؟ وهل تحقق منها شىء؟
منذ صغري وأنا أعشق الطبيعة، في هذا الوقت لم أعِ شيئا عن المناخ أو تغير المناخ، كانت الطبيعة تسيطر على طفولتي وأحلامي، كان معظم أوقاتي أمام قناة ناشيونال جيوجرافيك وأفلامها الوثائقية، خاصة عن البيئة والحيوان والنبات، وكان لهذه المشاهدات أثر في اختياري تخصص البيئة فى المرحلة الجامعية، حيث التحقت بقسم حماية البيئة بالمعهد العالي لشئون البيئة بتونس، تخصص معالجة وتقنين الموارد، وبعد ذلك حصلت على ماجستير من ألمانيا عن معالجة المياه بطريقة مستدامة، وحاليا أتابع ماجستير في الهندسة البيئية فى تونس.
في الجامعة اكتشفت عالم المناخ، وكيف أن كوكبنا مهدد بسبب التغيرات المناخية، وأن تونس والمنطقة العربية هي الأكثر تأثرا بتأثيرات التغيرات المناخية، وفي عام 2019 انضممت إلى أول حركة شبابية مناخية فى تونس، تسمى حركة الشبيبة من أجل المناخ، وقمنا بأول تظاهرة مناخية أمام المسرح البلدي، وكانت وقتها قضايا المناخ ليست أولوية للشعب التونسي، حيث كانت هناك أمية مناخية وبيئية، وطالبنا كشباب من أجل المناخ بالعدالة المناخية والعدالة الاجتماعية، وكلاهما مرتبطان، فالعدالة المناخية تعنى أن كل شخص لديه الحق في أن يعيش في بيئة سليمة ونظيفة، وأن تكون حياته غير مهددة بالتغيرات المناخية، فدولنا ليست مسئولة عن آثار تلك التغيرات، المسئول والمتسبب فيها هو الدول الغنية منذ انطلاق الثورة الصناعية، إضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة وزيادة استهلاك الوقود الأحفوري، وتونس مهددة بشدة بسبب هذه التغيرات والجزر فيها تغرق، ومن حق الإنسان الذي يعيش على إحدى هذه الجزر أن يعيش في سلام مثله مثل الشخص الذي يعيش في أمريكا أو كندا أو أوروبا، وبرغم أن تظاهراتنا عالمية، فإن هدفنا أن يصل صوتنا إلى السياسيين والمسئولين الحكوميين .
وكان من مطالبنا هو التربية البيئية والمناخية، وقد قدمنا فيديو مع منظمة جرينبيس والفنانة هند صبري من أجل هذا المطلب، وقد حقق الفيديو مشاهدات بالملايين، وكانت نتيجة هذا الفيديو أن تم توقيع اتفاق مع وزارة التربية والتعليم بإدراج مادة التربية البيئية والمناخية فى المناهج المدرسية، والآن يتم العمل على إدراج هذه المناهج، وطالبنا كذلك بإصلاح المياه في تونس، إذ تعاني ندرة كبيرة في المياه وتصنف تونس ضمن 33 دولة فى العالم تعاني الإجهاد المائي، فهي مهددة بفقدان الموارد الصالحة للشرب، وكل هذه المطالب تدخل ضمن العدالة المناخية، حيث توجد مناطق في تونس لا يستطيع سكانها الوصول إلى المياه إلا بالسير لمسافات 10 و15 كيلومترا من أجل الحصول على مياه الشرب، ومن مطالبنا أننا أطلقنا نداء بإعلان حالة الطوارئ المناخية في تونس وقدمنا الرسالة إلى الرئيس قيس سعيد شخصيا، وهى تعنى أن تعترف الحكومة والدولة التونسية بأن التغيرات المناخية أكبر كارثة تهدد تونس وتهدد اقتصادها وجميع قطاعات الزراعة والمياه والتعليم والسياحة وصيد الأسماك، وعلى الدولة التونسية بعد الاعتراف أن تتخذ جميع الإجراءات لتجاوز هذه الأزمة المناخية والعمل على اتباع مناهج صديقة للبيئة والتخفيف من طبيعة آثار تلك التغيرات والتكيف معها.
-
هل أطلقتم مبادرات بعينها؟
نعم، أطلقنا العديد من المبادرات، منها مبادرة التعليم البيئى والمناخي من أجل محو الأمية المناخية، وكان لهذه المبادرة صدى وتفاعل كبير خاصة من الشباب التونسي، ففي السابق كان الكل يعاني آثار التغيرات المناخية ولا يوجد الوعي المطلوب لها، الآن بات الكثير يدرك ذلك خاصة الشباب الذي أصبح يدرك أن تونس تعاني معاناة شديدة من درجات حرارة مرتفعة وارتفاع مستويات البحر ونقص المياه، وحرائق الغابات زادت خلال السنوات العشر الماضية بشكل غير مسبوق خاصة عامي 2019 و2020.
-
هل تتعامل مع قضية التغيرات المناخية على أنها معركة؟
نعم هي معركة حياة أو موت، وهي مسئولية وأنا بالأساس مسئول عن نفسي في هذه المعركة ولا أملك أكثر من ذلك، نحن نحارب من أجل حياتنا ومن أجل بقائنا، فجميع شباب العالم يحارب هذه التغيرات لأنها أخطر كارثة بشرية، وهذا باعتراف جميع علماء العالم، فهي معركة لإنقاذ المستقبل، ومعركة لإنقاذ التنوع البيولوجي، والحافظ على الحيوان والنبات والأنظمة البيئية، لكننا نتناسى هذا كله.
-
كوب 27، كيف تنظر إليه؟ وما الذي تتمنى أن يتحقق بالفعل؟
تأخر انعقاد كوب 26 عاما كاملا جراء جائحة كورونا، وانتظرنا منه الكثير، لكنه لم يكن على مستوى الطموحات، ونأمل من هذه القمة التى تعقد في قارتنا الإفريقية ووطننا العربي أن تحقق ما نتمناه، منذ عام 2009 وقت قمة كوبنهاجن تم التعهد بمائة مليار دولار للتخفيف من أثر تلك التغيرات والتكيف معها، الآن باتفاق العلماء والخبراء نحن في حاجة عاجلة إلى 300 مليار دولار، وهو أيضا مبلغ لا يكفي إذ التكلفة الحقيقية لمعالجة تلك القضية بكل أبعادها في جميع دول العالم تصل إلى 6 بلايين دولار، وكوب 27 يُعقد في قارة هي الأكثر تأثرا والأقل تأثيرا خاصة شمال إفريقيا وهى تسمى المنطقة الحمراء وسوف تكون مؤثرة بشكل كبير جدا وسوف تؤدي إلى أخطار كارثية فى المنطقة العربية، ولأن كوب 27 بقيادة مصرية عربية إفريقية فأنا أتوقع أن تقوم مصر بعمل جبار، فهي تملك مفاوضين مناخيين على أعلى مستوى، والرئيس السيسي عندما يتكلم سوف يحفز زعماء وقادة العالم على اتخاذ قرارات وسياسات فورية من أجل وقف كارثة المناخ، ومن التحديات التى تواجه كوب 27 هو حل معضلة التمويل المناخي، وزيادة هذه القيمة، والتنفيذ الفوري والسريع لتعويض الخسائر والأضرار، وفتح صناديق التمويل المناخي وسوق الكربون وهو مشكلة كبيرة تواجه العديد من الدول في التسويق، ولديّ أمل كبير أن تخرج قمة المناخ باتفاقية ملزمة تسمى اتفاقية شرم الشيخ، ونحن نثق في القيادة المصرية ونثق أنها ستخرج بهذه الاتفاقية.
رابط دائم: