رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أمريكا وحلفاؤها..والفاتورة الباهظة!

شريف سمير
بوتين مع رؤساء الأقاليم المنضمة لروسيا

من العبارات الذكية التى خلَّدت الفيلم العالمى «الأب الروحى» فى الثمانينيات المبدأ الذى جاء على لسان «العراب» مارلون براندو حينما قال :»الثأر هو طبق، طعمه أفضل عندما يُقدَّم باردا» .. وقد يكون الرئيس الروسى فلاديمير بوتين قد قرر الانتقام من خصومه الذين ذبحوا الاتحاد السوفيتى بـ»سكين» الاقتصاد، ويستخدم نفس أداة الجريمة لاختراق أوروبا وتفكيك مصالح الولايات المتحدة (غريمه الأول)!.

وانسحبت «غيوم» الثأر الروسى على انتخابات التجديد النصفى فى الكونجرس الأمريكى المرتقبة فى نوفمبر المقبل، وأقرت شبكة “سى إن إن” الإخبارية الأمريكية فى أحدث تقاريرها بأن التداعيات العالمية لحرب أوكرانيا أجبرت المرشحين من الحزبين الديمقراطى والجمهورى على تعديل أوراق اللعبة السياسية لمراعاة القضية الجديدة التى تتلاحق أحداثها بسرعة جنونية. وأوضحت الشبكة أنه بقدر ما وحَّدت الحرب الناخبين وراء دعم المقاومة الأوكرانية، بقدر ما أبرزت أيضاً الانقسام الحزبى الحاد داخل كل فصيل سياسى، وانعكاسه على شكل وطبيعة تركيبة السلطة وصنع القرار. وتصيَّد المعسكر الجمهورى أخطاء الرئيس الأمريكى جو بايدن فيما يتعلق بأسعار الغاز وارتفاع معدلات التضخم إلى مستويات قياسية فى فترة ولايته، لتحاول قياداته السيطرة مجددا على مقاعد مجلسى الشيوخ والنواب، وقطعوا الطريق على الثعلب العجوز لإلصاق التهمة بالحرب الأوكرانية. وأكد الجمهوريون أن فواتير الغاز الباهظة بدأت تنهمر كالمطر على الميزانية الأمريكية قبل اندلاع العدوان الروسى بأكثر من ٤ أسابيع.ومن ناحيته، حشد المعسكر الجمهورى كوادره ورجاله لإدانة روسيا، ومطالبة البيت الأبيض بتبنى «إستراتيجية أكثر قوة وصرامة» ضد موسكو. واصطدم هذا الموقف بتقرير نشره موقع «برافدا» الإخبارى الروسى وأكد أن الدعم الأمريكى لأوكرانيا بدأ بالفعل العد التنازلى، متوقعا «فتور» عزيمة واشنطن قريبا عن مساندة كييف أمام الاجتياح الروسى لكل أراضيها ومناطقها الحيوية.وتحت عنوان «الساعة تدق: الولايات المتحدة سوف تنسى أوكرانيا قريباً جداً»، كشف التقرير الروسى المحبوك أنه سيكون من الصعب التعاون بين كييف ومجموعة الجمهوريين حال فوزهم فى انتخابات الكونجرس، وحصولهم على أغلبية فى كلا المجلسين، وأشار التقرير إلى تردد أعضاء جمهوريين بمجلس الشيوخ فى تخصيص ١٣٫٧ مليار دولار إضافية لاحتياجات كييف، قبل معرفة مصير ونفقات الحزم السابقة التى قدمتها إدارة بايدن على طبق من ذهب.

وعلى نفس المائدة، تجلس الجمهوريات السوفيتية السابقة لتقييم تجاربها فى العصيان والتمرد على موسكو، والتى انطلقت إرهاصاتها فى التسعينيات، وبلغت القمة فى عام ٢٠٢٠.وبعد نجاح بوتين فى استرداد بعض الأقاليم الأوكرانية وإعادة ضمها إلى السيادة الروسية، تتشبث كل من أرمينيا وأذربيجان بالمسافة المتساوية التى التزمت بها بين الطرفين. ووقعتا على اتفاق ٩ نوفمبر ٢٠٢٠، الذى استعادت باكو بموجبه ٣ مناطق سيطر عليها الانفصاليون الأرمن منذ التسعينيات. وهذه الصفقة الثمينة لا مجال للتفريط فيها تحت أى ضغط أو ابتزاز!. وبعد أن شهدت قيرغيزستان موجات من الاضطرابات السياسية والأمنية، لم تعد تقبل تدخلات أو أطماع روسية من روائح الماضى، فيما تراهن طاجيكستان الجبلية المتاخمة للصين وأفغانستان على الرئيس إمام على رحمان الذى اكتسح انتخابات الرئاسة منذ عامين، وظل قائدا للبلاد منذ ما يقرب من ٣ عقود، فارضاً قبضته وحامياً لشعبه من الحرب الأهلية المدمرة..وخلف درع «رحمان» تتوخى طاجيكستان الحذر واليقظة من «سيف» بوتين!.وعمَّقت الأزمة جراح المؤسسات الدولية وفى مقدمتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وفضحت عجزها عن اتخاذ أى قرار جماعى، فى مشهد انتصار موسكو على الدول الأعضاء بورقة الـ»فيتو» البريمو، ونجاحها فى تمرير»استفتاءات أوكرانيا»، وسط مقاومة بلا أنياب مصحوبة بسيول من الانتقادات والإدانات الدولية لقرار ضم الأقاليم الأربعة. إلا أن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلى نيبينزيا، اتهم الغرب بأنه هو من دفع موسكو إلى استخدام «الفيتو»على هذا النحو، موضحا أن أكثر من ١٠٠ مراقب دولى من ألمانيا وإيطاليا وفنزويلا ولاتفيا تولوا مراقبة الاستفتاءات وأقروا بأن نتائجها «مشروعة وحرة ونزيهة»..وركوع المجتمع الدولى أمام الإرادة الروسية يشجع «العراب» بوتين على تقديم المزيد من الأطباق الباردة على مائدة التنازلات الفاخرة!

رابط دائم: 
كلمات البحث:
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق