أعرب هانس جروندبرج المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن عن أسفه لعدم التوصل إلى اتفاق على تمديد الهدنة بعد انتهاء سريانها أمس، مؤكدا أن الهدنة الممتدة والموسعة من شأنها توفير فوائد هامة وإضافية للسكان اليمنيين الذين يحتاجون إلى إنهاء النزاع من خلال عملية سياسية شاملة وتسوية متفاوض عليها.
ودعا المبعوث الأممي في بيان الأطراف اليمنية إلى الحفاظ على الهدوء والامتناع عن أي شكل من أشكال الاستفزازات أو الأعمال التي قد تؤدي إلى تصعيد العنف. كما أعرب عن امتنانه لما وصفه بـ «الانخراط البناء» من كلا الجانبين على مستوى القيادة خلال الأسابيع الماضية، مثمنا موقف الحكومة اليمنية للتعاطي مع مقترحه بشكل إيجابي.
وأكد جروندبرج أنه سيستمر في العمل خلال الفترة المقبلة مع كلا الجانبين سعيا لإيجاد حلول، وسيواصل جهوده الحثيثة للانخراط مع الأطراف بغية التوصل على وجه السرعة إلى اتفاق بشأن كيفية المضي قدما.
وفى وقت سابق، كان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، قد أعرب عن قلقه بسبب عدم تمديد الهدنة فى اليمن، والتى انتهي موعدها، أمس، مؤكدا أن الوضع الإنسانى الخطير فى اليمن يمثل أولوية عاجلة، وأن إنهاء الهدنة سوف يعيد الأزمة خطوات للوراء.
ودعا الأمين العام الطرف الحوثى إلى إعلاء مصلحة اليمن والانخراط بإيجابية مع الجهود الرامية إلى تمديد الهدنة الإنسانية فى اليمن بهدف تخفيف حدة الواقع الصعب الذى يعيشه الشعب اليمني، وتمكينه من حقه الطبيعى فى الحياة فى أمان والتنقل بحرية فوق أرضه.
ورحب أبو الغيط بدعم الأطراف الإقليمية والدولية لتمديد الهدنة فى اليمن، كما رحب ببيان الحكومة اليمنية الشرعية بشأن تأكيد رغبتها في التعامل الإيجابى مع مقترح المبعوث الأممى إلى اليمن لتمديد الهدنة الإنسانية.
وشدد أبو الغيط على أهمية تعزيز الهدنة الإنسانية فى اليمن لفترة أطول وبما يشمل عددا أكبر من القضايا، مذكرا بأن الهدنة السابقة ورغم الخروقات الحوثية المتكررة، سمحت للشعب اليمنى بالتقاط أنفاسه، وساهمت فى انخفاض العنف، وسهلت على المجتمع الدولى تقديم المساعدات.
جاء ذلك فى الوقت الذى أكدت به الحكومة اليمنية موافقتها على المقترح المعدل الذى تقدمت به الأمم المتحدة لتمديد الهدنة، التى من المقرر أن ينتهى سريانها فى غضون الساعات القادمة.
وأوضحت، فى بيان رسمى لها، أنه على الرغم من تنصل الحوثيين عن الوفاء بالتزاماتهم فى رفع الحصار عن تعز ووقف نهب إيرادات موانئ الحديدة، التى يجب تسخيرها لدفع مرتبات الموظفين فى المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة وفق كشوفات ٢٠١٤، لاتزال الحكومة اليمنية حريصة على التعامل بمرونة والتعاون مع المبعوث الخاص لتجاوز العقبات التى تختلقها جماعة الحوثي.
وطالبت الحكومة اليمنية فى بيانها مجلس الأمن والمجتمع الدولى بالضغط على الحوثيين لوقف انتهاكاتهم اليومية والانخراط بإيجابية مع جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتنفيذ كافة بنود الهدنة، وفى المقدمة إيقاف استخدام الشعب اليمنى كرهينة وتوظيف معاناته كورقة ابتزاز.
واتهم البيان الحوثيين بتسخير موارد الدولة وإيرادات موانئ الحديدة للإثراء الشخصى لقيادات الجماعة وإطالة أمد الحرب، دون اكتراث بالأوضاع المعيشية المأساوية للمواطنين بمناطق سيطرتها، والذين تتاجر بمعاناتهم وتزايد بهم للضغط والابتزاز من أجل جنى مكاسب سياسية واقتصادية.
كما جدد البيان التأكيد على دعم الحكومة لجهود المبعوث الأممى لتحقيق السلام الشامل والعادل والمستدام المبنى على مرجعيات الحل السياسى المتفق عليها وهى المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطنى الشامل وقرارات مجلس الأمن وعلى رأسها القرار رقم ٢٢١٦.
رابط دائم: