بطاقة دعوة فاخرة ومعطرة بعطر ثمين ومكتوبة بأحرف ذهبية، وصلتنى إلى باب بيتى والدعوة من «كبار القوم».
الدعوة كانت لحضور عشاء خيرى لإحدى الجهات الخيرية، وصدقا لم أكن أنوى الذهاب بتاتا لانشغالى ولأنى أبتعد عن الأماكن المكتظة خوفا من الوباء الذى يلاحقنا، لكن ثلاثة أصدقاء أعزاء على قلبى سوف يحضرون وأنا مشتاق لرؤيتهم.
كان العشاء فى أحد الفنادق الفخمة، وحسب معلوماتى المتواضعة أن الحملات الخيرية تقام فى أماكن مفتوحة وبسيطة كحديقة عامة أو مدرسة وليس فى فندق خمس نجوم فى وسط المدينة !! و تم جلب كميات هائلة من الطعام، والمتعارف عليه أن يكون الطعام عبارة عن مأكولات خفيفة، ليس عدة ذبائح ومأكولات فرنسية والأغرب من كل هذا، أنه تم تجهيز سفرة كاملة من المأكولات الصينية!!
تقدم مطرب مشهور إلى المنصة رغم أننى لا أعرفه، وقام بالغناء لنصف ساعة تقريبا مع موسيقى صاخبة مزعجة للغاية وتمنيت لو أملك سدادة للأذن حتى لا أسمع شيئا،وبعد أن انتهى جلس لدقائق معدودات وبعدها توجه للمشرف على العشاء الخيري، ومن محاسن الصدف أننى كنت واقفا بالقرب من المطرب وسمعته بأذنى وهو يقول «أرسل لى أجرى بعد انتهاء الحفلة»، وهذه صدمة أخرى تلقيتها بهذه الحفلة فأعظم وأشهر رموز المجتمع تشارك بالأعمال الخيرية دون مقابل .
قررت الخروج من هذا الحفل بأسرع وقت، وودعت أصدقائى وأنا أتساءل هل هذا الحفل هو حفل خيرى أم مناسبة اجتماعية لشخصية فاحشة الثراء؟!
دكتور حسين على غالب ـ بريطانيا
رابط دائم: