رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«الأعاصير».. أسماء لها تاريخ

هدير الزهار

«كاترينا.. ساندى.. إيرما».. وغيرها من الأسماء التى أطلقت على الأعاصير، والتى شهد كل منها حينها تداولا واسعا عبر الصحف والقنوات الإخبارية مرفقة بالتفاصيل والخسائر والعواقب والمسارات الخاصة بها، كما كان يتم تداولها أيضا عبر وسائل التواصل الاجتماعى ممزوجة ببعض من روح الدعابة نظرا لأن أغلبها يحمل أسماء أنثوية.. ولكن هل سبق وتساءلت لماذا تتم تسمية الأعاصير؟، وما أهمية ذلك؟، وهل تقتصر على الأسماء النسائية فقط أم أن هناك أسماء ذكورية أيضا؟ .. يمكن معرفة الإجابة خلال السطور التالية:

يعتقد بعض الخبراء أن السبب الأساسى فى تسمية الأعاصير بأسماء بشرية، أنه قديما كان تتم تحديد الأعاصير على أساس خطوط الطول والعرض، مما قد ينتج عنه أخطاء فى بعض الأحيان بسبب تداخل الأرقام عند نقل المعلومات حولها، لذا يتم إعطاؤها أسماء قصيرة ومميزة وسهلة الكتابة والنطق، وهو ما يساهم فى تجنب الارتباك والأخطاء وتبسيط الاتصالات، خاصة عند حدوث عاصفتين مداريتين أو أكثر فى نفس الوقت. كما يجعلها لا تنسى عند تداول وتبادل المعلومات المفصلة عنها بين مئات المحطات المنتشرة على نطاق واسع والقواعد الساحلية والسفن فى البحر.

ففى الماضى، نتج عن عدم منح الأعاصير أسماء، حدوث اخطاء ونشر شائعات كاذبة من خلال الخلط بين تحذيرات العواصف، التى تبث من محطات الراديو، على أنها تحذيرات بشأن عاصفة مختلفة تماما تقع على بعد مئات الأميال. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يتحرك إعصار واحد ببطء باتجاه الغرب فى خليج المكسيك، بينما فى نفس الوقت بالضبط يمكن أن يتحرك إعصار آخر بسرعة باتجاه الشمال على طول ساحل المحيط الأطلسى.

ويتم إعطاء أسماء للعواصف الاستوائية بمجرد أن تبلغ سرعة الرياح 63 كيلو مترا فى الساعة، وتتطور العاصفة الاستوائية إلى إعصار عندما تصل سرعة الرياح إلى 119 كيلو مترا فى الساعة.

وفى عام 1950، تم إنشاء قوائم لأسماء العواصف والأعاصير بشكل رسمى من قبل المركز الوطنى الأمريكى للأعاصير، الذى تشرف عليه المنظمة العالمية للأرصاد الجوية. وفى ذلك الوقت، كانت تتم تسمية العواصف طبقا للحروف الأبجدية..واستمر الأمر هكذا حتى عام 1953، حين قررت اللجنة الدولية للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية استبدال نظام التسمية الأبجدية بإطلاق أسماء نسائية فقط على الأعاصير، ويعود السبب فى ذلك إلى أنهم كانوا يعتقدون أن الأعاصير التى تحمل أسماء النساء ليست قوية ولا تحمل قدرا كبيرا من الخطر ولن تخلف أضرارا كبيرة. بينما تشير تقارير أخرى إلى أنه تم اختيار إطلاق أسماء أنثوية تحديدا لأن الأعاصير تشبه النساء باعتبار أنه لا يمكن التنبؤ بتصرفاتها ولا بحالاتها المزاجية. وجاء هذا ليحاكى قصة قديمة تعود للنصف الأول من القرن العشرين حينما كان خبراء الأرصاد بالقوات البحرية والجوية الأمريكية فى الحرب العالمية الثانية، يطلقون على العواصف أسماء زوجاتهم وبناتهم، بينما كانوا يطلقون على العواصف الشديدة أسماء أكثر الأشخاص المكروهين لديهم.

وفى عام 1979، تمت مراجعة النظام مرة أخرى ليشمل أسماء كل من الإناث والذكور بالتناوب. فبالنسبة لأعاصير وعواصف المحيط الأطلسى والمحيط الهادئ، لا يوجد سوى ست قوائم تشمل أسماء ذكور وإناث، والتى يتم تدويرها كل ست سنوات. مما يعنى أنه فى موسم الأعاصير لعام 2022، يتم استخدام قائمة الأسماء التى تعود لعام 2016 مرة أخرى، لذلك قد نتفاجأ أن بعضها مألوف، كما سيتم استخدامها مرة أخرى فى عام 2028. لكن يحدث استثناء فى حالة العواصف المميتة، التى تكون خسائرها كبيرة وباهظة التكلفة، فيتم منحها أسماء حصرية لتمييزها مما يجعل استخدامها مستقبليا على أى عواصف مختلفة سيكون غير مناسب. وفى حالة حدوث أكثر من 21 من الأعاصير المدارية المسماة فى موسم واحد، يتم استخدام قائمة تكميلية بالأسماء. ويذكر أنه قديما كانت تتم تسمية العديد من الأعاصير فى جزر الهند الغربية على اسم «القديسين»، حيث ذكر إيفان راى تانيهيل - الملازم السابق فى الجيش الأمريكى والذى عمل فى مكتب الأرصاد الجوية خلال الحرب العالمية الأولى والخبير فى التنبؤ بمكتب الطقس -فى كتابه الشهير «الأعاصير: طبيعتها وتاريخها فى جزر الهند الغربية والسواحل الجنوبية للولايات المتحدة»، أمثلة لأسماء بعض القديسين الذين ارتبط اسمهم بأسماء بعض الأعاصير مثل «إعصار سانتا آنا»، الذى ضرب بورتوريكو بعنف فى يوليو 1825، وسان فيليبى (الأول) فى سبتمبر عام 1876 وسان فيليبى (الثاني) فى سبتمبر عام 1928.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق