تضع بصمات مضيئة

إنها إشارة بليغة تُميط اللثام عن قوة وقدسية العلاقة بين الأزواج تلك التى وصفها القرآن بأنها (مِيثَاقَ غَلِيظَ) لإضفاء الجلالة والمتانة عليها مما يدل على عِظم هذه العلاقة بحيث لا يصح الخوض فيها إلا بما يقوى من عزيمتها للتغلب على كل ما من شأنه تعثرها.. إلا أنه فى الآونة الأخيرة وجدنا برامج يتحدث فيها البعض بأقوال تُروج لأفكار شاردة عن عقيدتنا وقِيمنا بدعوى حقوق الإنسان قد تُسبب كارثة على بيوت مستقرة وعلاقات ناجحة بما ينجم عنها من تقليص معالم الوئام واتساع رقعة الصدام بين الزوجين وزيادة فى معدلات الطلاق، خاصة بين حديثى العهد بالزواج بعد أن أشاعوا مفاهيم مغايرة لما استقر فى وجداننا ومفاهيمنا عندما ينصحون الزوجات بعدم طاعة الزوج والتمرد عليه وعدم تلبية كل ما يطلبه، وصل الأمر إلى إبراز فكرة الاستقواء على الرجل وعدم الطاعة له فقد مضى ـ فى نظرهم ـ عهد القوامة التى أقرها الإسلام بل وتمادى البعض منهم إلى أنها غير مُلزمة حتى بإرضاع وليدها.. لذا أصبح الأمر خطيرا يحتاج إلى مراجعة المادة الإعلامية التى تبث هذه الأفكار وهذا العبث الذى بات يُحيق بنا ويتحكم فى حاضرنا ويدمر مستقبلنا، فرسالة الإعلام السامية متوقع منها ان  تتجه بنا نحو نوازع وتجليات تضع بصمات مضيئة لصيانة حياتنا وليس مِعولا لهدمها، وبالتالى يكون دوره كناصحٍ أمين يُسدى بتوجهات مُنبثقة من تعاليم ديننا وأعرافنا كالسراج المُدلى تُضىء الحياة بالاحترام المتبادل وحُسن العشرة والمودة والإخلاص.. وعلى الجانب الآخر فإنه على الزوجات ألا يلتفتن إلى هذه الأقوال ويضربن بها عرض الحائط فإنهن داخل العقل الباطن للرجال شريكات فى مواجهة كل التحديات والصعاب وتاج فى نظر من يرى نفسه ملكا وأيقونة لأنسنة الحياة حتى وإن أظهروا غير ذلك، ويكفيهن شرفا ما قاله رسولنا الكريم فى حقهن (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلى ما أكرم النساء إلا كريم ولا أهانهن إلى لئيم).
عبدالحى الحلاوى ــ قوص