«عيب اعمل معروف .. عيب مانتاش مكسوف».. هذه هى كلمات أشهر المونولوجات التى تغنت بها الفتاة الصعيدية ثريا حلمى، التى صاغها الشاعر محمود فهمى، الذى استطاعت كلماته أن تنافس أشهر مونولوجات إسماعيل ياسين «ماتستعجبش.. ماتستغربش»، وقد ربطت بينهما صداقة قوية جدا منذ عملهما سويا فى «كازينو بديعة مصابنى», حتى سرى اعتقاد بأنهما زوجان ينتميان إلى نفس المهنة.
وهو ما اتضح عدم صحته لاحقا، إذ أن إسماعيل ياسين اقترن لفترة قصيرة فى حياته من راقصة تدعى ثريا حلمى أيضا. وذلك قبل اقترانه من والدة نجله الوحيد، المخرج الراحل ياسين إسماعيل ياسين.
ولدت ثريا على محجوب، وهو اسمها الحقيقى، فى مثل هذا اليوم 26 سبتمبر من عام 1923. مسقط رأسها كان فى «مغاغة» بمحافظة المنيا من عام 1923. لكن لاحقا، اختار لها الصحفى مصطفى القشاش، اسم ثريا حلمى لتعرف به لاحقا فى المجال الفنى.
كانت الصغيرة ثريا تحب الغناء منذ كانت فى الثامنة من عمرها، بل وقبل هذه السن بقليل. فقد نشأت فى أسرة فنية، حيث كانت شقيقتها، المطربة ليلى محجوب. وعمل والدها وكيلا للفنانين، كما كان يمارس العزف. وكانت الصغيرة تتردد على المسرح، وسمح لها بصعود خشبته بين الفصول، لتقديم وصلات غنائية. ومن هنا كانت بداياتها فى عالم المونولوج, لتصبح أول سيدة تمارس هذا الفن الفريد وتنافس نجومه مثل إسماعيل ياسين وشكوكو.
رحلة طويلة كان من أهم مراحلها الأولى، عملها بفرقة «ببا عز الدين» وتلقيها راتباً بمقدار 18 جنيها عام 1939. وخلال هذه الرحلة، قدمت ثريا حلمى نحو 300 مونولوج، صاغ كلماتها عدد من كبار الشعراء مثل بيرم التونسى، وبديع خيرى، وأبو السعود الإبيارى، وغيرهم. واستمرت فى رحلة «المونولج» حتى عام 1966.
خاضت ثريا حلمى تجربة السينما من خلال تقديمها لأول أفلامها «حياة الظلام»، الذى عرض فى عام 1940، مع ميمى شكيب، ومحسن سرحان، وفردوس محمد. وكان العمل من إخراج وتأليف أحمد بدرخان. لتتوالى بعد ذلك أعمالها السينمائية، وكونت مع الفنان إسماعيل ياسين ثنائيا فنيا عظيما، ليشتركا فى العديد من البطولات، أبرزها «إسماعيل ياسين فى بيت الأشباح» عام 1951، من إخراج وتأليف فطين عبد الوهاب، و«حلال عليك» عام 1952، من إخراج عيسى كرامة، وتأليف جمال حمدى. وذلك فضلا عن أدوارها المسرحية المميزة كما فى «لوكاندة الفردوس» 1964، وحتى «مع خالص تحياتى» 1980.
وبخلاف «سيدة المونولوج»، نالت ثريا حلمى لقب أول «مسحراتية»، فى تاريخ الفن المصرى، حيث أمسكت طبلتها وعصاها لكى توقظ النائمين استعدادا للـ«سحور»، وذلك فى مونولوج فنى وغنائى جميل.
وكانت «فرقة ببا عز الدين» التى عملت بها ثريا حلمى، بداية تعارفها بزوجها أنطوان عيسى، ابن شقيقة بديعة مصابنى وزوج ببا عز الدين، التى كانت قد غادرت مصر وقتها هربا من الضرائب. اعتنق عيسى الإسلام بعد وفاة قرينته الثانية ببا عز الدين، لتصبح ثريا حلمى قرينته الثالثة.. وكانت تحية كاريوكا أولى زوجاته.
وفى التاسع من أغسطس عام 1994، توفيت ثريا حلمى لتترك وراءها إرثا فنيا مميزا فى عالم المونولوج وأشكال الدراما الكوميدية المختلفة.
رابط دائم: