أيام قليلة ويبدأ العام الدراسى الجديد، وتواجه أغلب الأمهات مشكلة متكررة وهى عدم رغبة الابناء فى العودة إلى مقاعد الدراسة والمذاكرة والاستيقاظ المبكر والرغبة فى الاستمرار فى الإجازة أطول وقت ممكن، ولا تقتصر مهمة أولياء الأمور على شراء مستلزمات المدرسة والحقيبة الدراسية ولكن أيضا على تقديم الدعم النفسى والتشجيع والتحفيز والحديث بصورة ايجابية ومشوقة عن المدرسة وتذكيره بالانشطة المبهجة التى سيقوم بها واصدقاؤه الذين سيقابلهم مرة اخرى والرحلات المدرسية.
وتقول مروة عسل اخصائى التربية إن التربية الايجابية وتعديل السلوك ومشاركة الطفل فى اختيار ادواته وملابسه وحقيبته وغيرها وتحويلها إلى نشاط محبب إلى نفسه، واحيانا ما توجه الامهات مشكلة كره الطفل للمدرسة وهنا فلابد من معرفة السبب واتباع اسلوب الترغيب عن طريق مقابلة زملائه فى نفس الصف ليعتاد على الفكرة ونقربها إلى نفسه ويمكن للأم أيضا أن تشارك الابن فى مشاهدة ڤيديوهات تعليمية شيقة أو برامج تطوير اللغة أو حل كتب الألغاز التى تنشط المخ وتذكيره بأجواء المدرسة بشكل لطيف، وعند بداية السنة الدراسية يجب تقسيم الوقت بين المذاكرة والرياضة والهواية والخروج مع الأصحاب،
وفكرة تنظيم الوقت يجب ألا ترتبط بوقت الدراسة فقط، فخلال الإجازة يجب أن يكون هناك مواعيد للنوم وممارسة الرياضة والهواية، بالإضافة لبعض المهام مثل المساعدة فى البيت أو تعلم مهارة جديدة، كما أن التعرض للاكترونيات يكون بحساب حتى لا تكون النقلة من الإجازة للمدرسة كارثية، وما يصعب عودة الطفل للمدرسة وتقبله للفكرة بسلاسة هو أن أغلب الأمهات يتركن الطفل بلا نظام خلال الإجازة وهو ما يزيد المهمة صعوبة والحقيقة أن كل ذلك لايفعله الطفل بمفرده دون أن يكون الأهل قدوة، فلو كان الاب والام لديهم مهارة تنظيم الوقت ما بين عملهم وبين الرياضة والهواية، فسيتعلم الطفل كل ذلك تقائيا وعلى الأم أيضا الاهتمام بموعد نوم أطفالها والا تنغمس هى نفسها فى عالم السوشيال ميديا كى يقلدها الطفل فهو بطبعه يحب أن يتصرف مثل الكبار واذا ما كانت تتبع عادات صحية فسينتقل ذلك كله للطفل.
وتوجه سارة حسين استشارى التنمية البشرية نصيحة للوالدين وهى أنه يجب الصبر على الصغار حتى نعودهم على عادات المدرسة، ويفضل ذلك قبل الدراسة بفترة كافية فنتحدث معهم عن ضرورة الاستعداد وضبط مواعيد النوم ومراجعة ما تمت دراسته السنة الماضية، ثم تدوين المقترحات وتبدأ الأم فى تبكير موعد استيقاظ الطفل بالتدريج مع وضع روتين لليوم وروتين للمذاكرة ومراجعة دروس العام الماضى وتساعده على حل الدروس.
ومن الممكن دعوة أصدقاء المدرسة فى البيت أو النادى أو أى مكان عام للعب وقضاء الوقت ويبدأ تدريجيا بالتعود على روتين المدرسة، كما أنه من الممكن أيضا للأم أن تتحدث مع ابنها عن مستقبله وبالتإلى يضع أمامه هدف بحيث يكون ذهابه للمدرسة لتحقيق هدفه، فإذا أراد أن يصبح مهندسا فيجب عليه دراسة الحساب، واذا اراد أن يصبح كاتبا فعليه دراسة اللغة العربية .
ومن العادات السليمة أيضا هى تنظيم الوقت والكتب والمكتب ومكان المذاكرة والأدوات، ثم وضع جدول للمذاكرة ويبدأ بحل الواجب ثم الذهاب إلى التمارين، وتخصيص وقت اللعب ومشاهدة الكارتون ويكون كل ذلك بجدول محدد وباتفاق مسبق حتى يتعود على الروتين والنظام
وتكون المشكلة غالبا فى الاسابيع الأولى من الدراسة، حيث يعانى الطفل صعوبة الاستيقاظ المبكر ورفضه الذهاب للمدرسة لأنه لم يحصل على قسط وافر من النوم وعلى الأم كما تقول نهى إيهاب أخصائى طب النوم أن تبدأ بتدريج ساعات النوم والاستيقاظ لإبنها حتى لا يحدث له ضغط نفسى ويصبح لديه ارتباط شرطى مابين المشاعر السلبية والدراسة والمدرسة.
وهناك حل آخر عنيف وهى أن يستيقظ الأبن مرة واحدة مبكرا ولا اتركه ينام ظهرا حتى يضطر للنوم مبكرا من التعب والإرهاق.
ولكن هذا الحل يدفع الجسم لزيادة افراز هرمونات التوتر وزيادة افراز الكورتيزون والإدرينالين، وبالتإلى لا يستطيع المخ افراز هرمون النوم (الميلاتونين) فى نفس الوقت، وبالتإلى يؤثر على جودة النوم، الحل هو التدريج وعدم القسوة والمواظبة حتى نصل لما نريد بشكل سلس ولا يؤثر على نفسية الطفل. وليكتسب الطفل عادات النوم الإيجابية تنصح اخصائى طب النوم بإبعاد الشاشات عن الطفل قبل النوم بساعة على الأقل، لأن العصب البصرى للعين يرسل اشارة للمخ بالإستيقاظ عند رؤية الضوء الأزرق فى السماء وهو ماترسله الشاشات أيضا، لأنها فترة الاستيقاظ ويظل النوم فى المرحلة الأولى والثانية فقط، ونستيقظ متعبين ولا يفرز الجسم هرمون الميلاتونين. والافضل هو ترك الموبايل قبل النوم بساعة مثلا ولعب كوتشينة أو التلوين .ويفضل تناول مشروب دافئ مثل اليانسون والكاموميل .ونبعد الأطفال عن تناول السكريات ليلا،والأفضل تناول موزة لأن بها سكر طبيعى وغنية بالماغنسيوم، وهناك نصيحة أخيرة وهى أخذ القيلولة ولكن يجب أن تكون قبل الساعة الرابعة مساء، لفترة من 10 إلى 20 دقيقة فقط، ثم العودة للمذاكرة ثم الذهاب إلى التمرين واللعب .
رابط دائم: