رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

تمتاز بالذكاء الحاد وحب اللعب
القطط الفرعونية.. تستقبل السياح فى «جزيرة فيلة»

أسوان ــ ياسر أبوالنيل
«ماو» فى انتظار زائرى معبد فيله

جزيرة «فيلة»، هى جزيرة الأساطير والحب المحتضنة لأحد أشهر معابد النوبة، والتى تم انقاذها بتضافر الجهود الدولية، من الغرق تحت مياه نهر النيل إثر تشييد «السد العالى» فى الستينيات. فكان إنقاذ الجزيرة والمعبد، وكذلك السماح لأحد أندر سلالات القطط بالاستمرار والبقاء فى بيئتها الأصلية. ففيلة مازالت موطنا لسلالة القطط الفرعونية «ماو»، التى باتت فى مقدمة مستقبلى زوار الجزيرة ومعبدها، سواء من الأجانب القادمين من أجل زيارة لا تنسى، أو المصريين العاملين بمجال الآثار.

يوضح الآثرى شاذلى على، المشرف على معبد «فيلة»، والمخصص لعبادة الإلهة إيزيس، صاحبة أسطورة الحب الشهيرة وربة الأمومة والسحر والخصوبة، وفقا للمعتقد المصرى القديم، أن القطط التى مازالت تتنقل بأمان بين جنبات المعبد وأنحاء الجزيرة تنحدر من سلالة «الماو» التى تم استئناسها من قبل المصريين القدماء. وتختلف الروايات حول بدء عملية الاستئناس تلك، إذا يعتقد أنها تمت فى عصر ما قبل الاسرات، فيما ترجح رواية أن عملية الاستئناس جرت فى عهد الدولة الوسطى، أى حوالى عام 2000 قبل الميلاد، وهو الرأى الأرجح.

ويكمل شاذلى، المشرف أيضا على آثار أسوان، أن أقدم ظهور للقطط فى مصر القديمة، يرجع فى الأغلب إلى حوالى عام 6000 قبل الميلاد، فقد عثر فى منطقة « النازلة المستجدة» بأسيوط على مقبرة لرجل ومعه قط. ويرجح أنها كانت غير مستأنسة. لكن يعتقد أن القط كانت تشكل أهمية بالنسبة لطقوس المرور إلى العالم الآخر، وفقا للمعتقد المصرى القديم.

ويلتقط الأثرى أحمد صالح، مدير آثار أسوان سابقا، طرف الخيط، موضحا أن القط حاز مكانة خاصة لدى المصرى القديم، بلغت حد التقديس. وورد عن المؤرخ « هيروديت» كيف كان المصريون القدماء يعبدون «القط»، الذى عرف فى بعض المراحل باسم المعبود «باستت»، وكيف كانوا يقيمون له عيدا سنويا فى منطقة «تل بسطة»، الواقعة بمحافظة الزقازيق حاليا. ويؤكد صالح مسألة أن المصرى القديم كان يحرص على مصاحبة القط فى رحلته إلى العالم الآخر.

وعكست جداريات ومقتنيات المقابر فى عصر الدولة الحديثة، ذلك المعتقد الراسخ بمحورية دور «القط». فأغلب المناظر التى تضمها تلك المقابر، تظهر القط مربوطا أسفل مقعد المتوفى، أو أثناء تناوله للسمك. وبعض المقابر ضت «تابوتا» مخصوصا لقط المتوفى.

وفى عهد الملك بطليموس الثانى عشر، والد كليوباترا وبطليموس الثالث عشر، يروى أن رومانيا اتهم بقتل قط، ليتم إعدامه برغم تدخل الملك. ووفقا للمؤرخين الإغريق، فقد كان المصرى القديم يدخل فى حالة حزن وحداد إذا ما مات قطه، فكان صاحب القط الفقيد يحلق شعر رأسه.

الدكتور عبد المعز عبد الحميد، مدير عام الطب البيطرى بأسوان سابقا، يوضح أن قط الـ «ماو» من السلالة المصرية الفرعونية يتميز عن غيره من السلالات بأذنين كبيرتين، وطول الأرجل الخلفية بالمقارنة مع الأرجل الأمامية، بما يمكنه من القفز والعدو السريعين. ويكمل عبد الحميد ، شارحا كيف يتنوع لونه ما بين الفضى، والبرونزى، والأسود. ويضيف أن متوسط مدة الحمل عند القطط فى الإهمال، تكون 60 يوما، ولكنها ترتفع إلى 70 يوما عند الـ«ماو». ويتميز بالذكاء الحاد، وحب اللعب.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق