-
السكان: سعادتنا لا توصف بانتقالنا من التهميش إلى حياة كريمة
-
م. خالد صديق: ٤٠ مليار جنيه تكلفة المناطق غير الآمنة
-
إيهاب الحنفى: ١٫٥ مليار جنيه لإنشاء 2268 وحدة سكنية بالمنطقة
-
رئيس جهاز الخيالة: تم تسكين 15 عمارة بإجمالى 1320 أسرة
محمد عيد
أرض الخيالة هى واحدة من المشروعات القومية للدولة لتطوير المناطق غير الآمنة، ويعتبر أحدث مشروع أنهاه صندوق التنمية الحضرية وتم تسكين سكان ٣ مناطق مستهدفة خلف سور مجرى العيون، لم يكن يتخيل سكان هذه المناطق يوما هذه النقلة الحضارية لينعموا بحياة كريمة كبديل لسنوات طويلة عاشوها مهمشين، وزادت سعادتهم بسبب موقع منطقة الخيالة ليس فقط لأنها بجوار نادى الفروسية وبحيرة عين الصيرة التى ستكون مركزا
سياحيا مهما وكذلك بالقرب من متحف الحضارات، بل لأن موقعها لم يبعد كثيرا عن موطنهم الأصلى فهى تبعد عدة كيلو مترات عن سور مجرى العيون وهذا ما أكده سكان المناطق الثلاث المستهدفة وهم سكان منطقة الجيارة حسن الأنور، وسكان عزبة السكر والليمون، وسكان حوش الغجر، بما لم يضر بمصالحهم وأعمالهم، «تحقيقات الأهرام» ذهبت فى جولة لأرض الخيالة والتقت بعض السكان الذين بدت عليهم الفرحة والسعادة الغامرة.
نموذج من أحد المساكن بعد تطويره
وقبل عرض جولتنا تحدثنا مع المهندس خالد صديق رئيس مجلس إدارة «صندوق التنمية الحضرية» رئاسة مجلس الوزراء، وهو المسمى الجديد بعد أن كان الصندوق يحمل اسم صندوق تطوير المناطق غير الآمنة، لسؤاله عن سبب تغيير المسمى بعد أن وافق السيد رئيس مجلس الوزراء على التغيير فقال صديق: نظرا للمهام الكبيرة التى أسندت للصندوق بعد النجاح الكبير الذى حققه فى القضاء على المناطق غير الآمنة سواء فى المناطق غير الآمنة والتى كانت تمثل 1% من العمران وبلغت تكلفتها 40 مليار جنيه، ونحن الآن على وشك الانتهاء من تطوير هذه المناطق، ومثال لذلك مشروع ماسبيرو وأرض 18 الحربى، وكانت أرض الخيالة أحدث هذه المشروعات، وأوضح أنه بالتوازى لتطوير المناطق غير الآمنة عمل الصندوق على تطوير المناطق غير المخططة التى تمثل 37% من العمران وسيتم الانتهاء منها كما هو مخطط له ضمن رؤية ٢٠٣٠.
واستكمالا للتطوير لدى صندوق التنمية الحضرية هناك رؤية مستقبلية لتطويرالعواصم والمحافظات والمدن الكبرى، وكذا تطوير القاهرة التاريخية والمسماة بمناطق التطوير العمرانى والتى ستتم على عدة مراحل.
وعن مشروع أرض الخيالة يقول إيهاب الحنفى منسق عام صندوق التنمية الحضرية والمتحدث الإعلامى: أرض الخيالة هو أحد المشروعات التى قام صندوق التنمية الحضرية بتنفيذها بتكلفة 1٫5 مليار جنيه تقريبا، على مساحة 40 فدانا بواقع 42 عمارة تتكون كل عمارة من أرضى و9 أدوار متكرر، وكل عمارة بها 2 مصعد بالإضافة إلى 294 محلا تجاريا وإداريا، واستطرد أن عدد وحدات أرض الخيالة 2268، ومساحة الوحدة 63 مترا، بالإضافة إلى منطقة خدمات ضخمة يتميز بها المكان بها مبنى للبريد ونقطة شرطية ونقطة إطفاء ونقطة إسعاف وحديقة عامة ومدرستان ومسجد وكنيسة، وقد تم تشطيب هذه الخدمات على أعلى مستوى، لتخدم هذه المنطقة ليس فقط سكان الخيالة بل أيضا المناطق المجاورة بعد امتداد التطوير العمرانى لها.
نقلة حضارية
الآن نبدأ جولتنا فى أرض الخيالة وكان رجال الأمن على بوابتها، فهم المسئولون عن تنظيم الدخول إلى المكان، مررنا بشوارع واسعة تفصل بين العمارات ذات الألوان المختلفة فى واجهاتها، وخلال مرورنا السريع لنصل إلى جهاز الخيالة كان يجلس فى البرجولات المخصصة للجلوس بين كل مجموعة من العمائر سكان المكان مستمتعين بالشمس والهواء النقى والشوارع النظيفة. وصلنا إلى الجهاز حيث كان فى استقبالنا محمد عيد رئيس الجهاز، وعبداللطيف محمود مصيلحى مدير الجهاز، والذى تحدث عن مشروع الخيالة قائلا: فى مارس الماضى تم تسليم المستحق وحدات كاملة التشطيب، كاملة الفرش تتكون كل وحدة من غرفتى نوم وسفرة وأنتريه ومطبخ وجميع الأجهزة الكهربائية من غسالة وثلاجة وبوتجاز وتليفزيون بالريسيفر وسخان غاز، ولفت أن هذه الأجهزة والموبيليا مقدمة من وزارة التضامن الاجتماعى ويتم الرجوع إليها فى حالة حدوث أى مشكلات فى التصنيع سواء للموبيليا أو الأجهزة.
وأشار مصيلحى إلى أننا نعمل على قدم وساق للانتهاء من جميع الخدمات لسرعة تنفيذ توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى توفير الخدمات لسكان الخيالة، فقد تم عمل مزاين د لبيع محال تجارية وقد تم بيع المرحلة الأولى كاملة بواقع 28 محلا تجاريا، رغم أن سعر المتر قدر بـ ٧٥ ألف جنيه لتميز الموقع، وفى المرحلة الثانية تم بيع 15 محلا لتوفير الخدمات الحيوية الأسياسية من صيدليات وكافيتريات ومطاعم أكلات شعبية وغيرها، أيضا هناك 162 من وحدة إدارية من عيادات ومكاتب محامين وغيرها، هذا إلى جانب توفير نقطة شرطة على أحدث طراز تابعة لقسم البساتين، مكتب بريد على أحدث تكنولوجيا، أيضا وحدة إسعاف متطورة قوامها 7 سيارات ووحدة إطفاء قوامها 6 سيارات، ومركزطبى متكامل مع توفير وحدة طب الأسرة، بالإضافة إلى المعامل ووحدة الطوارئ، أما عن دور العبادة فقول مدير جهاز الخيالة: يوجد داخل الخيالة كنيسة على وشك الافتتاح فور الانتهاء من النقوش الداخلية بها، ومسجد كبير تم افتتاحه من شهرين يسع 1000 مصلى، بالإضافة إلى مدرستين واحدة حكومية للتعليم الأساسى والأخرى تجريبية إلى المرحلة الثانوية.
والتقط طرف الحديث محمد عيد رئيس جهاز الخيالة، الذى لم يخل مكتبه طوال الوقت ليس فقط بحكم أنه رئيس الجهاز بل كونه واحدا من السكان تربطه بهم قرابة وجيرة والذى قال: تم تسكين 15 عمارة بإجمالى 1320 أسرة أعرفهم جميعهم جيدا تم نقلهم من خلف سور مجرى العيون من 3 مناطق، وهم منطقة الجيارة وعزبة السكروالليمون، وحوش الغجر، وبعد التسكين الكامل لسكان هذه المناطق المستهدفة سيتبقى 1000 وحدة، ويوضح عيد أن الميزة هنا لسكان أرض الخيالة أنهم جيران منذ سنوات طويلة وذات تركيبة سكانية واحدة ويعرفون بعضهم جيدا ويستجيبون لأى تعليمات وملاحظات حتى فيما بينهم، للحفاظ على المكتسبات الجديدة لهم، وتم تعديل سلوكيات بعضهم بالتوعية، فمثلا كان الأطفال يلعبون فى المصاعد فى بداية انتقالهم للسكن مما يسبب أعطالا متكررة وبعد التنبيه والتوعية وبث روح الإنتماء للمكان والحث على المحافظة على الأشياء لأنها فى النهاية ممتلكاتهم، استجاب الكثير وذلك بمعاونة بعض السكان الفاعلين، ومن هنا تم تأسيس مجلس أمناء للمدينة.
حل فورى
وبعد أن ازدحم الجهاز مرة أخرى بالسكان عاد الحديث مرة أخرى مع عبداللطيف مصيلحى مدير الجهاز، والذى أكد أن هذا الازدحام بسبب التقديم على الغازالطبيعى الذى تم إدخاله بنسبة ٩٥% لأرض الخيالة، وبعد الانتهاء من الإدخال لباقى الوحدات ستبدأ مرحلة التشغيل على الفور، كذلك كل من له شكوى يأتى إلى الجهاز لحلها فمن الوارد حدوث مشكلات فى العفش أو الأجهزة ونقوم بإخطار وزارة التضامن والتى بدورها تبلغ الشركات المصنعة وبعض الشركات تقوم بتوفير فنيين دائمين داخل المكان لحل المشكلات العاجلة، ولو كانت هناك عيوب فى التصنيع تكون الشركة المصنعة مسئولة عن تصليح الأخطاء فى المنتج وإعادته مرة أخرى.
أما عن الضوابط للمحافظة على المكان قال مصيلحى: هناك بالطبع ضوابط فى العقود المبرمة بين المستحق والدولة ضمنها الحفاظ على الناحية الجمالية للمكان، فضلا عن الحفاظ على الطابع المعمارى والمداخل والمصاعد ومواسير المياه وكذلك الموبيليا والأجهزة الكهربائية إذا تعرضت للتلف بسبب سوء الاستخدام يتحمل الساكن صيانتها وكذلك يتحمل الصيانة الداخلية للشقق من سباكة وخلافه، أما أى صيانة خارجية فتتحملها الدولة، فضلا عن المبلغ البسيط الذى يتحمله الساكن شهريا للصيانة والمقدر بـ350 جنيها، إلى جانب باقى المحاذير المعروفة، وهى عدم استخدام العين لغير الأغراض السكنية وإلا تعرض لسحب الوحدة، وبالطبع التوعية المستمرة فى أن هذه الأشياء تخصنا ولابد من المحافظة عليها، لأن المستحق يظل مستفيدا طوال الحياة حتى لو توفى يحق له توريث الوحدة مرة واحدة للدرجة الأولى فى حالة الإقامة الدائمة، كما هو الحال فى قانون رقم ٤ لسنة ١٩٩٦ وهو قانون الإيجارات.
تكافل اجتماعى
وداخل بعض الوحدات السكنية المجهزة التقينا بعض السكان، فتقول باتعة محمود محمد أحمد، إن الله أكرمها وعوضها بعد ٦٠ عاما عاشتها فى منطقة الجيارة، باتعة 79 عاما تزوجت فى غرفة فى حوش مشترك لأربعة أسر بحمام مشترك، أنجبت ٧ من الأبناء فى غرفة كان بابها متهالكا وحوائطها بالية، ربت أولادها وسط ظروف صعبة للغاية، وتضيف باتعة: لم يكن يمر فى خيالى طيف ترك هذه المنطقة العشوائية، كيف ومن أين؟، وزوجت أبنائى ومكث معى ابنى الصغير، انتقلنا حاليا فى شقتى هذه وأصبح لى غرفتان وصالة وأجهزة كلها حديثة، مضيفة: لا أستطيع وصف سعادتى فهى حياة كريمة بحق، بعد أن عانينا التهميش سنوات طويلة.
رفاعى صبرى مأذون وأحد السكان يقول: الأغلبية العظمى كان الانتقال لهم نقطة تحول حقيقية، فسعادتهم لا توصف وهم من كانوا يعيشون تحت خط الفقر فى غرف بحمامات مشتركة، وهنا يتكاتف الجميع ليس فقط للارتقاء بالمكان بل هناك تكافل اجتماعى بين السكان، فبحكم أننا نعرف بعضنا البعض فأى أسرة تتعثر فى سداد المبلغ الشهرى وتكون غير قادرة على السداد يتم سداد المبلغ فى سرية تامة، بالإضافة إلى المساعدات الأخرى لهذه الأسر، وقال إننا نتعاون لتجميل المكان بالتشجير وكل ما نحتاجه، مساعدة حى البساتين بتوفير الزرع والخامات وسيقوم المتطوعون بأعمال التشجير.
رابط دائم: