رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

العريان: الركود قادم.. وقليل من الدول ستنجو منه
ألمانيا تستعد لتأميم مجموعة «يونيبر» النفطية العملاقة

كتبت - هند السيد هانى

حذر محمد العريان الخبير الاقتصادى العالمى، من أصل مصري، من أن التضخم المصحوب بالركود قادم لا محالة فى صورة انهيار اقتصادى عالمى، وأن قلة من الدول ستنجو منه. ونبه العريان ، فى تصريحات له نشرتها مجلة «فورتشن» الأمريكية ،على أن التضخم مرتفع للغاية، وأن إجراءات رفع الفائدة التى أقدم عليها الاحتياطى الفيدرالي”البنك المركزى الأمريكي» لمكافحة التضخم غير كافية، وإنما ستؤدى هذه الإجراءات إلى خنق النمو وتقلص القوى العاملة، والنتيجة ارتفاع الأسعار على المدى القريب، وارتفاع معدلات البطالة، وتباطؤ نمو الناتج المحلى الإجمالى أو باختصار التضخم المصحوب بركود.

وفيما يتعلق بالاقتصاد البريطاني، أوضح العريان أن هناك ٤ مخاطر اقتصادية ومالية تصطدم بخطط رئيسة الوزراء الجديدة ليز تراس لتخفيف ضغوط التضخم وتحقيق نمو اقتصادى. وأضاف أن أولى هذه المخاطر تتمثل فى عزم الحكومة التوسع فى الاقتراض لدعم الأسر والشركات، وهو ما يمكن أن يؤدى إلى ارتفاع أسعار الفائدة وتراجع قيمة العملة وكلاهما يغذى مخاطر الركود التضخمي. وكلما تراجعت الأسواق عن شراء أدوات الدين الحكومي، زادت الضغوط على بنك إنجلترا المركزى لكى يرفع أسعار الفائدة بوتيرة أقوى.

أما ثانى المخاطر التى تنطوى عليها سياسات تراس المقترحة، فهو الفشل فى ضمان تحقيق نمو اقتصادى كاف بسرعة، فهناك بالفعل شكوك فى قدرة التخفيضات الضريبية الحالية على زيادة الطلب الاستهلاكى للأسر والإنفاق الاستثمارى المستدام للشركات، وهذا هو ما يحدث عندما لا تتزامن إجراءات التحفيز المالى مع إصلاحات هيكلية أكثر شمولا تستهدف تعزيز النمو وزيادة إنتاجية الاقتصاد.

أما الخطر الثالث فيتمثل فى احتمال أن تؤدى جهود الحكومة لاحتواء أزمة ارتفاع أسعار الوقود الأحفورى على المدى القصير إلى تعقيد جهود محاربة التغير المناخى التى لم تكتسب الزخم المطلوب حتى الآن.

وأخيرا يتمثل الخطر الرابع فى أن جهود الحكومة البريطانية الجديدة لتحقيق النمو الاقتصادي، تأتى فى الوقت الذى يتباطأ فيه الاقتصاد العالمى بوتيرة أسرع مما يتوقع الكثيرون. فالقوى الاقتصادية الرئيسية بالنسبة لبريطانيا، وهى الولايات المتحدة والصين ومنطقة اليورو، تواجه حاليا مخاطر الركود وإن كان بدرجات متفاوتة.

وقال العريان، الرئيس التنفيذى السابق لشركة بيمكو الأمريكية للاستثمار المالى التى تزيد قيمة أصولها على تريليونى دولار، فى تحليل نشرته وكالة بلومبرج للأنباء، إن نجاح منهج تراس بالتحديد سيعتمد فى جزء كبير منه على كيفية التعامل مع ثلاث مخاطر مازالت بعيدة عن الحل، وخطر رابع خارج عن سيطرتها تماما. فى غضون ذلك، حددت الحكومة البريطانية «سعر جملة مدعوم» لمساعدة الشركات والموردين على دفع فواتير الطاقة الشتوية، وذلك بسعر من المتوقع أن يبلغ قدره ٢١١ جنيها إسترلينيا للميجاوات فى الساعة للكهرباء، و٧٥ جنيها إسترلينيا للميجاوات فى الساعة للغاز، أى أقل من نصف أسعار الجملة المتوقعة هذا الشتاء.

من جهة أخرى، حذرت الغرفة التجارية للاتحاد الأوروبى فى وثيقة جديدة أمس من أن الصين باتت تفقد جاذبيتها كمكان لممارسة الأعمال التجارية. وأرجع ذلك إلى سياسة الصين الصفرية بشأن فيروس كورونا التى أغلقت مساحات كبيرة مختلفة من البلاد لأسابيع فى وقت واحد من العام الماضى. كما أن هناك قلقا متزايدا من أن العديد من القرارات تتخذ بناء على السياسة فقط، وليس وفقا لما هو جيد بالنسبة للاقتصاد ، بحسب الوثيقة، وذلك ناهيك عن الأسئلة المثارة حول حقوق الإنسان التى تخيف المستثمرين الأجانب.

وفى ألمانيا، أعلنت الحكومة أمس عن التوصل إلى اتفاق لـ«تأميم» مجموعة «يونيبر» النفطية التى تواجه صعوبات مالية بسبب انقطاع إمدادات الغاز الروسي، فى خطوة ضرورية لتجنّب إفلاس أكبر شركة ألمانية لاستيراد الغاز وما قد ينجم عن ذلك من اضطرابات كبرى فى سوق الطاقة. وجاء فى بيان لروبرت هابيك وزير الاقتصاد الألمانى أن «الحكومة ستستعيد ٩٩٪ من يونيبر». وستشترى ألمانيا مجمل أسهم يونيبر المملوكة من «فورتوم» الفنلندية، أكبر مساهمى المجموعة، بواقع 1.70 يورو للسهم، مقابل مبلغ قدره ٥٠٠ مليون يورو. وستعمد برلين إلى زيادة رأسمال المجموعة بثمانية مليارات يورو.

وفى الولايات المتحدة، سجّل الدولار قفزة أمس إلى أعلى مستوياته خلال ٢٠ عامًا مقابل مجموعة من العملات الكبرى الأخرى.وقبل اجتماع للاحتياطى الفيدرالى الأمريكى خلال ساعات، ارتفع مؤشر الدولار الذى يقارنه بسعر عملات أخرى مثل الين اليابانى واليورو والجنيه الإسترليني، ١١٠٫٨٧ نقطة، فى زيادة قياسية منذ عام ٢٠٠٢.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق