رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

بعد دعمها من «صندوق تحيا مصر» بـ ٢٠٠ مليون جنيه
«أخميم» تستعيد عرشها التاريخى بصناعة المنسوجات اليدوية

سوهاج ــ بلال عبد العظيم
صناعة المنسوجات اليدوية

قبل آلاف السنين، ومنذ العصر الفرعونى، مرورا بالعصر البطلمى والعصر القبطى، عرفت أخميم كأهم مراكز المنسوجات كالحرير والنسيج اليدوى المعروف بجمال الوانه وزخارفه وخاصة الحرير القرمزى الذى اقتصر لبسه على الملوك والأباطرة وكان إنتاجه يصدر الى بيزنطة وروما ومنه قطع محفوظة فى متحف فيكتوريا وألبرت ومنسوجات اخرى تعكس الحضارة المسيحية والموضوعات القبطية مثل قطعة نسيج عثر عليها تمثلت فيها «البشارة» وكان من أشهر منتجاتها قميص للخليفة عبد الملك بن مروان، ولذلك كان يأتى إليها السائحون من الداخل والخارج لشرائه علاوة على تصديره لمعظم دول العالم، إلا ان هذه الصناعة شهدت خلال الاعوام الماضية عثرات كثيرة، ورغم محاولات المحافظة الحفاظ على ذلك التراث بإنشاء قريتى النساجين بحى الكوثر وبهما نحو ٣٠٠ مصنع صغير، فإنها ظلت خلال السنوات الماضية تعانى أزمة حتى وصل عدد الانوال المنتجة للنسيج بها إلى ١٥٠ نولا من جملة نحو ٦٠٠ نول حكومى كانت تنسج جميع الاقمشة وتصدرها، وجاء قرار الرئيس السيسى خلال اسبوع الصعيد بتخصيص ٢٠٠ مليون جنيه من صندوق تحيا مصر لدعم مشروعات الحرف اليدوية ليكون طوق نجاة وبارقة امل لإعادة اخميم على عرش صناعة الحرير الطبيعى والمنسوجات اليدوية.


بداية نشير الى أن التراجع الكبير فى صناعة النسيج سبب فى إنشاء مؤسسة اجتماعية بهدف إحياء هذه الحرفة التراثية من جديد وبدأت بتدريب وتشغيل ١٠٠٠ أسرة تحت رعاية وزارة التضامن الاجتماعى ومحافظة سوهاج بمشاركة بعض الوزارات وتحول الكثير من الاهالى الى اسر منتجة اكثر من ٨٠ منتجا منها تجهيزات الفنادق والكليم والكوفرتات والاسكارف وغيرها وتصل منتجاتهم إلى معظم دول العالم سواء من خلال التصدير أو المعارض التى يقيمها أبناء اخميم داخل وخارج مصر وعن طريق السياح الذين يزورون اثار اخميم، واصبح للاسر دخل ثابت بعد ان كانت تصنف ضمن الأكثر احتياجا والأشد فقرا.. وأنشأت المحافظة قبل ذلك قرية النساجين الاولى بحى الكوثر بها ١٥٠ نول نسيج بنظام حق الانتفاع  بإيجار ٦٠ جنيها ثم القرية الثانية وتضم ١٢٢ ورشة صغيرة بنظام التمليك قام المستفيد بدفع ١٠ آلاف جنيه كمقدم ويسدد ٥٢ الف جنيه على سنوات ووتحمل الدولة ٧٦ الف جنيه لكل بيت كما تم إنشاء مدرسة للصناعات النسجية بمحافظة سوهاج كما عملت المحافظة على مساعدة النساجين  للحصول على قروض . عن قصة اخميم التاريخية مع الحرير والمنسوجات اليدوية، يقول محمد الدقيشى، رئيس شعبة المنسوجات بغرفة الحرف اليدوية ورئيس مجلس إدارة أحدى المؤسسات الاهلية بأخميم إن اسباب تراجع صناعة المنسوجات اليدوية خلال السنوات الماضية تعود لنقص العمالة المُدربة للعمل بهذه الحرف وصعوبة تسويق المُنتجات المصرية وتراجع الاقبال على الشراء بسبب ارتفاع ثمن استيراد الخيوط من الصين وعدم انتاج الخيوط محليا خاصة ولتوقف السياحة ألاجنبية خلال الفترة الماضية فى ظل جائحة كورونا، وكذلك بسبب المنافسة الشديدة من دول مثل الهند وباكستان والصين لانخفاض اسعارها ولذلك اقتصرعملنا الآن على صناعة المنسوجات اليدوية.


وأضاف الدقيشي ان الدراسات أكدت ان الأسواق العالمية فى حاجة إلى مُنتجات الحرف اليدوية المصرية منها اسواق أمريكا والخليج والدول الأوروبية، حيث هناك طلب على المفروشات التى تصنع من القطن المصرى طويل التيلة والحرير والكتان، مطالبا بمزيد من الدعم للصناعة فى الصعيد وخاصة دعم مكاتب التمثيل التُجارى بالخارج والسفارات والاستفادة من المنصات الإلكترونية المعنية بالصادرات وتوافر قاعدة بيانات للمُستوردين من هذه الدول وتسهيل الاشتراك فى المعارض الخارجية. اما محمود عسلو، أحد النساجين فيقول: تعلمت انا وزوجتي صناعة المنسوجات، وهى تعمل على النول وأصبح الدخل الشهرى لنا مايقرب من ٤٠٠٠ جنيه واضاف عسلو انه أصبح الان لديهم مكان للسكن تمليك وعدد ٢ نول بقرية النسيج وتم تكريم زوجته كأم مثالية العام الماضى من قبل  التضامن الاجتماعى على جهودها كزوجة وعاملة منتجة. واضاف محمود أبو علاء احد النساجين انه بدأ العمل  فى صناعة النسيج منذ ١٥ عاما واشتغل معه كل افراد أسرته ومن هذا العمل  تم زواج ابنته وابنه وأصبحت الاسره أمورها مستقرة حيث يصل دخل الاسرة الآن إلى أكثر من ٨ آلاف جنيه شهريا.


وأوضح اللواء طارق الفقى، محافظ سوهاج، أن الحرف التراثية بسوهاج تصل إلى ١٨حرفة بمختلف المراكز ولذلك وضعت المحافظة خطة قصيرة لانقاذ واعادة تربع المدينة التاريخية على عرش صناعة الحرير الطبيعى والمنسوجات منها التنسيق مع جامعة سوهاج لتدريب الفتيات والعاملين بالحرف لصقل مهاراتهم واعادة النظر فى تخفيض ايجارات الورش بما يتناسب مع ظروف العاملين  ودراسة اعادة احياء مشروع زراعة اشجار التوت ومعامل انتاج دودة القز المنتجة لخيوط الحرير والذى سبق الاتفاق على تنفيذة بالتعاون مع جامعة سوهاج لدعم صناعة الحرير او بحث امكانية تنفيذ مشروع بديل عنه. وأضاف الفقى ان جهود دعم المشروعات التراثية ضمن مشروعات برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر،اسفرت ايضا عن إنشاء ١٥بيت أنوال جديدة بقرية النسيج بحى الكوثر، «وتسليمها للنساجين، مع الاستمرار فى دعم اقامة معارض دائمة ومتنقلة بمراكز المحافظة والمحافظات الأخرى لاعادة وضع اخميم التاريخية على عرش صناعة الحرير والمنسوجات اليدوية داخليا وخارجيا .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق