رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

من الوعظ والإرشاد إلى التعصب والعراك
«مُفْتُون».. على مواقع التواصل!

تحقيق ــ إبراهيم عمران - إشراف - خالد أحمد المطعنى
الإفتاء علي وسائل التواصل جدل لا ينتهى

  • د. عبدالله عزب: الدعوة على«السوشيال ميديا» لها ضوابط
  • جيهان ياسين: مطلوب عقوبات صارمة لمواجهة الصفحات المضللة

مع التطور التكنولوجى انتشر الحديث فى أمور الدين والدعوة عبر وسائل التواصل الاجتماعى التى تحول كثير منها إلى "منصات دعوية"، يطرق أبوابها المتخصصون وغير المتخصصين، بدءا من النصيحة وكلمات الوعظ والإرشاد، وانتهاء بالإفتاء والحديث فى الحلال والحرام، مما يحدث أحيانا "عراكا فقهيا" عبر العالم الافتراضى، فضلا عن الارتباك والبلبلة لدى المتابعين.. بين ما يطالعونه عبر مواقع التواصل، وما تصدره المؤسسات المختصة بالدعوة والإفتاء، الأمر الذى يحتاج ـ وفق عدد من علماء الدين ـ إلى الضبط وإعادة النظر، حتى تعظم الاستفادة من التكنولوجيا فى هذا الجانب، ونتجنب سلبيات الكلام دون علم، الصادر عن غير «أهل الذكر».. فى العالم الافتراضى.

الدكتور عبدالله عزب، عميد كلية أصول الدين جامعة الأزهر بالقاهرة، يوضح أن لوسائل التواصل الاجتماعى دورا مهما فى مجال الدعوة إلى الله، ونشر الأفكار الوسطية والمعتدلة، ونبذ الأفكار الشاذة والمتطرفة، «فهى وسيلة ناجحة للدعوة إذا أُحسن استخدامها، وكثير من العلماء لهم صفحات رسمية على حسابات «فيسبوك وتلجرام»، وغيرهما، كما تقوم هذه الوسائل بمهمة نافعة فى الدعوة والتعليم عن بعد فى وقت الأزمات، كجائحة «كورونا»، حيث قدمت المنصات التعليمية البرامج المختلفة فى التعليم عن بعد «أون لاين».


د. عبدالله عزب

ويستدرك: لكن هذه الوسائل قد تتحول إلى وسيلة تخريب وهدم، إذا أسيء استخدامها، محذرا من تدشين غير المتخصصين صفحات ومواقع خاصة على وسائل التواصل للحديث فى أمور الدين، ومناقشة قضايا دينية دون دراسة أو تخصص أو إجازة من الأزهر أو دار الإفتاء.

ويحذر من أن التهاون مع هؤلاء يحيلهم إلى سوق رائجة لنشر الفكر المتطرف، وتصدير صورة شائهة عن الإسلام للغرب، لأنهم يفسرون الآيات أو الأحاديث النبوية دون فهم أو دراسة، وربما يأخذون الظاهر منها دون الجوهر، مما يكون سببا رئيسا فى الفهم الخاطئ، وانتشار الفكر المتطرف والإرهاب.

ويوضح أن من يتصدى للدعوة والفتوى يجب أن يكون حاصلا على تخصص يؤهله لذلك، حافظا للقرآن الكريم، دارسا لسنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، حائزا إجازة من الجهات الرسمية الخاصة بالدعوة.

ويطالب من يتلقون أمور الدعوة الدينية عبر منصات التواصل الاجتماعى بألا ينساقوا وراء الصفحات والشخصيات غير المعتمدة فى الدعوة والإفتاء، وأن يرجعوا إلى دار الإفتاء أو الأزهر لأخذ الفتوى والمعلومة الصحيحة، مبررا رأيه بأن بعض الذين يدشنون صفحات دعوية، وينشرون فتاوى وآراء فقهية على مواقع التواصل؛ ليس لديهم العلم الكافى، ولا يراعون حرمة الدين فى تفسير الأحاديث والآيات القرآنية، بل يريدون تحقيق منافع دنيوية؛ لذا تجب محاسبتهم، وعدم التهاون، معهم لأنهم يصدرون للعالم صورة سيئة عن الإسلام والمسلمين.

أهل الاختصاص

من جانبه يؤكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، أن الدعوة إلى الله تعالى يجب أن تكون من أهل الاختصاص، وبالتالى لا يجوز أن يخرج عبر وسائل الإعلام غير الدارسين، ولا الحافظين لكتاب الله بحجة الدعوة، بينما هدفهم تحقيق «شو إعلامى» على حساب دين الله، مشددا على ضرورة تطبيق المادة السابعة من الدستور، التى تنص على أن يكون الأزهر المسئول عن الفتوى مطالبا بفرض رقابة صارمة على المفتين غير المتخصصين، وعدم التهاون معهم، مع رد الدعوة أو الفتوى لأهل الاختصاص.

ويشير إلى وجود "تيارات طفيلية" تغطى على المشهد الإعلامى، وتستهدف الثراء والمال لتتصدر المشهد الإعلامى دون جدارة، خاصة مدعين العلم، ممن يجب التصدى لهم؛ كى لا يكونوا سببا فى انتشار التطرف.

بلبلة.. وفوضى

من جهتها تحذر الدكتورة هبة المالكى، مدرس أصول الفقه بكلية الدراسات العربية والإسلامية بالمنصورة، من خطورة الدعوة على وسائل التواصل الاجتماعى دون ضوابط، حيث لا توجد رقابة على من يطلقون قنوات على مواقع الانترنت، ومن ثم فإن تناول قضايا دينية من غير المتخصصين يكون مثارا للجدل والبلبلة بين المتابعين؛ لاسيما فى ظل سرعة انتشار الفتاوى، دون النظر إلى صحتها، وموافقتها للشرع الحنيف.

وتوضح أن التجاذب والتناطح عبر وسائل التواصل بين غير المؤهلين والمختصين فى بعض المسائل المهمة، التى تمس الفرد والمجتمع، يكون له أكبر الأثر فى إثارة البلبلة، ونشر الفوضى بين طبقات المجتمع، وهذا يؤدى بدوره إلى توسيع آفاق انتشار الفتاوى الشاذة عبر الصحف والمجلات والهواتف الجوَّالة، وبثها عبر الفضائيات، مما يسهم فى بروز موجة جديدة من الفساد والتخريب، ويؤكد ذلك سرعة انتشار الأفكار الشاذة التى تبناها الغرب، وانتشرت فى ربوع البلاد الإسلامية، مما أدى إلى فوضى اجتماعية، كان لها أكبر الأثر فى تهديد الوعي.


جيهان ياسين

عقوبات صارمة

فى سياق متصل، تشير جيهان ياسين، الواعظة بوزارة الأوقاف، إلى أنه بالرغم من الجانب الإيجابى للدعوة على مواقع التواصل الاجتماعى، فإن هناك جانبا آخر يجب الحذر منه، هو بث الأفكار المنحرفة والمتطرفة، وسهولة استقطاب العقول خاصة الشباب فهم أكثر الفئات المستهدفة للسيطرة على عقولهم، وحشوها بالفكر المتطرف بطرفيه، سواء الإلحاد أو الإرهاب، لتصبح الدعوة من خلال هؤلاء المتطرفين ستارا لوضع السم فى العسل، من أجل بث أفكارهم الشيطانية تحت مسمى الدين، والدين منهم براء.

وتطالب بإعداد الدعاة على مستوى علمى وفكرى وتثقيفى ليكونوا منابر للدعوة الصادقة عبر وسائل التواصل الاجتماعى لينشروا الدين الحنيف بما فيه من سماحة ورحمة وإخاء وتكافل، وأن يتزامن ذلك مع توعية المجتمع، وتحذيره من هذا الغزو الإعلامى الموجّه المنظّم، الذى يستهدف العقيدة والأمن والقِيم والأخلاق.

وتشدد - أخيرا - على ضرورة التصدى للصفحات المضللة التى تنشر الأفكار السامة والباطلة بالإبلاغ عنها والتحذير منها، مطالبة بوضع قانون ينص على عقوبات صارمة لكل من يتصدى للدعوة دون تصريح، سواء على وسائل التواصل الاجتماعى، أو فى الأماكن العامة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق