رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

العـلماء يـحذرون: «النينا» قـادمة فى الشــتاء

دينا كمال

ها هى ظاهرة «النينا» تطل علينا مرة أخرى للعام الثالث على التوالى. و«النينا»، التى تعنى بالإسبانية «الفتاة الصغيرة»، ليست عاصفة تضرب منطقة معينة فى وقت معين، بل هى تغير فى دوران الغلاف الجوى العالمى يؤثر على الطقس فى جميع أنحاء العالم.

ويمكن فهم تلك الظاهرة بطريقة مبسطة كما شرحها العلماء، فعندما تهب رياح قوية، تقوم بنفخ المياه الدافئة على سطح المحيط الهادئ بالقرب من ساحل أمريكا الجنوبية عبر خط الاستواء باتجاه إندونيسيا وأجزاء أخرى من آسيا وأستراليا.

يؤدى ذلك إلى ارتفاع المياه الباردة إلى سطح المحيط الهادئ، مما يؤدى إلى تأثيرات مضاعفة واسعة النطاق على الطقس. ووفقا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، تعد هذه هى المرة الأولى هذا القرن التى تعود فيها ظاهرة «النينا» ثلاث سنوات متتالية، والمتوقع التعرض لتلك الظاهرة فى فصل الشتاء المقبل.

وتقوم ظاهرة «النينا» بتبريد مناطق كبيرة من المحيط الاستوائى وتدفئتها بالتناوب كل سنتين إلى سبع سنوات فى المتوسط. والنتيجة، طقس أكثر جفافا فى بعض المناطق وفيضانات فى أماكن أخرى. فعلى سبيل المثال، سيصبح جنوب غرب الولايات المتحدة أكثر جفافًا من المعتاد، بينما تشهد ولايات شمال غرب الولايات المتحدة وكندا درجات حرارة وأمطارا وفيضانات أقل من المتوسط. كما ستعانى أستراليا وإندونيسيا وأجزاء أخرى من آسيا هطول أمطار غزيرة. ويمكن أن تسبب ظاهرة النينا مزيدًا من نشاط البرق فى خليج المكسيك وعلى طول ساحل الخليج مع تزايد عدد الأعاصير. وخلال العام الحالى، أرجع العلماء أيضًا الجفاف المتفاقم فى القرن الإفريقى والجزء الجنوبى من أمريكا الجنوبية إلى حدوث هذه الظاهرة.

وأصدر مركز التنبؤات المناخية التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوى توقعاته الرسمية لفصل الشتاء، وأكد أن ظروف ظاهرة النينا ستكون سارية من ديسمبر إلى فبراير. وبصفة عامة يعتبر العلماء هذه الظاهرة غير شائعة، ويطلقون عليها أيضا اسم «الانحدار المزدوج».

وقد استمر حدوثها فى الفترة الأخيرة من أغسطس 2020 إلى أبريل 2021.

ويتوقع العلماء أن تؤدى ظاهرة النينا أيضًا إلى موسم أعاصير أكثر حدة فى المحيط الأطلسى. كما يمكن أن تسبب تفاقم الجفاف المستمر فى ولاية كاليفورنيا الأمريكية، ويجعل موسم حرائق الغابات أكثر تهديدًا. وعادة ما تحصل الولاية على معظم مياهها السنوية من الأمطار والثلوج بين شهرى نوفمبر وأبريل، وهى نفس الفترة التى يُتوقع فيها أن تقوم ظاهرة النينا بتحويل مسارات العواصف شمالًا وبعيدًا عن المنطقة التى تحتاجها.

ومع ذلك، فالشىء الرئيسى الذى يؤكده الخبراء هو أنه بينما ترتبط أحداث النينا بأنماط مناخية معينة، أى الانحرافات فى درجات الحرارة وهطول الأمطار فى أجزاء مختلفة من البلاد، إلا أنها مسألة احتمالية وليست مؤكدة. ولكن فى حالة حدوثها، تقول دائرة المحيطات الوطنية، أن النينا عادة ما تستمر من ٩ إلى ١٢ شهرًا ولكن يمكن أن تمتد أحيانًا لسنوات.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق