رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«المهندس».. مدرسة كوميدية متكاملة

كتب ــ أسامة فطيم

الحديث عن فؤاد المهندس هو حديث محبب إلى النفس، فمجرد استحضار بعض أدواره المسرحية أو السينمائية وحضوره الإذاعى، يدعو إلى الابتسام واسترجاع ذكريات الطفولة والشباب المصاحبة لمشاهدة أعماله اللافتة، فالمهندس شكل وجدان أجيال عديدة من المصريين بنشاط فنى ثرى امتد على مدى أربعة عقود، شكل خلالها مدرسة فنية مؤثرة .


فمنذ الستينيات- أيام العصر الذهبى للمسرح، كان فؤاد المهندس يمنح فرصا قيمة للمواهب الناشئة وقتها مثل عادل إمام، وسناء يونس، ومحمد أبوالحسن، وسيد زيان. وبعدهم كان دعمه لشريهان، ومحسن محيى الدين، والمنتصر بالله، وغيرهم من الذين باتوا نجوما مشهودا لهم. والتزم هذا التوجه فى أعماله المسرحية على وجه الخصوص، فهو الأستاذ الذى يعطى الفرصة للممثلين لإظهار مواهبهم والتعبير عن أنفسهم بطريقتهم الخاصة، دون إملاء منه عليهم، وإنما توجيهات خاصة بدور كل منهم فى إطار شخصيات يقومون بأدائها، أى أنه لم يكن ديكتاتورا على المسرح وإنما راع للفنانين الصاعدين.

أما عن مشروعه الفكرى والذى تعكسه أعماله، فبالرغم من قدرته الفائقة على القيام بالأدوار التراجيدية العميقة، مثل دوره فى فيلم «بقايا عذراء» 1962، وذلك على سبيل المثال لا الحصر، فإنه أجاد فى تطوير أدائه ورسالته الكوميدية. فهو يرقص ويغنى ويمثل على خشبة المسرح فى مسرحية «حالة حب» 1967ويشرف على الاستعراضات فى «علشان خاطر عيونك» 1987، ويبدع فى إدارة الأطفال المشاركين بعرض «هالة حبيبتى»1985، وغيرها من الإبداعات التى كانت تعد خروجا عن المألوف فى وقت عرضها .


ومن ملامح مدرسة المهندس إرساء ثنائيات فارقة كما فى حالة الثنائى الأشهر مع النجمة شويكار(1938- 2020)، الذى أثر على المسرح المصرى بدرجة تفوق الوصف، انطلاقا من مشاركتهما الأولى فى عرض «السكرتير الفنى». وبشهادة شويكار، التى وردت فى تصريحات عديدة، فقد صنع المهندس منها نجمة ذات أسلوب مميز بالمقارنة مع باقى نجمات جيلها. فدون المهندس، كانت شويكار ستصبح مجرد ممثلة جميلة، فإن توجيهه أوجد منها «صدفة بعضشى» فى «سيدتى الجميلة» (1969)، و«مدام كاف» فى «أنا فين وأنتى فين» - 1965- حتى بلوغها دور «أوسة» فى «إنها حقا عائلة محترمة» - 1979- وغيرها من الأدوار التى شكلت الوعى الفنى للمصريين .

ومن الثنائيات التى شكلها المهندس، ذلك الثنائى المنسى له مع النجمة الراحلة سناء جميل (1930- 2002)، وسبب تراجع شهرة ذلك الثنائى هو قلة الأعمال بينهما واقتصارها فى الأغلب على الوسيط التليفزيونى، فكانت الأعمال التليفزيونية بينهما بمنزلة «مباراة رفيعة فى الأداء»، كما فى مسلسل «عيون» 1980، حيث قدما دور زوجين يمثلان نموذجا للحياة الراقية وشديدة الانضباط. وكذلك دورهما فى مسلسل «أزواج لكن غرباء».


شكلت أعمال المهندس وسناء جميل التليفزيونية بعض أبرز العلامات فى تاريخ الدراما الكوميدية خلال عقد الثمانينيات.

ولا يمكن ذكر المهندس دون التوقف أمام تجربته الإذاعية «كلمتين وبس» التى بدأها عام 1968، واستمر يلتقى المستمع عبرها 30 عاما. فعبر هذا البرنامج، الذى بات موعده مقدسا صباح كل يوم، عالج المهندس سلبيات المجتمع المصرى، عارضا وجهة نظره فى كيفية التعامل معها، وهذه مجرد نبذة عن تجربة «المهندس» ومدرسته المميزة المتكاملة، التى لم تتكرر .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق