رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

صناعة الضحك بـ «المصرى»

كتبت _ نيفين عماره

سبتمبر، شهر مميز، فهو ذلك الفاصل بين قيظ الصيف ومعاناته، وبداية الخريف الذى يطول انتظاره كل عام، سبتمبر، العابر بين المواسم، يجمع أيضا سيرة اثنين من كبار نجوم الكوميديا المصرية، شكل كل منهما ملامح مدرسة وتجربة كوميدية خاصة أثرت على الوعى الفنى للمصريين، وعلى مزاجهم أيضا على مدى أجيال، فرفيق «سبتمبر» الأول هو النجم فؤاد المهندس الذى ولد فى السادس من سبتمبر 1924، ويحل يوم الجمعة المقبل، 16 سبتمبر، الذكرى الـ 16 لوفاته عام 2006، أما الرفيق الثانى لسبتمبر، فهو النجم إسماعيل ياسين، الذى تحل غدا الذكرى الـ 110 لميلاده فى 15 سبتمبر 1912، ولذا وجب الاحتفاء بكوميديا مصرية كان لسبتمبر فى صوغها دور عظيم.

 

إسماعيل ياسين  ..  دفاع «شاهبندر» السعادة

«أبو ضحكة جنان» «ابن حميدو» «سمعة».. ١١٠ أعوام تمر على ذكرى ميلاد «شاهبندر» السعادة والكوميديا، إسماعيل ياسين، رحلة من العطاء والإبداع قدم خلالها حوالى 480 عملا سينمائيا تصدر اسمه عناوين أكثر من ١٧فيلما، بالإضافة إلى ٣٠٠ منولوج و٦١ مسرحية، حققت أفلامه أعلى الإيرادات فى تاريخ السينما المصرية، فى وقتها. ورغم أن أعماله مازالت عنواناً للسعادة، فإن بعض النقاد كان لهم رأى مخالف فى تجربته، فاعتبروه مقدما لكوميديا نمطية، اعتمد فيها على سمات تكوينه الجسدى، بل إن آراء النقد بلغت حد تشبيه أسلوبه بأداء النجم الفرنسى فرناندل (1903- 1971) الذى بدأ مشواره السينمائى فى أوائل الثلاثينيات .

لكن كيف واجه «سمعة» هذه الاتهامات، وخاصة ما يتعلق بأن «الضحك» فى أعماله هدف وليس وسيلة لما هو أعظم. يرد سمعة فى واحد من اللقاءات الصحفية التى كان نادرا ما يدلى بها، وذلك فى الأول من أكتوبر عام 1960، قائلا: «هدف أيه يا أخى.. أنا هدفى الإضحاك .. هو الضحك مش هدف، أنا بقى لى ٢١ سنة بشتغل منولوجست وسينمائى ومسرحى.. رجلى ورمت، وعندى تشنج فى معدتى، وبأسهر كل يوم للساعة أربعة صباحا.. عشان ايه .. عشان اضحكك.. هو ده مش هدف، أنا بنتحر كل يوم على المسرح يا أخى.. هو انت تلاقى فرقة أحلى ولا أحسن ولا أنزه من فرقتى».


لكن الناقد السينمائى الراحل محمد عبدالفتاح، كانت له رؤية مختلفة طرحها من خلال كتابه عن إسماعيل ياسين، الذى صدر ضمن مطبوعات مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى أول دراسة جادة ومتكاملة عن هذا الفنان الكبير، جمعت الدراسة بين السيرة الشخصية والمهنية، فخلال رحلته الفنية وهى قرابة نصف قرن قدم أعمالا فنية كوميدية لثلاثة أجيال متعاقبة، لكل جيل سمات فنية خاصة، قدم للجيل الأول المنولوج والنكتة، وقدم للثانى السينما، وأمام الجيل الثالث قدم المسرح، ولم يمهله القدر لاستغلال الوسيط التليفزيونى، إذ رحل قبل أن يتم عامه الستين، لكن الزمن كان كفيلا بإيصال ضحكاته لأجيال لم تعاصره .


ضحكات «سمعة» لم تعكس بصدق واقع حياته التى اتسمت بالصعوبة والمعاناة، فكان عند سؤاله فى اللقاءات الصحفية عن قصة حياته، يجيب: «فين قصة حياتى، وديتها فين حياتى؟ طيب يا للى عاوز تعرف تعالى وأنا أشبعك عياط»، وحين كان يسأل عن الأخطاء التى ارتكبها، كان يجيب بعفوية : «أخطاء أيه يا أستاذ..أنا بتاع أخطاء .. اللى بيعمل الخطأ يبقى إنسان بيعرف الصح، وأنا زى ما تقول كده انسان على نياته .. قصيدة حياتى هى صحيح مش موزونة، لكنها قصيدة والسلام .. ابتدت فى السويس وانتهت فى البلاد العربية كلها».

رغم هذا الدفاع القوى، فإن «سمعة» اعترف بأنه اقترف أخطاء عندما هجر فن «المنولوج» منذ مطلع الخمسينيات، وهو الفن الذى غادره وهو يتقاضى فيه 60 جنيها.

وفى لقاء إذاعى جمعه بالإعلامى وجدى الحكيم، طلب منه الأخير ذكر أسماء أثرت فى حياته، فكانت البداية باسم «أليفة»، ليوضح : «أليفة كانت جدتى لأمى قاسية جدا تعتقد أن أبى كان السبب فى موت ابنتها، فكانت تضربنى يوميا وذات يوم قمت بسرقة ٦جنيهات منها لكى أقدم طلب التحاق بمعهد الموسيقى على أمل أن أكون يوماً مثل عبدالوهاب، لم أعتبر هذا سرقة ولكن (اقتباس) فالمال وقع فى يدى مصادفة فأخذته وسافرت إلى القاهرة». ويكمل بذكر الاسم الثانى، وهو «مسجد السيدة زينب» موضحا: «بعد وصولى للقاهرة أنفقت الستة جنيهات وخشيت أن أعود لبلدتى السويس، خوفا من جدتى وأبى، فأصبح مسجد السيدة زينب بيتى، عشت فيه أسعد أيام حياتى»

لكن آيامه السعيدة آنتهت بتعاسة وتراكم للضرائب وإغلاق أبواب فرقته المسرحية. ويحلل الناقد محمد عبد الفتاح بعض أسباب هذه النهاية بعدد من العوامل السياسية والاجتماعية.

ومن الأسباب، إنشاء التليفزيون المصرى، ومعه «مسرح التليفزيون» بمواهب شابة جديدة أثرت المشهد الدرامى والكوميدي. وكذلك اقتصار آعمال فرقة ياسين على كتابات أبوالسعود الإبيارى، ما أبعد فرص التجديد.

 

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق