رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

دراسة حديثة: موجات الحر القاسية ستشتد والقادم أسوأ

إعداد ــ سارة عبد العليم
الهند إحدى الدول التي ستشهد موجات شديدة الحرارة

اذا كنت تعتقد أن موجات الحر الشديد التى اجتاحت العالم فى صيف هذا العام هى الأسوأ على الإطلاق فأنت مخطىء واستعد لهذه الأخبار المزعجة. فقد كشفت دراسة أمريكية حديثة أعدها باحثون فى علم الغلاف الجوى تؤكد أن القادم أسوأ، وأنه بحلول نهاية القرن الحالى سترتفع درجات حرارة الأرض لمستويات قياسية ستنتج عنها موجات حر أشد قسوة وستشكل خطورة على حياة البشر.

 

وتؤكد الدراسة التى أعدها باحثون فى جامعة «واشنطن» الأمريكية أنه حتى ولو نجحت حكومات ودول العالم فى خفض انبعاثات الغاز الناتجة عن الاحتباس الحرارى، والتى تعتبر السبب الرئيس فى ارتفاع درجات الحرارة على الأرض، فإن درجات الحرارة سترتفع فى العقود المقبلة بشكل مرعب وستبلغ موجات الحر معدلات قياسية بحلول عام ٢٠٥٠ ويستمر فى الارتفاع.

وسيتعرض سكان المناطق الاستوائية بما فى ذلك الهند وسكان الدول الساحلية فى إفريقيا إلى ظروف مناخية قاسية جدا بشكل يومى تعرض حياتهم للخطر. كما ستواجه الدول الواقعة على خطوط العرض الوسطى بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية مخاطر متزايدة، حيث تشير الدراسة إلى أن أيام الحر التى تتميز برطوبة عالية جدا وتسبب حالات «الإنهاك الحراري» ستتضاعف بشكل خطير.

وتشير الدراسة إلى أن تغير مؤشر درجات الحرارة فى العقود المقبلة سيتأثر ببعض الاشياء المستقبلية منها النمو السكانى المتزايد وما يقابله من تنمية اقتصادية تؤثر بدورها فى تنوع مصادر الطاقة وبالتالى تؤثر على المناخ وتتسبب فى ارتفاع درجات الحرارة بشكل تدريجى ولكن بمعدل سريع للغاية. وسيتسبب نمو السكان فى انبعاث كمية أكبر من غاز ثانى أكسيد الكربون، فضلا عن أن تنوع مصادر الطاقة سيسهم فى تفاقم ظاهرة الاحتباس الحرارى، وبالتالى ارتفاع الاحترار العالمي.

وحددت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية أن ارتفاع الحرارة إذا بلغ ٣٩٫٤ درجة مئوية فإنه سيكون ارتفاعا بدرجة «خطير»، وإذا بلغت درجات الحرارة مقياس ٥١٫٧ درجة مئوية فإنه سيكون «خطير للغاية» وإذا تعرض الأشخاص لارتفاع فى درجات الحرارة من مستوى «خطير للغاية» فإنهم قد يصابون بحالة تعرف علميا بـ «الإجهاد الحراري» وهى أشبه بأعراض الإصابة بضربة شمس حادة، ووقتها لابد أن يخضع الشخص المصاب بـ «إجهاد حراري» لرعاية طبية تستهدف تهدئة درجة حرارة جسمه خلال ساعات قليلة من إصابته وإلا سيموت.

وتتوقع الدراسة أن البلدان الواقعة على خطوط العرض الوسطى سيتضاعف لديها عدد الأيام التى ستشهد ارتفاعا فى درجات الحرارة لمستوى «خطير للغاية» بمقدار ثلاثة إلى عشرة اضعاف المعدلات الحالية بحلول نهاية القرن الحالى، أما المناطق الواقعة جنوب شرق الولايات المتحدة ستشهد موجات حر خطيرة وشديدة القسوة لمدة شهر أو شهرين كل عام بحلول عام ٢٠٥٠، وقد يحدث ذلك فى أجزاء من الهند والصين مع استمرار حدوث تقلبات جوية متطرفة وتعرض هذه المناطق أيضا إلى شتاء قارس.

وبحلول عام ٢١٠٠ ستشهد العديد من المناطق الاستوائية هذه الظروف المناخية القاسية والارتفاع الخطير فى درجات الحرارة معظم ايام العام. وقالت الدراسة إن الدول المتقدمة أو الدول الغنية يمكنها أن تتكيف مع مثل هذه الظروف المناخية القاسية وتبتكر حلولا لمواجهة أيام الحر الخطيرة، أما الدول النامية أو الدول الفقيرة التى لا تمتلك إمكانيات مادية تمكنها من مواجهة مثل هذه الظروف القاسية قد يتعرض سكانها لوفيات بالآلاف بسبب الحرارة الشديدة.

كما أن الارتفاع المتطرف فى درجات الحرارة سيؤثر على إنتاج المحاصيل الزراعية وقلة إنتاجها، وتتوقع الدراسة أن تنتشر المجاعات بحلول نهاية القرن الحالى، وسيموت آلاف البشر إما بسبب الإجهاد الحرارى أو بسبب الجوع.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق