رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

منصات إلكترونية تعرض النفائس.. وتواجه الشكوك

كتبت ــ إيمان بسطاوى

بعد الجدل الذى أثارته قضية بيع مقتنيات الفنان الكبير الراحل نور الشريف «1946- 2015» ، تحولت الأعين نحو ظاهرة المزادات والأسواق الإلكترونية، التى باتت وجهة أساسية لمحبى اقتناء كل ما هو مميز ونادر. تلك الصفحات والمنصات المتزايد عددها حاليا، هى فى الأساس انعكاس لانتعاش حركة البيع والشراء الإلكترونى والتى زاد رواجها عقب ضربات «كوفيد ـ 19» والتزام العزل المنزلى من جانب كثيرين.

تقوم هذه المزادات والأسواق الإلكترونية فى جانب كبير من نشاطها على الموردين التقليديين لمثيلاتها الفعلية ، فهى تعتمد على المقتنيات والتحف التى يجمعها بائعو «الروبابيكيا» ويعرضونها للبيع أمام من يدفع أكثر. كما ترد بعض المعروضات من بين أيدى أصحابها مباشرة، والذين يجدون فى التواصل بالصفحات والمجموعات الإلكترونية مسألة سهلة تحقق الغرض.

وتبدأ بعد ذلك رحلة التسويق الإلكترونى، التى يتحدث عنها السينمائى والكاتب وجامع المقتنيات، حسام علوان، موضحا، كيف أن لأسواق ومزادات بيع المقتنيات والأنتيكات عبر شبكة «الإنترنت» جمهوراً مهتماً ومتابعاً، ويضيف أن تلك الأسواق باتت من التنوع والتشعب بحيث أصبحت شديدة التخصص، وهو ما تفتقره صالات المزاد التقليدية، فبعض المزادات والأسواق الإلكترونية تهتم ببيع اللوحات، وأخرى تسوق للتحف ، وقسم منهم مهتم بالصور والوثائق النادرة ، وأخر يعرض غريب ونادر الكتب ، وهكذا.

وعن كيفية تقييم هذه المقتنيات من جانب المشترى ، يوضح علوان: «كل شخص لديه هواية جمع للمقتنيات يتطلب منه درجة من المعرفة عن المواد والقطع التى يهتم بجمعها، وتكون تلك المعرفة فيصلا أساسياً فى عملية التقييم ، وتحميه من التعرض للنصب». ويكمل ضاربا أمثلة: «فمثلا فى مجال الأثاث والتحف الخشبية، يفترض دراسة حالة الخشب والخامة المستخدمة، ومدى تناسب الذوق الفنى والحالة مع الفترة الزمنية التى يفترض انتساب القطعة لها، وبالنسبة للكتب، يدرس المشترى أهمية الكتاب، ومدى توافر طبعات أخرى منه وتفاصيل أخرى كثيرة».

ويضيف علوان: «فيما يتعلق باللوحات التى تباع عبر الأسواق الإلكترونية ، يجب مراعاة أن بعضها أصلى وبعضها قائم على إتقان التقليد ، وهو فى حد ذاته ليس عيبا طالما تم الكشف عن أنه تقليد وليس عملا أصليا، ففى الخارج هناك اهتمام بالأعمال الفنية متقنة التقليد، فيتم الكشف عن مصدر اللوحة ويوثق أنها بريشة ( فلان) نقلا عن العمل الأصلى لـ ( فلان)، لكن فى مصر، لا يتم مراعاة مسألة هذا التوثيق الدقيق وتسلسله».

وعن طرق الكشف المعمول بها عن مدى أصلية القطع المشتراة، يوضح علوان: «أهم هذه الطرق، الكشف الكيميائى من خلال استخدام الكربون المشع ، وأيضا عن طريق تحليل الأصباغ والألوان للكشف عن عمر اللوحة، وهذه الطرق لا تستخدم فى مصر إلا فى نطاق محدود للغاية».

وأوضح أن هناك مقتنيات يصل أسعارها لمبالغ خيالية، ويكون السبيل لتوثيقها غريبا بعض الشيء، كما جرى مع صورة «كوكب الشرق» أم كلثوم وهى ترتدى عقدا نادرا متعدد الطبقات، أهداه لها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية «1918- 2004» فكانت هذه الصورة سبيلا لتوثيق الأهمية التاريخية للعقد عند عرضه قبل فترة للبيع بأحد المزادات وتحصيل مبلغ خيالى مقابله.

أما أحمد الجندى، صاحب واحد من الأسواق الإلكترونية، فأوضح أن نشاط بيع وشراء المقتنيات النادرة عبر شبكة الإنترنت بات له جمهور خاص يتابع باهتمام ودأب الصفحات المتخصصة بهذا النشاط ،

وعن بعض أبرز المقتنيات التى كانت قد بلغت أيدى الجندى، يحكى: «لدى سيناريوهات تحمل هوامشها ملاحظات بخط يد الفنانة رجاء يوسف، والنص الأصلى لسيناريوهات قبل تأثرها بمقص الرقيب، مثل فيلم - فلفل - للفنان الراحل إسماعيل ياسين والذى تم إنتاجه عام 1950، وذلك بخلاف صور نادرة لكبار الفنانين مثل كوكب الشرق أم كلثوم، والمطربة منيرة المهدية».

وعن كيفية وصول هذه الأشياء ليده ، يوضح الجندى: «الصدفة البحتة هى سبيلى ، فليس هناك مصدر محدد يمكن اللجوء له كل حين ، وإن كان بائعو الروبابيكيا مازالوا مصدرا رئيسيا لا يستهان به فى الوصول إلى قديم المقتنيات وأهمها».

وعن كيفية تقييم وتسعير هذه المقتنيات، يشرح: «الخبرة هى الفيصل الرئيسى، فمثلا الصور والمستندات لها سعر معين، وإذا كانت المستندات تحمل توقيعات شخصية من جانب أصحابها، فترتفع قيمتها وسعرها، وطبعا أحاول عرض تلك المستندات والصور بأسعار مقبولة يمكن للهواة والمهتمين تحملها، خاصة أن الشوق الإلكترونى لبيع الأنتيكات والمقتنيات بات بالغ الاتساع والتشعب، ما يخلق مستويات مرتفعة من التنافسية».

ورغم النجاح المتزايد لمواقع ومنصات البيع الإلكترونى لتلك المقتنيات ، إلا أن الجندى اعترف: «رغم رواج حركة البيع والشراء الإلكترونى إلا أن المزادات التقليدية مازالت لها الغلبة ولها جمهور تواق لمتابعة جديد المعروضات بها».

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق