رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الملكة إليزابيث.. أيام لا تنسى فى عدن اليمنية

كتب ــ إبراهيم العشماوى

أعادت وفاة ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية (1926- 2022)، الكثير من الذكريات عن إنسانة وعهد شكلا جزءا مهمًّا من الوعى الثقافى والسياسى للقرن العشرين. وجانب من هذه الذكريات يعتبره أهل اليمن ملكية خاصة تميزهم عن غيرهم، خاصة أن الملكة الراحلة اختارت مدينة «عدن» لقضاء جانب من عطلة « شهر العسل»، عقب اقترانها بالأمير الراحل فيليب (1921- 2021) عام 1947. تلك العطلة التى اتسمت بالخصوصية الشهيرة وشهدت أيضا زيارتها إلى « جزيرة كمران» اليمنية. لكن عدن عادت واستقبلت إليزابيث، بعد أن باتت ملكة على عرش بريطانيا، فكانت الزيارة التاريخية الثانية عام 1954، ولكنها زيارة رسمية خلفت وراءها كثيرا من الصور والتفاصيل.

 


 

كانت عدن مستعمرة بريطانية حتى خروج آخر الجنود البريطانيين فى 30 نوفمبر 1967، لكن ظل الأثر البريطانى على البلاد قائما، إذ ساهم البريطانيون فى إنشاء «ميناء عدن»، ومصافى تكرير البترول بعدن، فضلا عن مساهمتهم فى إيجاد نظام معمارى مميز ، وتعبيد الطرقات.

يروى أمين درهم، مواطن يمنى مهتم بالتوثيق التاريخى، كيف كان شاهدا على زيارة الملكة البريطانية إلى عدن فى إبريل 1954، وشارك مع 400 طالب من مدرسة «البادرى» الكائنة فى شارع «الملكة أروى» بعدن، فى استقبال الملكة وزوجها فى الميدان البلدى، الذى أصبح فيما بعد يسمى بـ «ميدان الحبيشى».

ويضيف درهم: أقامت الملكة فى فندق (كريسنت) الذى تم إعداده ليليق بالزيارة الملكية، لتقيم فى الجناح رقم ( 121) بالدور الثانى».

 


 

ويكمل درهم فى وصف الفندق الذى استقبل الملكة: «والفندق من نوعية الخمسة نجوم وهو بين الأقدم على مستوى الجزيرة والخليج العربى، بناه تاجر فرنسى يدعى (تونى بس) ليصبح مقراً لمكتبه وإدارة أعماله. ومن وقت الزيارة الملكية ، بات الجناح الذى استضافها يحمل اسم الملكة حتى اليوم، مع الحفاظ على مختلف محتوياته التى استعملتها إليزابيث الثانية. وإن كان الفندق ذاته قد تغير اسمه إلى (الهلال)، وكان قد تعرض لقصف أثناء دخول عناصر الحوثى إلى عدن عام 2015، مما تسبب فى إلحاق أضرار فادحة بالغرف والأسقف والجدران».

 


 

ومن شرفات نوافذ جناحها الفندقى، بلغ مسامع الملكة، دقات ساعة «بيج بن عدن»، وهى نموذج مصغر للساعة الشهيرة فى لندن، وتم تشييده عام 1890. والساعة مصممة على شكل صاروخ على أهبة الانطلاق، أما سقفها فيشبه إلى حد ما مثلث متساوى الأضلاع، مغلفا بالقرميد الأحمر. وينبعث من الساعة أشعة ضوئية، لتغطى أنوارها ميناء عدن وتنفذ أشعتها إلى أعماق البحر، ما جعلها معلما سياحيا جذابا،لكن « بيج بن عدن» تعرضت لكثير من الإهمال وعوامل التعرية، فأصيبت عقاربها بعطب وتوقفت عن الدوران منتصف الستينيات. ثم أجريت لها صيانة عام 1983. ولكن على إثر الحروب الأهلية توقفت مرة أخرى قبل أن تعود عقاربها للدوران فى فبراير 2012.

ويكمل درهم رواية تفاصيل الزيارة التاريخية، فيقول: « دخل اليخت الملكى (سربرايز) إلى ميناء عدن، مع مرور سرب الكتيبة الثامنة للطيران الملكى البريطانى لأداء التحية بـمناسبة وصول الملكة. وصعد حاكم عدن وقائد القوات الجوية إلى متن اليخت الملكى، لتقديم التحية. وعند الهبوط إلى «رصيف أمير ويلز» فى مدينة (التواهي) العدنية، كانت الأرجاء كلها على أهبة الاستعداد، أطلق حرس الشرف الأعيرة النارية. واستعرضت إليزابيث حرس الشرف الملكى المكون من وحدات القوة الجوية الملكية وقوة محمية عدن والشرطة المسلحة والحرس الحكومى وجحافل الحرس الحضرمى والبدوى والصومالى. بعدها استقلت الملكة سيارتها، ثم توجهت والأمير فيليب إلى حديقة الهلال، وسط حشود من أبناء عدن».

 


 

وينبش أمين درهم فى ذاكرته مستطردا : «زارت الملكة ملعب المدرج البلدى وكان فى استقبالها جمع غفير، كما زارت مستشفى الشعب فى منطقة القطيع. وغادر الموكب الملكى إلى مدينة (خور مكسر) ووضعت الملكة حجر الأساس لبناء مستشفى الملكة إليزابيث. فى مدينة «الشيخ عثمان» بعدن، وحرص حاكم عدن، السير توم هيكنبوتم على ترتيب حفل استقبالٍ على شرف صاحبة الجلالة، بينما توجه الأمير فيليب فى رحلةٍ بحرية إلى مدينة عدن الصغرى، لتفقد المشروع الخاص بـمصافى عدن والمرسى الخاص به.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق