رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

جمع بين الكوميديا والرومانسية والحركة
تسليم أهالى.. خلطة خفيفة للقتل والضحك والحب!

مشير عبدالله

صناعة النجم من أصعب الأشياء فى عالم الفن، خاصة إذا كان سينمائيا، والأصعب أن يكون امرأة، إذ يجب أن يتوافر لها الجمال، الذى يصاحبه القبول، ومعهما الأداء المتميز، وهو ما لاحظ كثيرون انطباقه فى فيلم «تسليم أهالى»، على بطلته دنيا سمير غانم، حيث جمع الفيلم بين الكوميديا والرومانسية والحركة، فى خلطة خفيفة للقتل والضحك والحب!

كانت بداية «دنيا» فى عام 1995 فى فيلم «إمرأة وإمرأة» ثم مع محمد هنيدى فى «يا أنا يا خالتى» 2005، و«لا تراجع ولا استسلام» مع أحمد مكى، و«إكس لارج» مع أحمد حلمى، فيما كان آخر أفلامها «لف ودوران» منذ ست سنوات.

استطاعت «دنيا» أيضا أن تفرض نفسها على الشاشة الصغيرة بأعمال لاقت نجاحاً جماهيرياً كبيراً، خاصة فى مسلسلات شهر رمضان، لكنها فى «تسليم أهالى» تبدأ النجومية الفعلية لها، ذلك أن الأعمال السينمائية السابقة كانت بطولة مشاركة للبطل الأساسى، ولم تكن هى البطلة. تدور أحداث الفيلم حول الأستاذة بثينة «دلال عبدالعزيز»، والدة زاهية أبو الزواحف «دنيا سمير غانم»، والأستاذ صدقى «بيومى فؤاد» والد الدكتور خليل «هشام ماجد»، وكلاهما يعمل موظفا فى الشهر العقارى، وتربطهما علاقة عاطفية تجعلهما فى طريقهما للزواج. على الجانب الآخر نجد الابنة زاهية ترغب فى الزواج، وتسعى إليه بشتى الطرق، لكنها تجد أمامها الدكتور خليل ابن زوج والدتها، وفى يوم زفاف بثينة وصدقى تبدأ سلسلة من المفاجآت المثيرة والكوميدية.

القصة من تأليف شريف نجيب صاحب أفلام «لا تراجع ولا استسلام»، و«سينما على بابا» لأحمد مكى، و»خير وبركة»، وفى التليفزيون مسلسل «بدل الحدوتة ثلاثة»، وقد نسج نجيب فى «تسليم أهالى» قصة كوميدية خفيفة، بها قليل من أحداث فيلم «مستر ومسز سميث» لبراد بيت وأنجلينا جولى، لكن الكوميديا فى الفيلم، صنعها أبطاله مع ضيوف الشرف فيه، مع المفاجآت الكثيرة فى فيلم كوميدى رومانسى حركى، مما يجعله خلطة صعبة حاضرة فى الدراما، التى تتصاعد فيها الأحداث حتى نصل للنهاية السعيدة.

التمثيل .. دنيا سمير غانم فى شخصيات زاهية وسمحة وسلمى.. ممثلة ونجمة، تمتاز بخفة الظل، واستطاعت إقناعنا بالشخصيات التى قامت بأدائها، كما فى مشاهد محاولة إقناع خليل بالارتباط بها، فهى نجمة للمستقبل.

هشام ماجد فى شخصيات خليل وجو وعمر: استطاع ببراعة أن يؤدى دور خليل الطبيب المنعدم المشاعر، الذى يرفض الإقامة فى مصر، ويبحث عن الهجرة إلى كندا، لكنه يصطدم بحقيقة والده، فتتبدل حياته بالكامل، وكذلك أداؤه لشخصيات جو البلطجى، وعمر الزوج المحب.

ماجد.. بدأ عام 2008 فى فيلم «ورقة شفرة»، بعد العديد من الأعمال التى كانت من تأليفه وتمثيله، وبمشاركة كل من: شيكو وأحمد فهمى.. فهو لا يمثل، بل يؤدى بشخصيته الحقيقية نفسها، لأن أداءه واحد فى كل أعماله، وهذا لا يمنع من أنه يخرج الكوميديا بسلاسة.

دلال عبدالعزيز، يرحمها الله، فى شخصية الأم بثينة المجرمة التى تقوم بالقتل بكل سهولة، دور جديد عليها قامت به بإتقان، كما أدت شخصية الأم الحنونة والزوجة الجديدة، فنجحت فى تقديم الكوميديا بمنتهى السلاسة.

بيومى فؤاد فى دور «صدقى» الموظف الخفيف والمجرم الكبير والأب المشاكس مع ابنه، والزوج الجديد الذى يسعى للحصول على «الألماظ»، والتمتع بشهر العسل.. ممثل كبير أخذ مساحة كبيرة من الأحداث، وكان خفيف الظل متمكنا فى دوره.

لوسى فى شخصية «كبائر»، برغم صغر دورها، فإنها كانت حاضرة بخفة دم متميزة.

محمد ممدوح فى شخصية الخسيس ودكتور وفاء، ممثل له طلة خاصة به برغم دور الشرير الممزوج بخفة ظل.

الفنانون: عبدالله مشرف، وأحمد فتحى، ومحمد حسنى، وشيكو، وعمرو وهبة، ومحمد أوتاكا، ومحمد طعيمة، وجيلان علاء، ونبيل الحلفاوى وسمير غانم.. كلهم ضيوف شرف فى دور البطولة.

التصوير «جلال الزكى».. مدير تصوير عدد من الأعمال تتجاوز الثلاثين عملاً، كأفلام: كباريه، والفرح، وبوشكاش، والليلة الكبيرة.. قام بتصوير كل أنواع الدراما: تلفزيونية أو سينمائية، وهو هنا فى «تسليم أهالى» يصنف واحدا من مديرى التصوير الكبار، فهناك العديد من المشاهد التى أظهرت براعته، مثل مشهد الفرح الذى ظهرت فيه الشخصيات على حقيقتها، والسطو فيه والمطاردة بالرصاص، والانتقال من التصوير الداخلى للخارجى، والليل والنهار.

ذلك كما فى التصوير فى المشاهد الأولى من الأحداث حتى نهاية الفيلم فى المشاهد على البحر مع الدكتور وفاء «محمد ممدوح»، فالإضاءة كانت مغلفة للمشاهد الكوميدية خصوصا فى مشاهد النهار الداخلى لسكن بثينة وصدقى، ومشهد الدكتور وفاء فى «النهار الخارجى» على البحر كأننا فى فرح برغم أنها جلسة مصالحة للأزواج!

المونتاج لمحمد عبدالمنعم.. مونتير له أعمال تليفزيونية مثل: مسلسل رسايل، وزلزال، فيما يُعتبر «تسليم أهالى» من أوائل أفلامه فى السينما، إلا أنه تعامل مع إيقاع الأحداث بحرفية، فلن تشعر بمدة الفيلم التى قاربت على الساعة وخمسين دقيقة، نظرا لتسارع اللقطات، إذ عمل المشاهد الرومانسية بإيقاع، ومشاهد المطاردات والضرب بإيقاع آخر.

الموسيقى «مادى»: له العديد من الأفلام كمؤلف موسيقى مثل: جحيم فى الهند، ولا لا لاند، وقد استطاع فى «تسليم أهالى» أن يجعل من الموسيقى بطلا من أبطال العمل، خصوصا فى الفرح، والانتقال من موسيقى أغنية «طلى بالأبيض» لماجدة الرومى إلى إيقاع الدفوف، وأيضا الجمل الموسيقية الخاصة بظهور كل شخصية جديدة، مثل بداية ظهور شخصية «كبائر» بالإيقاع القوى، وموسيقى «الهارد روك» فى بداية ظهور شخصية «جو» على الدراجة المائية، وكذلك موسيقى بداية ظهور شخصية الدكتور وفاء، حتى موسيقى نهاية أحداث العثور على الماس والبوليس التى غلب عليها صوت التصفيق كنهاية للأحداث، لذلك فهى بطل فى الدراما.

الإخراج لخالد الحلفاوى.. له العديد من الأفلام الكوميدية مثل «نادى الرجال السرى» لكريم عبدالعزيز، و«عشان خارجين»، و«زنقة الستات»، كما له العديد من الأفلام التى جمع فيها بين الرومانسية والحركة (الأكشن)، وكذلك الأفلام الكوميدية. لكن «الحلفاوى» استطاع هنا صنع فيلم خفيف وسريع فيه كل المفردات ما بين القتل والحب والضحك، كما نجح فى اختياره فريق العمل: كل فى دوره، فجاء الفيلم ناجحا للراحلة دلال عبدالعزيز ـــ ودنيا سمير غانم فى بطولة يستحق أن يطلق الفيلم اسمها عليه، ويحقق أعلى إيراد فى تاريخها 25 مليون جنيه فى خمسة أسابيع.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق