رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

حسين مؤنس محارب من أجل التاريخ العربى والإسلامى

صبرى الموجى
حسين مؤنس

ولد حسين مؤنس بمدينة السويس الباسلة، فأجَجتْ فى نفسه جذوةَ العلم، الذى اتخذه سلاحًا صوبه فى صدر المفاهيم الخاطئة استنادا إلى مرجعيته الأصولية، التى مجَّدت "الفتح الإسلامي"، وتصدت لدعاوى المُشككين الذين اعتبروه غزوا عربيا، كما عزَّزت عنده مفهوم الحضارة الإسلامية، فانبرى يتصدى لادعاء أن الشعوب هى التى تصنعُ الحضارات، وليس الأديان.

فى كنفِ أسرةٍ تُمجدُ العلم، نشأ الدكتور حسين مؤنس شغوفا بالمعرفة، مُتطلعا لأن يحوزَ قصبَ السبق، فكان له ما أراد، إذ تفوق على أقرانه.

يممَ وجهه شَطر كلية الآداب عقب اجتيازه المرحلة الثانوية، فاستهوته دراسةُ التاريخ، فانطق فى سكك تحصيله لا يلوى على أحد، فظهر نبوغُه الواضح.

رغم تفوقه فى سنوات الدراسة الجامعية، إلا أن رحابَ الجامعة، أوصد بابه فى وجهه، فلم تفتُر عزيمتُه، والتحق بحقل الترجمة، وأسس مع بعض أقرانه «لجنة الجامعيين لنشر العلم»، والتى أسهمت آنذاك فى نشر كنوزٍ من ذخائر الفكر الإنسانى، وترجمتْ كتاب (تراث الإسلام) لبعض المستشرقين، شارك فيه بترجمة الفصل الخاص بإسبانيا والبرتغال.

وفى لقاء تليفزيونى أكد أنه إن كان مصرى المولد، إلا أنه عربيُ الروح والهوى، وهو ما برز واضحا فى مؤلفاته.

تنوع إبداعُ حسين مؤنس بين التأليف والتحقيق والترجمة، فضلا عن كتابة المقالات الصحفية، التى حرص على نشرها فى العديد من الصحف خاصة الأهرام.

كان كتاب "الشرق الإسلامى فى العصر الحديث"، والذى عرضَ فيه لتاريخ العالم الإسلامى من القرن السابع عشر الميلادى إلى ما قبل الحرب العالمية الأولى هو أول مؤلفاته، وبعده انفرط بين يديه عقد التأليف، فظهر كتابه "فتح العرب للمغرب"، و"فجر الأندلس وتاريخ المغرب وحضارته من قبل الفتح العربى إلى بداية الاحتلال الفرنسي"، و"معالم تاريخ المغرب والأندلس"، و"حديث الفردوس الموعود"، و"أطلس تاريخ الإسلام"، و"التاريخ والمؤرخون"، و"مصر ورسالتها"، و"باشوات وسوبر باشوات"، وغيرها من المصنفات والتراجم والتحقيقات، التى دمغتْ بأنه يمتازُ بغزارة الإنتاج، وعمق التناول، وتنوع الموضوعات .

تقلد حسين مؤنس العديد من المناصب، التى لم تطغ يوما على عشقه الأول التأليف، فعمل إثر حصوله على درجة الدكتوراه مُدرسا بمعهد الأبحاث الخارجية بجامعة زيورخ، ثم أستاذا للتاريخ الإسلامى بكلية الآداب جامعة القاهرة، فمديرا عاما بوزارة التعليم بجانب عمله بالجامعة، ثم مديرا لمعهد الدراسات الإسلامية بمدريد، فأستاذا ورئيسا لقسم التاريخ بجامعة الكويت، كما مارس العمل الصحفى فترأسَ تحرير مجلة وروايات وكتاب الهلال.

المؤرخ حسين مؤنس، الذى حلت فى الثامن والعشرين من أغسطس الماضى ذكرى مولده الذى كان فى عام 1911م، هو حياةٌ حافلة بالعطاء، زادت على 84 عاما، كانت نموذجا للثقافة متعددة المشارب، عميقة الجذور، أهلته ليكون أستاذا زائرا بالعديد من الجامعات العربية والعالمية كجامعة الرباط، ولندن، ودرهام، وأندرو، وكمبردج، وإدنبره، وهامبورج، وبون.

وتقديرا لعطائه المُتميز نال جائزة الدولة التشجيعية فى العلوم الاجتماعية، ووسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى، وجائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية .

ظل حسين مؤنس يبحر فى الثقافة والعلوم والفنون حتى 17 مارس 1996م إلى أن حانت لحظة الفراق، فاستجاب لنداء ربه بعدما ترك العديد من المصنفات التى ملأت الدنيا وشغلت الناس.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق