يستطيع زوار مدينة سبتة اكتشاف مدى التنوع الثقافى والحضارى لسكانها على مر التاريخ، من هذه المجموعة الكبيرة من التماثيل الموزعة بعناية فى الميادين والشوارع وعلى "كورنيش" المتوسط.
فعلى الرغم من أن المدينة مثار خلاف تاريخى بين المغرب وإسبانيا، حيث تعتبرها المملكة المغربية مدينة محتلة، فيما ترفض إسبانيا هذا الوصف، فإن تماثيل سبتة تجمع بين الشخصيات المغربية التى أثرت فى تاريخها، بل وفى تاريخ العالم، وتوثق أيضا تاريخ الإسبان فى المدينة، التى استعمرها البرتغال عام 1415، وخضعت للسيطرة الإسبانية بعد اتحاد المملكتين الإسبانية والبرتغالية. إلا أن إسبانيا احتفظت بسبتة مع مدينة مليلية بعد استقلال المغرب عام 1956، وصادقت الحكومة الإسبانية على منح المدينتين الحكم الذاتى عام 1995.
ومن أشهر التماثيل فى سبتة تمثال أبو عبد الله محمد الإدريسى القرطبى الحسنى السبتي، المعروف بـ"الشريف الإدريسي"، العالم العربى المسلم المولود فى المدينة عام 1099م إبان دولة المرابطين، والذى يعد، بالإضافة إلى نبوغه فى الأدب والشعر والفلسفة والطب وعلم المصريات، أحد كبار مؤسسى علم الجغرافيا.
وهناك أيضا تمثال يوسف بن يهوذا السبتي، الفيلسوف والشاعر والطبيب اليهودى المولود فى المدينة عام 1160م، إبان دولة الموحدين، وتوفى فيها سنة 1226م، بعد أن ترك كثيرا من المؤلفات المهمة فى مجالات مختلفة.
وفى مقابل التماثيل التى تُعرف بالشخصيات المغربية فى سبتة هناك أيضا التماثيل التى توثق لشخصيات إسبانية أثرت فى تاريخها، وتماثيل رمزية لأشخاص عاديين تعبر عن مهنة معينة، مثل البحارة، أو ترصد تاريخا لمعركة عسكرية، أو تصف الحياة اليومية لسكان المدينة.
ولا يغيب عن ساحل مدينة سبتة تمثال لأول حاكم للمدينة يعينه الملك جون الأول ملك البرتغال وهو الكونت بيدرو دى مينيسيس.
رابط دائم: