رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

محطات من حياته

علاء الزمر
مندوب الأهرام مع زويل ومحفوظ

بدأت علاقتى بنجيب محفوظ بالصدفة البحتة.. ربما كانت البداية بحادثة مفجعة عندما تعرض لطعنة غادرة من شاب جاهل.. بينما كنت وقتها محرر حوادث بالأهرام مسئولا عن تغطية أخبار مديرية أمن الجيزة، وربما لم أنتبه وقتها أن منزل نجيب محفوظ القريب بحى العجوزة سيشهد تلك الحادثة، وسيشهد أيضا علاقتى بنجيب محفوظ شخصيا، وأنها لن تكون مجرد مهمة صحفية لتغطية أهم حادثة عالجتها الصحافة وقتها وتحديدا يوم 14 أكتوبر 1994.. فمن هنا بدأت الرحلة ثم تعددت مشاهدها.


.........



- 1 بكاء ثروت أباظة

ومن المفارقات عن محفوظ بعد إنقاذ حياته عندما ذهب إليه الكاتب الكبير ثروت أباظة لزيارته فى المستشفى بصحبة العديد من الأدباء وما أن شاهد أباظة محفوظ ممددا على السرير ومعلقاً المحاليل بكى بكاء شديدا وبصوت عال وهنا انفعل محفوظ على أباظة وقال أجمل قفشاته «جرى إيه ياثروت إنت بتبكى ليه هو أنت اللى انضربت ولا أنا»، وهنا علم الجميع أن محفوظ عاد لحالته الطبيعية وإن كانت الاصابة قد تركت أثرا على عصب اليد اليمنى مما أثر على إمساكه بالقلم بشكل جيد وكان هذا واضحا فى كتابته بعد الحادث.

- 2 عيد ميلاده

ومن الصدف السعيدة أنه بعد الحادث وعودة محفوظ لحياته تم تكليفى من قبل الأهرام أن أقوم بمتابعة الاحتفال بعيد ميلاده الموافق 11 ديسمبر من كل عام حيث إنه مواليد عام 1911 وحضرت أكثر من عيد ميلاد للأديب الراحل كان يصحبنى معه للمشاركة فى عدد منها الكاتب الكبير محمد سلماوى وفى يوم وجدت نفسى جالسا على «كنبة» واحدة بين نجيب الحائز على جائزة نوبل والدكتور أحمد زويل الحائز على نفس الجائزة وكانت فرصة لم يحصل عليها الكثيرون من الصحفيين وهم فى بداياتهم الأولى ووجدت فى الحوار بين الاثنين لغة ومصطلحات لم أسمعها من قبل والمفهوم الثقافى للفيمتو ثانية وما يمكن أن تقدمه للحركة الثقافية ووجدت أن هذه المناظرة فوق احتمالى وشعرت بالرهبة وتنحيت جانبا على طرف «الكنبة» التى كنا نجلس عليها سويا.

- 3 عزاء زوجة محفوظ.. لم يحضر أحد!

عندما توفيت السيدة عطية الله زوجة نجيب محفوظ يوم 14 ديسمبر 2014 تمت إقامة العزاء لزوجة نجيب محفوظ فى القاعة الكبرى بمسجد الحامدية الشاذلية بالمهندسين وكانت المفاجأة عندما ذهبنا لتقديم العزاء لم يحضر أحد للمشاركة فى العزاء إلا من رحم ربى داخل سرادق العزاء سوى الابنتين فاطمة وأم كلثوم وعدد من السيدات لم يتعد أصابع اليدين. أما سرادق الرجال فكان يتقبل العزاء عدد قليل جدا من المقربين وفى مقدمتهم الكاتب محمد سلماوى ويوسف القعيد وهنا سرحنا بالخيال ماذا لو كانت هذه السيدة توفيت ومازال محفوظ على قيد الحياة كان الوضع اختلف كثيرا وأغلقت الشوارع المحيطة بالمسجد بسيارات المشاركين فى العزاء ولكنها هى طبيعة البشر.

- 4 الوصية المنقوصة!!

كان لنجيب محفوظ وصية أوصى بها المقربين منه وهى أن يتم تشييع جثمانه من مسجد الحسين وتكون الجنازة شعبية يشارك فيها أهالى حى الحسين والجمالية والأزهر تلك المنطقة الذى عاش بها وكتب عنها أهم أعماله «الثلاثية». وبالفعل تحقق نصف الوصية وهو خروج الجثمان من الحسين بعد الصلاة عليه ولكن بلا مشيعين وتمت حمل الجثمان بسرعة إلى مسجد آل رشدان حيث تم إقامة جنازة عسكرية كونه حاملا قلادة النيل وتقدم المشيعين الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك وكبار رجال الدولة آن ذاك..



. وحارسه الخاص: آخر كلماته «مدد ياحسين.. مدد ياستنا»


فى لقاء هو الأول مع الصحافة تحدث حارسه الخاص أمين شرطة ربيع محمد حبيب الى الاهرام فقال شرفت بالعمل فى حراسة الأستاذ نجيب محفوظ طوال 10 سنوات من عام 1997 وحتى عام 2006 وأضاف كنت ملاصقا له بعد محاولة اغتياله وعودته مرة أخرى لمزاولة حياته الطبيعية فكان لنا جدول ثابت لايتغير نهائيا إلا فى الحالات النادرة.

يوم السبت يخصصه الأستاذ فى منزله لاستقبال الضيوف من الأصدقاء أو السفراء الأجانب. وكان دائما ما يحضر هذا اللقاء الناشر إبراهيم المعلم.

أما يوم الأحد فيكون مع أصحابه القدامى فى فندق شبرد وكان يحضر دائما جمال الغيطانى ويوسف القعيد وزكى سالم أما يوم الثلاثاء فكان اللقاء الكبير للأستاذ فى الباخرة النيلية «فرح بوت» وكان يحضر هذه الجلسة المخرج توفيق صالح والشاعر عبدالرحمن الأبنودى بالإضافة إلى الضيوف الثابتين فى كل اللقاءات وأضاف حارسه الخاص أما يوم الأربعاء فيكون حسب ظروف حالته الصحية.

يوم الخميس يذهب إلى منزل المخرج توفيق صالح أعلى نفق الجيزة وتكون الجلسات عبارة عن الحديث فى كثير من الموضوعات وعلى رأسها أحوال السينما.

يوم الجمعة فهو مخصص لزيارة الدكتور يحيى الرخاوى داخل فيلته بحى المقطم وهى من أجمل الجلسات التى كان يستمتع بها الاستاذ وأضاف حارسه الخاص أن نجيب محفوظ كانت لقاءاته يمكن أن يتم ضبط الساعة عليها تبدأ من السادسة مساء بالخروج من منزله والعاشرة مساء العودة.

وعن طقوسه اليومية قال إنه كان لايدخن سوى سيجارة أو اثنتين بالكثير أسبوعيا.

وأضاف انه أيضا كان يطلب منى قراءة القرآن خاصة سورة طه وسورة الضحى وكان يردد بصوت عال «ولسوف يعطيك ربك فترضى».

وأضاف حارسه الخاص أن مدفن الأستاذ بطريق الفيوم ملاصق تماما لمدفن صديق عمره من شلة الحرافيش المخرج الكبير توفيق صالح.

وعن المعاملة الإنسانية للأستاذ قال حارسه الخاص إنه كان رجلاً دمث الخلق مهذباً ومتواضعاً وقريبا جدا من المولى عز وجل. وكانت السيدة زوجته فى غاية التواضع والكرم ونفس الحال لابنتيه فاطمة وأم كلثوم.

وأضاف حارسه الخاص كنت جالسا بشكل دائم داخل غرفته فى مستشفى الشرطة بالعجوزة فى أيام مرضه الأخيرة وكان يدخل فى غيبوبة وعند الإفاقة تكون أول كلماته مدد ياحسين مدد ياست.. ياست مدد ثم دخل فى الغيبوبة مرة أخرى. وكانت آخر كلماته مدد حين ثم اسلم الروح.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق